د: محمد أبوبكر شوبان ما أجمل أن تقوم من نومك وتسمع خبرا يسعد قلبك بل ينعش روحك المتردية في حضيض الإخفاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية! .. ما أجمل أن تسمع أننا على وشك أن نثقب في جدار الصمت ثغرة للنور تمحو خطيئة أرباب المصالح ومثيري الفتن، التي رهنتنا للتبعية وقادتنا إلى ساحة الاقتتال لتبرير فشلها في العمل التكتيكي والاستراتيجي معاً،! أنا أفرح كالطفل الصغير عندما أسمع خبرا أننا على وشك الاتفاق لأنني وغيري أشعر بمعانات ملايين اليمنين وهم في أحضان الجوع وبين براثن المرض وتطحنهم قلة ذات اليد دون أن تأبه لهم الطبقة السياسية المترفة التي تتصارع على مراكز النفوذ .. لقد بت مقتنعا أن الأحداث بدأت تأخذ منحى آخر والدخول في حسابات دولية وإقليمية بعيدة كل البعد عن مصلحة اليمن واليمنيين .. ومع ذلك أفرح عندما أرى دولا صديقة وشقيقة أشد حرصا منا اليمنين في تبني قضايانا والعمل من أجلها ودعمها بشتى الوسائل والأساليب وتبذل كل ما بوسعها للملمت شتاتنا الممزق بين الطائفية والمناطقية بشتى أنواعها بين زيدي وشافعي وشمالي وجنوبي وبدوي وحضري وهلم جر، تحت شعارات مزيفة تغلف هذه النتف العصبوية والعنصرية.. سأظل انتظر اليوم الذي أفرح فيه حين أرى أبناء اليمن وهم يزرعون النخيل والرمان وشجرة البن و المانجا والعنب بدلا عن زراعة الألغام وتفخيخ المنازل ودور العبادة وتشييد السجون والتفنن في وسائل التنكيل .. نعم سأنتظر ذلك الذي أرى فيه وزارة التخطيط والتنمية ووزارة التعليم والتربية والثقافة والإعلام هي أهم الوزارات ولها أعلى الميزانيات ،بدلا عن الداخلية والدفاع والتسليح وحين أرى وزارة الإعلام وأهم برامجها صناعة الجيل لا صناعة الطغاة والتطبيل لهم .. نريد للفرحة أن تعود الى (بلاد السعيدة) وكفانا دماء وأشلاء وأرامل وأيتام ومعاقين جراء هذه الحرب الظالمة.. نريد أن تشرق شمس اليوم الذي نرى فيه الطائر اليمني المهاجر وقد عاد إلى وطنه ، نريد أن يغفو الزمن اغفاءة عنا لنصحوا وقد أغلقت ملفات البغض والحقد والكراهية والشروع في بناء الدولة المدنية التي تجعل من ديوان الشيخ محلا لاستقبال الضيف لا ديوانا للقضاء، وتجعل من العشيرة وسيلة لحماية الدولة لا وسيلة لابتزازها .. نعم، نحلم ونحلم وأمانينا وأحلامنا تسابق نواظرنا نحو المجد المنشود وأعتقد أن ذلك محل إجماع يتفق عليها اليمنيون بمختلف توجهاتهم ، دون الالتفات للشواذ والمارقين والمستبدين وأصحاب المصالح .. المهم نريد وطنا نستعيده من خلف المآسي ونستعيد معه كرامتنا المهدورة المنهارة .. نريد يمنا تتسيد ربوعه النخب المتعلمة المتنورة فتأخذ مكانها بالإبداع والتميز و هذا لا يعني العصمة من الخطأ والقصور ، وليس لأحد أن يدعي أنه يفهم في تفاصيل التفاصيل.. كوزرائنا الذين يتنقلون بين وزارات متناقضة لا رابط بينها ونحن نصفق لفشلهم ولم ندرك أنهم يقودوننا إلى مسالخ الفشل بل إلى رجس الخطيئة.