يعتقد البعض أن قوات الردع العربي التي وصلت منطقة صافر النفطية شرق مأرب، دخلت أو ستدخل على خط المواجهة مباشرة، وكأنها تعزيزات قبلية أو عسكرية يمنية . إلى حد اللحظة من كتابة المقال لم تدخل ولن تدخل قوات الردع على خط المواجهة، كون مهمتها العسكرية ليست مأرب، كون مأرب جزء من الترتيب العسكري بفضل التواجد على أرضها وتحويلها إلى قاعدة عسكرية . أما المهام العسكرية لقوات الردع العربي، فتتمثل في حماية المنشئات النفطية بصفتها المهمة العسكرية الأولى، أما المهمة الثانية والتي تعد المهمة الأكبر، فتتمثل في تحرير صنعاء ومحافظات شمال الشمال . لو كان تواجد قوات الردع العربي بمنطقة صافر شرق مأرب من أجل جبهات القتال المحتدمة غرب مأرب كما يعتقد البعض، لما ظلت إلى اليوم ولم تدخل على خط المواجهة مباشرة، ولما احتاجت إلى كل هذه التعزيزات الضخمة . كما أنها لو كانت من أجل معركة مأرب لما احتاج التحالف العربي إلى الربع من تلك المعدات العسكرية البرية الضخمة، ما بالك بالمطار العسكري وطيران الأباتشي وكل هذه الترتيبات . لذا فمأرب في خطة قوات الردع العربي المتواجدة حالياً بصافر، ليست هدف للعمليات العسكرية القتالية لقوات الردع، ولكنها قاعدة ومنطلق لعملياتها العسكرية البرية والجوية إلى صنعاء وما جاورها . تواجد الحوثيين بمناطق غرب مأرب لا يستحق كل هذا الحشد العسكري، فهم منذ أكثر من عام وهم يحاولون التقدم بمأرب من محورين لكن دون جدوى، بفضل صمود أبطال المقاومة . المحور الأول جبهة مجزر، والتي لا يزالون بها لم يحرزوا أي تقدم منذ عدوانهم على مأرب اغسطس العام الماضي حتى اللحظة . أما المحور الثاني جبهة صرواح، والتي تقدموا بها بعض الشيء بمساعدة عملاء وموالين لهم، لا يتجاوزن عد الأصابع، فتحوا بيوتهم ومزارعهم، لكن رغم هذا لم يحقق الحوثيين أي تقدم يذكر سوا ما حققه لهم عملائهم في داخل مزارعهم، مما عاد بضرر كبير عليهم، حيث ظلت المعارك ولا تزال في مزارعهم وبين بيوتهم، ولم يحقق الحوثيين أي تقدم عسكري بقوة السلاح خارج تلك المنطقة التي حولوها إلى بؤرة صراع، في بقعة ضيقة ومحدودة النطاق .