ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    العدالة تنتصر: قاتل حنين البكري أمام بوابة الإعدام..تعرف على مراحل التنفيذ    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    في اليوم 216 لحرب الإبادة على غزة.. 34904 شهيدا وأكثر من 78514 جريحا والمفاوضات تتوقف    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    الحوثي يدعو لتعويض طلاب المدارس ب "درجات إضافية"... خطوة تثير جدلا واسعا    مراكز مليشيا الحوثي.. معسكرات لإفساد الفطرة    استهداف الاقتصاد الوطني.. نهج حوثي للمتاجرة بأوجاع اليمنيين    ولد عام 1949    الفجر الجديد والنصر وشعب حضرموت والشروق لحسم ال3 الصاعدين ؟    فرصة ضائعة وإشارة سيئة.. خيبة أمل مريرة لضعف استجابة المانحين لليمن    منظمة الشهيد جار الله عمر تعقد اجتماعاً مع هيئة رئاسة الرقابة الحزبية العليا    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    أمين عام حزب الشعب يثمن موقف الصين الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    بعثات دبلوماسية تدرس إستئناف عملها من عدن مميز    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    منذ أكثر من 70 عاما وأمريكا تقوم باغتيال علماء الذرة المصريين    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    رئيس مجلس القيادة يكرّم المناضل محمد قحطان بوسام 26 سبتمبر من الدرجة الأولى    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    المحكمة العليا تقر الحكم بإعدام قاتل الطفلة حنين البكري بعدن    اعتدنا خبر وفاته.. موسيقار شهير يكشف عن الوضع الصحي للزعيم ''عادل إمام''    الأسطورة تيدي رينير يتقدم قائمة زاخرة بالنجوم في "مونديال الجودو – أبوظبي 2024"    تصرف مثير من ''أصالة'' يشعل وسائل الإعلام.. وتكهنات حول مصير علاقتها بزوجها    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    وفاة الشيخ ''آل نهيان'' وإعلان لديوان الرئاسة الإماراتي    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم الخميس    تصاعد الخلافات بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر والأخير يرفض التراجع عن هذا الاشتراط !    بعد وصوله اليوم بتأشيرة زيارة ... وافد يقتل والده داخل سكنه في مكة    جريمة مروعة تهز مركز امتحاني في تعز: طالبتان تصابا برصاص مسلحين!    قصر معاشيق على موعد مع كارثة ثقافية: أكاديمي يهدد بإحراق كتبه    دوري ابطال اوروبا .. الريال إلى النهائي لمواجهة دورتموند    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    لماذا تقمع الحكومة الأمريكية مظاهرات الطلبة ضد إسرائيل؟    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حشد نت ينشر رؤيتي حزب الحق حول جذور القضية الجنوبية وقضية صعدة
نشر في حشد يوم 06 - 05 - 2013

نت ينشر رؤيتي حزب الحق المقدمة لمؤتمر الحوار الوطني حول جذور القضية الجنوبية وجذور قضية صعدة ..
ا- رؤية حزب الحق حول جذور القضية الجنوبية المقدمة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل2013م.
2- رؤية حزب الحق حول جذور قضية صعدة المقدمة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل 2013م.
ا- رؤية حزب الحق حول جذور القضية الجنوبية المقدمة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل2013م.
مقدمة:
ترجع جذور القضية الجنوبية إلى ما قبل قيام الوحدة اليمنية التي فشلت في تجسيد الإرادة الشعبية التي التفت حول الوحدة واعتبرتها طوق نجاة لمعاناتها جراء التشطير الذي ترافق مع الحروب بين الشطرين والقمع الذي تعرض له مواطنو كل شطر من الحكومات المتعاقبة وأيضا الصراعات الدموية التي شهدها الشطران والتعامل الأمني مع المواطنين على أساس شطري خصوصا في الجمهورية العربية اليمنية.
