حفلت وسائل التواصل الاجتماعي يوم أمس بالنجاحات السعودية، سواء في جبهة العمل الأمني الاحترافي، وتوجيه ضربة جديدة إلى قوى الشر في إيران ووكلائها أو في الجبهة الساخنة مع وكلاء إيران في اليمن. فقد ابتهج المواطنون والعرب المخلصون لما حققته المملكة باستعادة مطلوبين إرهابيين خطيرين، ولغت أيديهم بالدم، وعاثوا في أمن البلاد، بعد أن باعوا أنفسهم لطهران وشبكة فتنتها. وكانوا يظنون أنهم في أكناف إيران في منأى عن اليد السعودية الطولى المباركة التي تعهدت بحماية البلاد وأمن المواطنين ومكتسباتهم، وأمن المقيمين. كما ابتهج المواطنون والعرب المخلصون، لما حققته القوات السعودية الباسلة باعتراض صاروخ بالستي أطلقه وكلاء طهران على جنوب المملكة، فاعترضته المقاومات السعودية ودمرته في الجو، وسارعت المقاتلات السعودية لتدمير قواعد الصاروخ ومخازن السلاح القريبة منه. ولم يتعظ الحوثيون وحلفاؤهم في اليمن، من فشل اعتداءاتهم السابقة، فقد سبق أن جربوا اختراق حدود المملكة فجرت إبادة كاملة للمعتدين، وجربوا توجيه صواريخهم إلى المملكة فجرت إبادة كاملة للصواريخ المنصوبة وقواعدها. والهزائم الحوثية مستمرة، ومع ذلك يستمر الحوثيون وصالح في غيهم وعنادهم، ويضربون رؤوسهم في صخور جبال الجنوب. وذلك لا ينم إلا عن أنهم ليسوا إلا أدوات مسيرة، تتلقى أوامر طهران ولا تجرؤ على العصيان حتى وإن كان في ذلك موت الحوثيين وهلاكهم. وهذا يبرهن على أن لا الحوثيون ولا حليفهم صالح، يملكون إرادة حرة مستقلة، تمنعهم من إطاعة أوامر إيرانية تؤدي بهم الى الانتحار والهلاك. ولا يهم إيران أن يموت الحوثيون أو يحيوا ما دامت مصالحها وهيبتها في خطر. وقد مرغت عاصفة الحزم المجيدة الغرور الإيراني في الوحل، وعرت طهران أمام الدنيا. وأن قوتها مجرد ضوضاء ميليشيات ومذيعي فضائيات. وأن طهران لا تجيد سوى المتاجرة بعملائها، ولن تتمكن من مساعدتهم في اللحظات الحاسمة. والحوثيون أنموذج حي على نظام المتاجرة الإيراني، فالحوثيون الآن يواجهون مصيرهم أمام الشعب اليمني أولاً وأمام الأمة العربية ثانياً، وكانت إيران قد خدعتهم وتعهدت بمساندتهم، وهي الآن تتفرج عليهم وهم يشوون بسوء أعمالهم. ويوم أمس أيضاً بثت وكالة الصحافة الفرنسية تقريراً مؤلماً، عن الشيعة الافغان الذين جلبتهم إيران لمساعدة نظام الأسد ومواجهة السوريين في وطنهم. ويبرهن التقرير على أن طهران تتاجر بالشيعة في كل مكان، وتستغل فقرهم وتخضعهم لعبودية تحقيق مصالحها، وتجعلهم يتولون تنفيذ المهمات القذرة بالنيابة عن الإيرانيين. فالشيعة الافغان والباكستانيونوالعراقيون الذين أحضرتهم إيران إلى سوريا يموتون بالعشرات يومياً، في جبهات القتال في سوريا، وتلبس قراهم الفقيرة يومياً الحداد. وكل ذلك في سبيل تحقيق طموحات جنونية وشريرة وغير واقعية ترتكبها إيران في سوريا وفي العراقواليمن ولبنان. وبذلك فإن الفتن الإيرانية لم تترك مجتمعاً لم تمسه بنيرانها، من باكستان إلى افغانستان إلى الخليج العربي والدول العربية الأخرى، بل وصل إلى مجتمعات أفريقية تتناحر بسبب الأصابع الإيرانية التي تحيي نيران الطائفيات المقيتة فيها وتنكأ جروحا تكاد تندمل بين الناس، حتى أصبحت الطائفية وتدمير المجتمعات بضاعة إيران وحيوية نظامها ووجوده وانتصاراته.