أبناء الجنوب عانوا عقود من الزمن ما قبل الوحدة من جبروت وطغيان وفرض نظام اقلية أقامت نظامها علی برك من الدماء وهجرت أكثر من ثلث سكان الجنوب . وبعد صراعات وانقلابات بين قيادات الحزب الاشتراكي وسقوط المعسكر الشرقي ارتمى ذلك النظام في احضان نظام صنعاء الانتهازي الاستبدادي الفاسد الذي لا يؤمن بالوحدة الوطنية، ولا بالسلم والشراكة، ولا يحترم عهود ولا مواثيق، ولا يقدر ويثمن تنازل أبناء الجنوب من دولة بكامل مقوماتها في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية التي يتطلع اليها أبناء الشعب اليمني . بعد أن سلم نظام الحزب الاشتراكي دولة الجنوب لعصابة صنعاء ولم يحتفظ بقوة عسكرية لضمانة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع نظام صنعاء ليكونون الجنوبيين شركاء فاعلين . لكن وللأسف بعد تسليم دولة الجنوب بكل ما تمتلك من قوات وعتاد عسكري، فاق من سبات نومه نظام الحزب الذي كان شعاره لا صوت يعلو فوق صوت الحزب الاشتراكي، وأعلن الانفصال على سالم البيض الذي ارتكب حماقة وجلب لأبناء الجنوب معانات وحرب غير متكافئة وإقصاء وتهميش ونهب للممتلكات العامة . وللأسف أن الكثير من القيادات الجنوبية شاركوا نظام صنعاء في ظلم ومعانات وإقصاء وتهميش أبناء الجنوب . ونشاهدهم اليوم يزايدون ويتاجرون بمعانات وقضايا الجنوبيين ويروجون للفرقة والكراهية والأحقاد والانتقامات بين أبناء الجنوب والشمال بدون أن يتفوهون بكلمة ضد نظام المخلوع صالح وعصابته وحليفه الحوثي الذين اجرموا بحق أبناء الجنوب وبحق الشعب اليمني في الجنوب والشمال ولم تشاهدون لهم أي مواقف أو تضحيات في ميادين الشرف والبطولة والفداء لمواجهة براثن الغزاة المعتدين الانقلابيين الحوثي والمخلوع صالح ومليشياتهم . نقول لهؤلاء المروجين للانفصال كفا معاناة وإشعال الفتن والحروب والصراعات والتفرقة بين أبناء الجنوب، كفا مزايدة ومتاجرة بحق شعب وفرض مشاريع ورغبات الأقلية، كل ما سبق ولی الی غير رجعة . هؤلاء ليسوا في المعادلة برقم يجب يدركون أبناء الجنوب المغرر بهم أن من يقرر مصير ومستقبل أبناء الجنوب ابناءه الاحرار الشرفاء الذين ضحوا بانفسهم في سبيل استعادة عزتهم وكرامتهم ومجدهم . أقرب طريق لخروج أبناء الجنوب من تلك الدوامة والزوبعة بتحكيم العقل والمنطق ونبذ التفرقة والمماحكات، وترك خلافات الماضي وثقافته البالية والدوس عليها بالأقدام وتحمل المسؤولية وتشكيل مجلس موسع من كل اطياف أبناء الجنوب لتهيئة إدارة فدرالية لإدارة شؤون البلاد ورفع معانات أبناء الجنوب وحتى لا يبقون رهينة لصراعات قد يطول مداها في الشمال .. ولا رهينة لأوهام وأحلام وخيالات وخزعبلات وشعارات فارغة .