ولسنا هنا في مقام محاكمة (تجربة الوحدة)وإصدار الأحكام على الجناة ولكنا في موقع من يعبر عن شعوره بالخطر الذي يجب أن يحكم مشاعر كل يمني لنستشعر جميعاً مسئوليتنا التاريخية تجاه الوطن الذي أردناه ونريده وطناً آمناً مستقراً متمتعاً بالسيادة الوطنية ويحظى كل فرد فيه بالكرامة والحماية من العسف والجور والظلم والمهانة سواء في اليمن أو خارجه، وليكون اليمن كما تغنى به القوميون العرب والإسلاميون والوطنيون نموذجاً للدولة التي توحدت أجزاؤها طوعاً كنواة للوحدة العربية والإسلامية التي يجب كي تنجح أن تحقق للمواطنين- بمختلف لغاتهم وقوماتهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم وطوائفهم ونوعهم- الحرية والكرامة والفرص المتساوية بصرف النظر عن مواقعهم الجغرافية وانتماءاتهم الحزبية وتوجهاتهم الفكرية ونوعهم.
ولا يسمح المقام أيضا لتحليل أسبابالأزمة التي تعاني منها تجربة الوحدة العظيمة وأسباب الانقلاب عليها ولكننا نريد أن نقول أن الحوار الوطني باعتباره المخرج الوحيد الآمن كان يجب أن يكون في مواضيعه وفي حق الحضور والمشاركة فيه شاملاً ليكون المخرج الوحيد للمشكلة اليمنية التي عبرت عن نفسها في فشل السلطة والمعارضة في التوافق على حلول لمشكلة العلاقة بين النظام الحاكم وأغلب أبناء اليمن وبالذات أبناء المحافظات الجنوبية ومحافظات شمال الشمال والمحافظات الغربية (صعدة وعمران والجوف وحجة وتهامة التي تعاني كما لم يعاني أي جزء في اليمن)وقادت إلى تنامي الحراك حجماً وموقفاً حتى وصل حد الدعوة للتمسك بالهوية الجنوبية السابقة على الوحدة بديلا عن الهوية اليمنية التي طالما تفاخر بها أبناء المحافظات الجنوبية.
فالحوار هو المخرج الوحيد ولهذا يجب أن نعمل جميعاً على إنجاحه ونجاحه متوقف على قدرته على تجسيد الإرادة الوطنية في الوصول إلى عقد اجتماعي بين اليمنيين يترجم إلى نصوص دستورية واضحة تضمن تحديد ملامح النظام السياسي المقبول من أغلب اليمنيين جغرافياً وسياسياً ومذهبياً وشكل الدولة الضامن لحل مشكلة العلاقة المأزومة بين المركز وأطراف اليمن الموحد تسمح بالتكامل والتنافس بين وحداته المكونة له وتضمن الشراكة والمواطنة المتساوية وتزيل أي شعور بالغبن وتتيح الحرية لأبناء اليمن في الشمال والجنوب في المشاركة الفاعلة في صنع القرار السياسي ونظام انتخابي يمنع أو يحد من التزوير ويوسع قاعدة التمثيل، ونصوص واضحة في حماية الحقوق والحريات ومنع أي انتهاك للحريات وتجريم الاعتقالات والانتهاكات التي أدمت كرامة اليمنيين ووصل الحال ببعضهم إلى القول بأن حق الكرامة قبل السيادة في دعوة واضحة لعودة الاستعمار الذي كان النظام الوطني أسوأ منه في التعامل مع الإنسان اليمني وكرامته.
 ويمكن أن نرجع جذورالقضية الجنوبية إلى:
أولا: البداية الخاطئة التي تمت عليها الوحدة والتي تعتبر المقدمة للحرب
- دخلت اليمن في عام 1990م وحدة اندماجية جاءت متسرعه بخطواتها وغير محسوبة الملامح فكانت وحدة اندماجية بدون أن يكون هناك خطوات اندماج اقتصادي أو سياسي فلقد احتفظ كل من النظاميين السابقين بإطاره الاقتصادي والسياسي والعسكري أيضا, ومن دلائل هذا عدم تنفيذ بند توحيد العملة إلى الدرهم وإلغاء كل من الريال والدينار وعدم توحيد مكونات الجيش فظل ولاء كل لواء ومعسكر لنظامه السابق .
