خطوة شكلية غريبة من التلفزيون المصري، تفجر أزمة وتثير ضجة فصل مذيعات مصريات بسبب بدانتهن وزيادة وزنهم، هو القرار الذي وقعت عليه رئيسة القطاع، لتوقف زميلاتها بسبب معايير شكلية فالتلفزيون الحكومي، الذي تحرص على متابعته كل الجهات السيادية الحكومية، والذي يؤكد النظرة الراسخة عن رتابة الاعلام العام، وقصوره وتدني قدرته في المنافسة يفضح بهذا القرار المسكوت عنه في عالم الاعلام العربي بشكل عام فإيقاف المذيعات بسبب الشكل ليس حادثا عرضيا، ولا يخص التليفزيون المصري، لكنه جزء من منظومة اعلامية عربية كاملة ، تعمل باجتهاد لتنميط صورة المراة العربية . المذيعة العربية مظلومة، لانه يجب ان تهتم بمواصفات الشكل، ويتم اختيارها وابعادها طبقا لمواصفات الشكل، وليس العقل والمهنية، والموهبة، والمؤهلات العلمية هذه هي المذيعة العربية، الصورة النمطية عن المراة، في اعلام لا يصدقه الغالبية، ويشاهده الأقلية، ويهدر الأموال العامة والخاصة، ولا يعبر الا عن السلطات السياسية والمالية اعلام يهرس التفاصيل الصغيرة، وحقوق الناس، وأخيرا صورة المراة العربية هذه المواصفات الشكلية لابعاد مذيعةً او تقريبها، ليس سابقة مصرية، فسبق واعلنت قناة الجزيرة القطرية "تفاهتها" في التعامل مع شكل ولبس المذيعة مما أدى لازمة كبيرة وقتها واستقالت حوالي اربع مذيعات، لتكتب بعدها مذيعة مستقيلة كتابا توضح فيه تفاصيل ذلك الاهتمام التافه والسطحي بالشكل و باللبس سواء كان اهتماما يريد منها ان تكون بمواصفات معينة ، او وزن محدد، او مكياج ولبس متفق عليه، سواء كان شكل محتشم او منفتح، فهو في الاخير ليس الا مجرد تفصيل عابر تفصيل تافه لم يكن على المذيعة والإعلامية العربية التوقف عنده ولو لساعة. انه مجرد تفصيل في مسيرتها اليومية، تفصيل يرهق المراة ، الوزن والكحل ولون الشعر ..لما كل هذا الاهتمام. ايضا ليست الجزيرة والفضائية المصرية فقط، بل كل القنوات بلا استثناء، مهتمين جدا بتفاصيل التفاهة، ولاحظت ذلك في القناة التي كنت اعمل بها حيث يمكن ان يتدخل اعلى سلطة ادارية في لون شعر المذيعة ، وشكل البلوزة وهنا اتابع CNN وBBC وارى عالما اخر .. تابع معي، كسر النظرة النمطية للمذيعة والمرأة، تابع المذيعات البدينات في القنوات الغربية من CNN الى اصغر قناة والعكس مذيعات إخباريات ومحاورات "مش بس أوبرا وينفري" مذيعات يظهرن بشكل شبه يومي واعتيادي تابع الشكل، اللبس ، المكياج ، صارخ او عادي، اللبس رسمي او اكثر بساطة، مفتوح او مكمم هناك قنوات عربية تغالي في معايير الشكل واللبس، وأصبحت هي الهم الاول، وحبذا لو كانت حلوة ولا تفهم والقنوات الغربية كسرت معاير اللبس، انك ترى مذيعة الاخبار تقدم النشرة بفستان احمر يبدو كفستان سهرة.ولكنها تفرض رسمية واحترما في إطلالتها، بشكل مذهل وترى مذيعة بلا مكياج تقريبا ، ولبس بسيط جدا، لكنها بطلة عميقة او على الأقل مدركة لما تقول في الاخير هذه المذيعة مهما كان شكلها ووزنها بعد 6 ثوان ستجبرك ان تنسى شكلها، وتركز مع كلامها فقط لن تقف عند تفصيل القميص المفتوح او المكياج او الرشاقة ، بل ماذا تقول عن ترامب هل فهمت قصدي ان المراة هنا في بلادي ، وعاء الزينة الجميل، مجبرة ان تحارب لتبث مهنيتها واستقلاليتها وكذلك أناقتها ورشاقتها ، او تظهر كتافه جميلة هناك مذيعة، وهناك صانعة راي وموقف، كيفما كان شكلها ووزنها ولون فستانها هنا عارية من التأثير ، وهناك صاخبة .. وعميقة .. وتعيد صياغة الوعي العام وطريقة التعامل مع وسائل التعبير