يستمر تراجع الانقلابيين عن المواقع التي سيطروا عليها في اليمن يوما بعد يوم أمام تقدم المقاومة الشعبية والجيش اليمني بدعم جوي من قوات التحالف العربي بقيادة المملكة، ما يعطي مؤشرا إلى انهيار قريب في صفوف ميليشيات الحوثي وأنصار المخلوع صالح. وإن كانت بداية التحرير الفعلي انطلقت من عدن، فلا بد أن تنتهي بتحرير العاصمة صنعاء التي تقترب منها المقاومة الشعبية تدريجيا، مع ما يتضمن ذلك من تحرير للمدن والمواقع اليمنية مثل لحج وقاعدة العند العسكرية والضالع وزنجبار وغيرها، لذا فإن إعلان الحوثيين أول من أمس حالة الطوارئ في صنعاء يؤكد أنهم باتوا يرتعدون هلعا من خسارة كل ما اعتبروه ذات يوم مكسبا، ولا يبقى لهم منفذ سوى العودة إلى صعدة، غير أن الأكيد أنها لن تكون آمنة بالنسبة لهم، فقوات التحالف العربي ستقف بالمرصاد لأي تحرك من الميليشيات الانقلابية نحوها. من خلال تطورات الأحداث يمكن القول إن السيناريوهات المحتملة لأزمة اليمن باتت محصورة في خيارات تنتهي جميعها لمصلحة الشعب اليمني، سواء باستسلام الانقلابيين وتطبيقهم لقرار مجلس الأمن 2216 وقبولهم بالعودة للحوار كأحد المكونات السياسية، أو بمتابعتهم للحرب وما تجره تلك عليهم من تدمير لقدراتهم القتالية والبشرية، أو حدوث انقسام بين أعوان المخلوع والحوثيين بحركة مكشوفة هدفها الخروج من المركب الغارق حتما.. ما يسهل القضاء على كل فصيل على حدة، لأن مثل هذه اللعبة لن تنطلي على أحد. معظم الجنوب في اليمن استعادته الشرعية اليمنية، وبات الوصول إلى العاصمة مسألة وقت ليس أكثر، ولعل التقدم السريع لقوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني يوضح حالة الضعف العام التي تمر بها الميليشيات الانقلابية، وبالتالي ليطرح الانقلابيون على أنفسهم السؤال حول جدوى استمرار قتالهم، فالنتيجة معروفة وواضحة لأي متابع عاقل، ومتابعة القتال مجرد عبث لا طائل منه، ولن يؤدي إلا لمزيد من الخسائر في صفوف الميليشيات الانقلابية، أي أن كل المحاولات اليائسة من قبلها محكوم عليها بالفشل مسبقا؛ فلا ترجع عن قرار عودة الشرعية اليمنية إلى موقعها الطبيعي، ولا نهاية لأزمة اليمن إلا بذلك.