- لقد تم خلق المتناقضات منذ أيام الوحدة الأولى عبر عدم تفهم الاختلافات لدى مواطني الشمال والجنوب حتى دستور الوحدة –دستور 1991م- اشتمل على عدد من المتناقضات فيما يخصالهوية الاقتصادية والاجتماعية خصوصا .
وعليه:
يمكن اعتبار الطريقة التي تمت بها الوحدة(الدمج) في شكل تشابك عسكري بانتشار الجيش(على أسستسبتطن سوء النية بين شريكي الوحدة(.
وقد ترتب على الطريقة التي تمت بها الوحدة:
- إفراغ المحافظات الجنوبية من القيادات الإداريةوالأمنية والعسكرية ونقلهم إلى العاصمة تزامن ذلك مع عجز عن ترسيخ جذور الوحدة الاجتماعية.
- الفساد الإداري والقضائي في العاصمة ماحد من اندفاع أبناء المحافظات الجنوبية عن الاستقرار في العاصمة (نهب بعض الأراضي التي أقدموا على شرائها(.
-فرض الشراكة على شركات الاستثمار الجنوبية مع عدم وجود قضاء مستقل عن السلطة التنفيذية.
-الاغتيالات التي تعرض لها بعض قادة وكوادر الحزب الاشتراكي مع توفير الحماية للقتلة.
-الاستقواء بالأغلبية العددية التي أفرزتها انتخابات عام1993م ومحاولة فرض واقع خلافاً للاتفاقات التيعقدت برعاية دولية بين الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي والتجمع اليمني للإصلاح والتي بموجبها تم دخول أول انتخابات برلمانية في اليمن الموحد1993م.
 لم تكن الحرب منفصلة عن مقدماتها التي بدأت يوم توقيع اتفاق الوحدة وتمثلت في:
- الاعتماد على الدعم الاقتصادي الذي تعهدت به الحكومة العراقية التي تعرضت للحرب عليها ما افقد الدولة الفتية مصدرالدعم المؤمل وقدترتب عليه تعرض دولة الوحدة للصعوبات الاقتصادية التي واجهتها كنفقات لبناء دولة الوحدة.
- تناقض وانقسام مواقف قوى السلطة في الشمال من الوحدة الطوعية مع الحزب الاشتراكيفقد كانت الكثير
من مراكز قوى السلطة في الشمال ترى بان الوحدة الطوعية التي تمت عام1990م حبل النجاة الذي أنقذ
الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السقوط وأيضا أنقذ الحزب الاشتراكي من مصير الحكومة الأفغانية
بعدانسحاب القوات السوفيتية منها.
- ولهذا عملت هذه القوى على التحضير للحرب منذ الأيامالأولى للوحدة مستفيدة من قصر مدة الفترة الانتقالية ومن الآثار النفسية والتنظيمية لحرب1986م على قيادات وقواعد الحزب الاشتراكي وما قبلها في المحافظات الجنوبية. وقد كانت الحرب الإعلامية على الوحدة (ممثلة بالحرب على دستورها) محاولة انقلابية على الوحدة في أيامهاالأولى مدعوماً بمخاوف دول إقليمية رأت في الوحدة اليمنية خطراً على هيمنتها على المنطقة وتهديدا لسيطرتها على أجزاء حدودية كان اليمنيون يعتبرونها أراض يمنية (خصوصاً واليمن آنذاك لم يكن قد وقع اتفاقية الحدود معها).
- وقد كان العامل الإقليمي ولا يزال اكبر أهم واخطر العوامل التي أدتإلى حرب 1994م، وتمثل تأثيره بوضوح في دعم قوى الإرهاب التي طالت بالاغتيالات كوادر وقيادات الحزب الاشتراكي وحرضت على الوحدة القوى التكفيرية في الشمال والجنوب وفي نفس الوقت حرضت أمين عام الحزب الاشتراكي نائب رئيس مجلس الرئاسة على رفض الأغلبية العددية التي أفرزتها انتخابات1993م، مستثمرة انقلاب الرئيس صالح على تعهداته للحزب الاشتراكي عقب أحداث ديسمبر1992م التي بموجبها تم دخول الانتخابات 1993م التي أخلت بالتوازن السياسي وأغرت تحالف الشمال على الانقلاب على الشراكة وعلى التزاماته وتعهداته لقيادة الحزب الاشتراكي.
