- لديّ سؤال : هل نمُثل الشرعية الدستورية ؟ أم شرعية التوافق ؟ ، أم شرعية فرض الأمر الواقع ؟ .. وهل سيعلن "عيدروس الزبيدي" إقليم عدن على غرار بقية الأقاليم التي تتقافز كحبات الذرة بلا مسوغ عاقل لإقرارها والمضي نحوها بقلب متوحد وإرادة معتمدة على دستور نافذ .. - بالطبع لن يفعلها الزبيدي - فخياله ممتد إلى ماهو أبعد من المهرة وأقصر من الضالع !. - حسناً .. ليكن الأمر مفتوحاً على الأقل .. إشراك اعضاء البرلمان والمجالس المحلية المنتخبة ، والوزراء السابقين في إقرار إعلان الأقاليم سيكون مفيداً لتوسيع قاعدة القبول في قرار الأقاليم المنفردة وإن لم يكن دستورياً البتة ، رغم أن ورقتنا الرابحة هي "الدستور" الذي نسفه الحوثيون وخرجنا عليهم للمطالبة بعودته فقط .. أما أن يجتمع أربعة أصدقاء في غرفة مؤثثة بالقصر الجمهوري في مأرب أو حضرموت لإعلان الأقاليم - هكذا - إنه أمر يذكرني بحماس توكل كرمان وخالد الانسي وهما يعلنان مجلساً رئاسياً في شارع ممتلئ بالخيام بمساحة لا تتعدى كيلو متر واحد من أصل 555 ألف كيلو متر مربع ! . - لم نكن مع أي فرد يمسك زمام السلطة إلا بدستور يحقق له الإجماع الشعبي لقبوله حاكماً على الناس يمضي فيهم مواد الدستور ولا يتجاوز القانون .. لقد كانت إحدى أسباب إختطاف مشروع الدستور أن صياغته أُعدت لمحاصرة عائلة "عفاش" من العودة إلى الحكم . - ذات يوم كُنا جلوساً بمعية "جمال بن عمر" ، كُنا خمسة أشخاص فقط ، وحين طُلب مني الكلام ، شدّدت على أهمية عودة الدستور والسلطة الطبيعية للدولة ، إعترض "عبدالباري طاهر" بحدة وقال لي "تريد يرجع عفاش يحكمنا ألف سنة" ! . - هاجس الخوف من "عفاش" وأنجاله مستقبلاً ، هو ما أدى إلى هذه الحرب ، ودفع الرجل إلى تدمير مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية والدستور القادم الذي أراد تكبيله ، فاستعان ب "كيانه الموازي" من البلاطجة والحوثيين لإيقاف حذاقات المراهقين ، غير أن الهواجس القادمة في منتصف الحرب إتسعت بعد العجز عن اختراق إقليم آزال ، من عائلة تطمح في الحكم ، إلى شعب كامل يسكن في جبال آزال ويتعداها الى البيضاء وإب وتعز وحجة والحديدة والمحويت وريمة ، وهذا ما قد يفسر خوض إعلان الأقاليم بهذه الصورة الفانتازية التي تدفع إلى اعتبار كل من يسكن في آزال عدواً محتملاً ! - لم نستطع بعد الحصول على اقليم تهامة ، أو الجند أو سبأ كاملاً .. مايزال محافظ البيضاء لاجئاً في مأرب ! ، المنطقة الوحيدة التي حررناها وما تزال مهددة في الشمال هي مأرب و90٪ من الجوف وخمسة كيلو مترات في اقليم تهامة فقط ! ، فلمن كل هذه الأقاليم ! . - هل تخشون مثلث الإنفصال في اقليم #عدن ؟ ، أم مثلث الموت في اقليم صنعاء ! ، ستدفعون المثلثان المحيطان بالعاصمتين في عدنوصنعاء إلى التعاون مجدداً من إجل إسقاط هذا المشروع - لقد كان الحوثيين والحراكيين على أعلى درجة التعاون قبل تدخل عاصفة الحزم - هل تخشون "صالح" وعائلته ؟ ، من تخشون إذاً .. إن لم تكونوا قلقين من تصرفاتكم غير الدستورية ، فممَ ستقلقون ؟ ، وما الفرق بين ماتفعلونه الان ، وفعله الإنقلابيون في صنعاء ، هذا هدم للنظام وما تبقى من الدولة ، إنه إعلان دستوري آخر يُعلق الدستور ويشنقه .. إنه إنقلاب مرير ، وفرض حاد لأقلمة ليس لها دستور . - لا تحشدوا .. أكرر ، لا تحشدوا الحوثيين مع القبائل في زاوية واحدة ، لا تحاصروهم بالأقاليم .. لا تفرضوا مشروعكم بالقوة الهزلية وتمرروه بتحاذق غريب ، فالدستور القائم والنافذ هو خيارنا الأقوى من كل المشاريع التي لم يعتمدها الشعب كبديل لتنظيم حياته وشؤونه .. فذلك لن يُحفز أهل آزال على الثورة على الحوثيين ، بل سيوفر مناخاً قلقاً لإستقطاب نصف الجمهورية بعيداً عن "صاحب أبين" رئيسنا الشرعي بقوة الدستور .. لا بقوة المخرجات التي ماتزال غير ملزمة لأحد . .. والله المستعان