ما تشهده مأرب في اليمن من حشود عسكرية عربية في التحالف الذي تقوده المملكة لتحرير اليمن وإعادة الشرعية، يشير إلى عملية عسكرية باتت قريبة جدا، فالعاصمة صنعاء هي مرحلة ما بعد مأرب، وهي الحسم النهائي الذي سيقوض قدرات الانقلابيين، ولن تقوم لميليشيات الحوثيين وأنصار المخلوع صالح بعدها قائمة. إن كان الانقلابيون يعتقدون أنهم قادرون على الصمود، فحساباتهم تذهب إلى التقدير الخاطئ كعادتهم، فلا طاقة لهم بمواجهة القدرة العربية الهائلة التي دكت وما زالت تدك أركانهم ومواقعهم. وإن ظنوا أن استخدامهم المدنيين كدروع بشرية والتحرك بينهم، أو نشر قواتهم في المناطق السكنية المزدحمة، يمنع التحالف العربي من قصفهم، فالصورة مختلفة، لأن من يتخيلون أنهم يتحصنون بهم سيقفون ضدهم ويصطفون إلى جانب أشقائهم العرب الذين أتوا ليحرروهم من أذناب طهران، والمعادلة هنا تحكمها البيئة الشعبية الحاضنة، وأهل صنعاء ممن يترقبون يوم التحرير -عدا ميليشيات الحوثيين وأنصار المخلوع- هم بيئة حاضنة لقوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية والجيش الوطني. حين يتلاحم العرب يصبحون قوة جبارة، فهم أثبتوا عبر التحالف أن قوتهم في توحدهم وتوافقهم على الهدف، وحين سلموا القيادة للمملكة فلأنها الشقيقة الكبرى ومصدر الثقة والاطمئنان.. وتعرف كيف تدير المعركة لإنقاذ الشعب اليمني.. وها هي اليوم قوات من دول عربية عدة موجودة في الساحة، وسوف تتبعها خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة قوات من دول عربية أخرى.. فأي غباء يحمله الانقلابيون حتى تزين لهم عقولهم أنهم يستطيعون المواجهة، أو تقودهم للاستمرار في غيّهم من غير أن يراجعوا شريط الهزائم المتلاحقة منذ زعزعت "عاصفة الحزم" أركانهم، ثم تبعتها "إعادة الأمل". سواء لم يفهم الانقلابيون بعد، أو لا يريدون أن يفهموا، أو لا تريد لهم طهران أن يفهموا.. فالنتيجة الحتمية شاؤوا أم أبوا أن الشرعية ستعود إلى اليمن، والعرب بقيادة المملكة قرروا وخططوا ونفذوا وسوف ينجحون في إنجاز الأهداف المرسومة لخلاص اليمن.. أما المخطط الإيراني في اليمن فقد قضي عليه تماما بإرادة عربية أثبت الميدان أنها الأقوى، وأثبتت ملامح النصر الكبير التي بدأت تلوح أن العرب إن عقدوا العزم على أمر آمنوا به، قهروا المستحيلات وحققوه.