- ولهذا نعتقد أن جذور القضية الجنوبية بدأت منذ عام 93 حيث أظهرت النتيجة عدم حقيقية الاندماج السياسي حيث حصد الحزب الاشتراكي –النظام السياسي الجنوبي – كل المقاعد في الجنوب في حين سيطرت القوى النافذة في الشمال على أغلب المقاعد فيه، ولم تتعزز مفاهيم الشراكة الحقيقية من كلا الطرفين في حين رفض الحزب الاشتراكي في محافظة عدن التنازل بدائراة انتخابية للأستاذ عمر الجاوي رفضت القوى النافدة في الشمال تمثيل باقي القوى الحزبية غير الموالية لها في الدوائر الانتخابية أو مجرد التنسيق بذلك من أجل تحقيق شراكة حقيقية كانت البلد بأمس الحاجة لها ودفع الطرفان نتيجة فعلتهم عبر الأحداث المتعاقبة .
- بعد الانتخابات زادت الأزمة السياسيةاختناقابتحالف القوى النافذة بالشمال ضد ممثل الجنوب في اتفاقية الوحدة و تمت الكثير من الاقصاءات و التصفيات وكانت محاولة توسط القوى الوطنية –ومنهاحزب الحق- لرأب الصدع قدأدت بالوصول إلى وثيقة العهد والاتفاق في فبراير 1994م التي شاركنا في إعدادها و الترتيب لها, ولكن كان هناك من يريد فرض رأيه بطريقة أخرى ولهذا فشلت الوثيقة وحبرها لم يجف بعد.
- إن الدوافع الإقليمية لعدم اتفاق طرفي المعادلة السياسية الحاكمة في حينها أدىإلى استحالة تنفيذ وثيقة العهد والاتفاق التي أجمعت عليها القوى الوطنية –والتي وصفت فيما بعد من قبل السلطة المنتصرة بأنها كانت خيانة و عاقبت بالتهميش و التفريخ لكل طرف سياسي سعى فيها بإخلاص.
- قامت الحرب بدعم مباشر من قوى قبلية و دينية وحولتها من حرب خلافات سياسية إلى حرب مقدسة باسم الوحدة.
نؤكد في حزب الحق على أن العامل الإقليمي كان ولا يزال أهم وأخطر عوامل الأزمة التي أدتإلى تنامي المشكلة وتعقيدها لأنه حرض كلا طرفي الحرب على عدم اللقاء ومنع بترغيبه وترهيبه قيادة المعسكرين أي عمل في اتجاه الحل وإفشال المساعي الدولية والإقليمية التي بذلت لاحتواء الأزمة ومنع الحرب التي أعد لها بعض قادة الشمال منذفجريوم الوحدة كانتقام لهزيمتهم عام1979م.
ثانيا:الكارثة حرب 1994م:
- يعاني اليمن جراء حرب 1994م من مشكلات تكاد تعصف به ليس ككيان سياسي أو نظام حكم بل كدولة ومجتمع ظل موحداً عبر التاريخ رغم تعدد الدويلات التي حكمته وكان المجتمع اليمني رغم الحروب التي خاضها النظام الشطري موحداً رغم محاولات الأجهزةالأمنية التعامل مع المواطن اليمني على أساس شطري حيث (كان يتعامل البعض مع الجنوبي في الجمهورية العربية اليمنية ليس كمواطن وإنما كلاجئ).
