يترقب شعبنا، وكله اعتداد واعتزاز، عودة الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة التي قدمت أروع البطولات وهي تدافع عن اليمن الشقيق، كما عن القيم الكبرى التي ورثها شعبنا من الآباء والأجداد ويورثها للأولاد والأحفاد، ويودع، بكل فخر، الدفعة الثانية التي تحل محل الأولى، ضمن عملية استبدال القوة المعلنة. جيش الإمارات الباسل، بعقيدته الراسخة وكأنها قلب اليقين، هو جيش متقدم واحترافي ومعاصر، حين تعني المعاصرة الدخول في العصر بإمكانات العصر، ثم مواكبة مستجدات العلم والعمل في فضاء من اليقظة والتطلع الدائم إلى أفضل وأرقى الممارسات، وفي هذا السياق المضيء يأتي قرار استبدال قوة الإمارات في اليمن. تعود قوة الواجب من اليمن بعد مشاركة في عاصفة الحزم ثم في إعادة الأمل ترفع رأس كل إماراتي بل كل عربي غيور شريف، وضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة كان لقواتنا الحضور اللافت والمؤثر، وأسهم جيشنا، بشكل أساسي، في تحرير عدن من براثن جماعة الحوثي والمخلوع صالح، وشهد العالم كله على البطولات الخالدة نحو تحرير باب المندب ورفع رايات العزة والمجد فوق ذرى سد مأرب الشامخة، وفي الذاكرة القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يملأ الذاكرة، ويصل ماضي هذه البلاد بحاضرها وبالمستقبل، فليس في صدور مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل القائد الفذ صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلا العزم، وليس في القلوب والعقول إلا الثقة، وليس إلا الإصرار على النصر كما أكد، غير مرة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، فأسس بذلك للمعنى الجديد لكن المجبول بدم السلالة، وأسس بذلك للبيت الجديد لكن المرفوع على القمم بسواعد الهمم. في منتصف المشهد الذي يتوهج ويتعمق كل يوم وكأنه ينحت روعته وجماله من نور وجوه وقلوب أمهات الشهداء ومحمد بن راشد ومحمد بن زايد وسلطان والحكام وهم يعزون أسر وأولاد الشهداء، وهم يزورون الجرحى والمصابين بباقات المحبة وقبلات الجبين، وهم يقولون الوطن في عبارات الشوق والتوق، وهم يكتبون غد المروءة بمداد الانتماء. ولقد جسد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تلك المعاني الوطنية السامية، نثراً وشعراً ومواقف رجولة وبطولة، فلك مهرجان الكرم يا وطن الكرامة، ولَك، أيتها الإمارات الغالية، مضارع الفرح الغامر يطوق حزن شعبك الشفيف، فالفرح هو العنوان الكبير قطعا في وطن يتجاوز جراحه وهو يكدس في ممرات وجده وفضاءات مجده علامات تقدمه على صعد تكملها اليوم هبات ومواهب الدم الأغلى نحو تحقيق القيم الأعلى. لسنا اليوم إلا مستقبلي قوة ومودعي قوة، بكل هذا الفخر والفرح، وليس أهنأ منا بذلك إلا شهداؤنا الأبرار الأحرار.