الحلاقين هدف لمليشيات الكهنوت الحوثي بصنعاء هذه المرة؛ فقد تم استدعائهم بالأمس 30 ديسمبر 2016م من قبل مشرفين حوثيين الى عدد من أقسام الشرطة بأمانة العاصمة؛ وفقاً لمعلومات وصلتني عن طريق مدير قسم شرطة أتحفظ على إسمه؛ وتم تنظيم محاضرة للحلاقين طالبوهم فيها بأن يتوقفوا عن فتح الأغاني في صوالين الحلاقة؛ وبدلاً عن ذلك فتح الزوامل والأناشيد والأشعار التي يوزعها الاعلام الحربي؛ باعتبار البلد في حالة حرب؛ وهناك دماء تسيل؛ ومن غير المناسب الغناء في هكذا ظروف؛ وعلى الحلاقين المساهمة في شحذ الهمم وتجييش المجتمع للدفاع عن البلد. طبعاً هذا هو الهدف المعلن؛ لكن الهدف المستتر هو بث الأشعار السلالية للكهنة الحوثيين وزوملهم التي في الكثير منها ترديد وترسيخ لمبدأ الولاية؛ وأن عبدالملك هو ممثل الله ووكيله على اليمن؛ وكثيراً ما تحتوي على عبارة (سيدي عبدالملك)؛ وغيرها من الإشارات الظاهرة والخفية؛ التي تشير الى ضرورة الإيمان بخزعبلات ولاية البطنين باعتبارها عمود الدين الذي اذا ما أقمناه صلح حال الأمة. السكوت عن مثل تلك التجاوزات يعني أن كل الحريات سيتم قمعها؛ وتدجين المجتمع بشكل تدريجي؛ كما حصل في صعدة؛ حيث تحولت الى قندهار اليمن؛ فالحوثيون هم النسخة الزيدية من طالبان في ما يتعلق بالنظرة الى المرأة والى الفنون والآداب ومختلف صنوف الثقافة.