- تحققت الوحدة الطوعية عام 1990م بمبادرة من قادة الشطر الجنوبي في الحزب الاشتراكي إلا أن الوحدة ووجهت بمشكلات عديدة من أخطرها الموقف الرافض لها من بعض دول الإقليم والذي عبر عن نفسه في الحرب الإعلامية التكفيرية على الوحدة لكفر الدستور الذي قامت عليه كما افتري على الدستور آنذاك بدعم وتحريض واضح من بعض دول الجوار (وأيضاً محاولات اللحظة الأخيرة لإغراء قادة الجنوب بالدعم المالي السخي مقابل الامتناع عن توقيع اتفاق الوحدة) وفي المقابل التحريض التكفيري ضد الحزب الاشتراكي وضد الوحدة معهوالمتزامن بالضغط على حلفائهم في الشمال والجنوب ليقفوا موقفاً سلبياً من الوحدة(الكافرة(.
- إعلان الحرب عام1994م على الجنوب وإقصاء شريك الوحدة ونهب المؤسسات العامة في الجنوب وإقالة القيادات السياسية والإدارية من مواقعها وحرمانها من حقوقها المالية والاستيلاء على الاراضي والمباني العامة وتوزيعها على قلة مترفة وحرمان أبناء الجنوب من حقهم في الوظيفة العامة والمال العام.
- رافق حرب 1994م النهب والسلب والتكفير وتلاه ممارسات أدت بالكثير من شباب الوحدة إلى التنكر لها والانقلاب عليها ووصل الأمر بالبعض إلى إنكار يمنيه.
لقد أعلنا في حزب الحق رفضنا الشديد للحرب كما أداناها، وأدنا عمليات النهب والتدمير الذي تعرضت له المؤسسات العامة في المحافظات الجنوبية وقد أكد أعضاء الهيئة العليا للحزب (مرجعية الحزب الفقهية) على سلامة عقيدة كل اليمنيين وعبروا عن رفضهم لاستخدام أسلحة التكفير والتفسيق التي حاولت التبرير للحرب مؤكدين على عدم جواز الحرب تحت أي مبرر، كما أكد الحزب على أن نصوص الدستور والشرعية الدستورية هي الحاكمة للعلاقة بين اليمنيين، وأن الفرق بين يمني وآخر هو الالتزام بالدستور أو عدم الالتزام به، كما رفض الحزب ما نتج عن تلك الحرب الظالمة من آثار أخطرها إقصاء شريك الوحدة واستهداف أبناء المحافظات الجنوبية بالإقصاء والإبعاد من الوظيفة ومصادرة الأرض وغيرها من الآثار التي أنهكت اليمن.
 يمكن تلخيص جذر القضية وأسبابها في:
1- الكيفية التي تمت بها الوحدة الاندماجية القائمة على سوء النية وتبييت الانقلاب على الشراكة.
2- الاعتماد على نظام انتخابي قائم على القائمة الفردية معتمدا معيار التعداد السكاني جعل من الجنوب أقلية لاتصل الى20% من عدد أعضاء البرلمان أي عدم مراعاة حجم المساحة والثروة والموقع الاستراتيجي بالإضافة إلى العدد السكاني في التمثيل السياسي(والاقتصار على عدد السكان فقط في توزيع الدوائر والتمثيل السياسي).
3- قصر مدة الفترة الانتقالية وإفراغ المحافظات الجنوبية من القيادات السياسية والإدارية والقضائية بنقلها إلى المركزواعتماد المركزية الإدارية والسياسية كشكل للحكم وتضخم الجهاز الإداري المركزي نتيجة للدمج الذي اعتمد على التقاسم بين الشريكين.
4- الأعباء المالية والاقتصادية التي تحملتها سلطة دولة الوحدة معتمدة على التزام العراق بالدعم وهو ما لم يتم نتيجة لغزوالعراق للكويت وتعرضه للحصار ثم الحرب.
5- انعكاسات حرب الخليج الأولى نتيجة لعودة مئات الآلافمن العمالة اليمنية في السعودية وانقطاع تحويلاتهم المالية.
6- تحمل الميزانية العامة أعباء مالية واقتصادية أدتإلى التضخم وارتفاع سعر الصرف من12 ريال للدولار إلى 150ريال وارتفاع الأسعار بنسب اكبر من نسبة ارتفاع سعر الصرف.
