ضلت الشرعية حينما كانت مازالت مقيمة في اليمن تدور خلف بنعمر وتطوف حوله وتسعى في متاهاته يجُرها بشعرها تارة وبأذنها تارة حتى جُرها باقدامها الى خارج اليمن . طبعا وكما ذكرت في مقال سابق منذ عام ( لاتظلموا بنعمر) حينما بدأت حصون الجمهورية تتهاوى بأن بنعمر ليس إلا مبعوث ورسول لتنفيذ مخطط خارجي تحت غطاء أممي ولن يكون أذكى من عتاولة السياسة والمستشارين المتحلقين حول هادي حتى يسحر أعينهم ويسحب بساط الدولة من تحتهم باستشاراته وخطواته وتطميناته وتصريحاته ابتداء من هيكلة الجيش و التقاسم والمحاصصة وصولا لتشكيل اللجان الرئاسية واشرافه على الحوار الوطني والذي خلاله بدأ زحف الحوثيين وحليفهم في اسقاط المحافظات والمؤسسات المدنية والعسكرية واغتيال رموز الدولة وتهجير المخالفين لهم وتفجير دورهم ومساجدهم ...كل تلك الجرائم ويد الشرعية في جُحر بنعمر تستعذب لدغاته وتبعث بالتطمينات للجماهير بأن الأمور تجري على مايرام و أن قواعد بناء الدولة المدنية الحديثة جارٍ تأسيسها ، وماهي الا ايام معدودة وحلت الكارثة وخرجت قيادة الشرعية صوب الرياض على حِل شعرها تصيح بالويل والثبور اللطيمة اللطيمة والخديعة الخديعة متجاهلةً قبلا نصح الناصحين ونقد الناقدين لاهثة خلف بنعمر وأنها ترى مالا يراه الآخرون. من جُحر بنعمر أخرجت الشرعية يدها غير أنها اخرجتها وقد خرجت من وطنها طريدة شريدة على ايدي الانقلابيين وماهي الا أيام حتى دخلت بكاملها جُحر المبعوث الاممي ولد الشيخ والذي ناور بها ولعب بها و هاهو اليوم ومن جُحره وبخارطته وخطته( الأممية) يعلن خلع رأس الشريعة ونائبه وغيرهما محولا شرعيتهما وماتبعها من نضال سياسي ومقاومة مسلحة الى انقلاب وفوضى وارهاب بينما الطرف الانقلابي يضفي عليه صفة الشرعية والقوة الوطنية .. لم تكن خطة ولد الشيخ الا نتيجة الغباء السياسي للنخب السياسية المتحلقة حول رأس الشرعية والثقة التي منحتها الشرعية لهذا المبعوث غير متعظة بثقتها المفرطة ببنعمر وبالتراخي والتعاطي السلبي مع تلك الحوارات العقيمة مع الانقلابيين والتي كان يحث عليها ولد الشيخ ويشفعها دوما بهدنة تنقذهم كلما اقترب موعد الحسم. ليس هنالك من قرار مصيري تتخذه الشرعية سوى التحرر من جُحر المبعوث الاممي وعدم الدخول في جُحور تحفرها الأفعى الأممية مجددا والسعي الحثيث صوب الحسم وعدم الالتفات الى الوراء فيصيبها ويصيب الوطن ما أصاب قوم سوريا والعراق من تكالب امريكي روسي ايراني وحينها لامناص ولا وزر من استعمار يكون وكلاؤه مليشيا الانقلاب والتي تحقق مآربها الفكرية والسياسية بوسائل العنصرية والسلالية والإمامية دافعة فاتورة ثمن حكمها للاستعمار على حساب هذا الوطن .. إن الأمم والعالم المعاصر لايؤمن الا بالأقوى والأجدر والأكفأ والذي يفرض حضوره على الأرض بوسائل متجددة وتكتيكات متعددة عبر تسارع انتصاراته وتقهقر أعدائه. ......