حرض مديرية صغيره كانت تحتضن كافة اليمنيين وغير اليمنين يعمل فيها اناس من كافة محافظات الجمهورية اليمنية ومديرياتها ومناطقها ، فهي تمتلك احد اهم المنافذ الحدودية اذا لم يكن الاهم مع المملكة العربية السعودية، وذات ايرادات ضخمة تسند ميزانية الدولة ، كانت مدينة لاتنام ، كانت وما زالت ومنذ زمن بعيد مدينة حب وسلام وتعايش ، فا اهلها بسطاء، قنعاء، يكتفون بما يملكون، يقضون ايامهم كيف ما كانت ظروفهم فلم تغادر الابتسامة قط اي احد من اهلها ؛ احتضنت الجميع لم يمتلك احد من اهلها اي نزعة طائفية ولا مناطقيه ولا اي نوع اخر من النزعات او النزاعات؛ بل يشاركون الجميع بكل شيء وبكرم وطيبة وحب كبير. هانحن الان وفي رمضان الثاني علی التوالي نقضيه خارج مدينتنا الصغيره ، والتي شردنا وخرجنا منها وكافة ابناءها بسبب الدمار والقصف وما خلفته الحرب من مآسي . اصبحت مساجدنا مهجورة، بيوتنا مدمرة ، مزارعنا محروقة ، تشردت العائلات وتشتت الاسرة البسيطه ، وافترق الأصدقاء. اجزم الان ان كافة أبناء واهالي مدينتي وانا اولهم نفتقد تفاصيلنا الصغيره، لقاءاتنا البسيطة ، حياتنا بكل حلوها ومرها ، نفتقد العطش وحرارة شمس مدينتنا ، نفتقد التعب والارهاق ، نفتقد كل وادق التفاصيل عن حرض ، واجزم ان تراب مدينتي يشتاق لابناءها وسكانها ويتمنی عودتهم ، فقد صاحت حرض وبكت من الدماء والبارود، واتعبها الهجران والوحدة الموحشة فلم يعد يسكنها غير الاشباح ومخلفات الحرب التي مازالت تمطرها وابلا من الدمار، وتريد ان نعود لنحمل معاولنا ومجارفنا لنعيد الحرث ونجعل الماء يرويها لتنبت من جديد، لتحياء من جديد ، بل لتبعث وستبعث من جديد. فمازال اهالي مدينتي يرددون كل وقت وحين؛ الی متی؟ فقد طال الغياب؟!