7- تدهور العلاقة بين الشريكين نتيجة للحملة التي تعرض لها الحزبالاشتراكي(التكفير) والتي وصلت حد الاغتيالات التي طالت عشرات القادة العسكريين والحزبيين ووصلت لاستهداف رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب آنذاك مع توفر حماية وغطاء للقتلة.
8- الحراك الشمالي الذي دعم من الحزب الاشتراكي (المؤتمرات القبلية والجهوية) المنددة بسياسة نظام الجمهورية اليمنية.
9- إلغاء جهازي امن الدولة والأمن الوطني الذي احدث فراغاً امنياً من جهة وجند قوىمؤثرة جداً ضد مشروع الوحدة.
10- اتفاق الوحدة ودمج المؤسسات تم على حساب قوى جنوبية وأيضا شمالية كانت لها شراكة مع النظام هنا وهناك.
11- إخلال قادة المؤتمر والإصلاح بتعهداتهم التي قطعوها على أنفسهم قبل انتخابات 1993م وبموجبها دخل المؤتمر والإصلاح والاشتراكي الانتخابات كحلفاء في مواجهة كل القوى السياسية المعارضة لنظام الجمهورية العربية اليمنية في الشمال بما فيهم أعضاء الحزب الاشتراكي نفسه في الشمال والعكس.
12- الانقلاب على مشروع التعديلات الدستورية التي اتفق عليها بين( الرئيس ونائبة ) قبيل الانتخابات.
13- إعلان الحرب عام1994م على الجنوب وإقصاء شريك الوحدة ونهب المؤسسات العامة في الجنوب وإقالة القيادات السياسية والإدارية من مواقعها وحرمانها من حقوقها المالية والاستيلاء على الأراضي والمباني العامة وتوزيعها على قلة مترفة وحرمان أبناء الجنوب من حقهم في الوظيفة والمال العام.
14- اعتماد أبناء المحافظات الجنوبية على الدولة(كنتيجة للتجربة الاشتراكية) التي حققت المساواة ووفرت ما استطاعت من خدمات التعليم والصحة وفي المقابل محدودية الدخل وبصرفهم من الوظيفة الذي تزامن مع انقطاع الخدمات الأساسية العامة(التعليم والصحة) والتضخم وارتفاع الأسعار وعدم وجود مدخرات واستئثار المركز بالثروة والسلطة.
15- تحول الجنوب إلى مجتمع معدم عاطل فاقم من شعوره بالحرمان والظلم تسريح عشرات الآلاف من القيادات المدنية والعسكرية من وظائفهم وانقطاع مصادر العيش والفساد والمركزية الإدارية والاعتماد على القوى العسكرية والأمنية في السيطرة على المحافظات الجنوبية.
كل هذا أدىإلى تغيير مفهوم الوحدة لدى المواطن سواء في الشمال –تم تعبئته انه منتصر مسح عار هزيمة 79 م– أوالجنوب - الذي تم وصمه بالانفصالي وأن عليه إثبات انتمائه للوطن عبر الصمت على الانتهاكات التي يتعرض لها - وظلت النار تحت الرماد.
 ملامح لرؤية حزبنا لحل القضية الجنوبية :
الاعتراف الصريح بحق شعب الجنوب في تقرير مصيرة وبما يحفظ الإخاء والمحبة بين اليمنيين ، ويعزز الشراكة في التنمية ويحفظ الأمن والاستقرار المحلى والإقليمي والدولي.
أن يكون شكل الدولة فيدرالي من إقليمين بشكل كامل – نظام يمتاز بوجود مجلس تشريعي في كل إقليم وحكومة إقليممع آلية اتفاق لتوزيع الثروات الطبيعية تضمن التنمية العادلة- مما سيخفف مخاوف الجنوبيين من حكم المركز, وضمان حكمهم لذاتهم ضمن إقليمهم.
عدم التعرض للحراك الجنوبي السلمى، والإعلان عن اعتبار من سقطوا في ساحات النضال السلميفي الجنوب شهداء يتم تعويض أسرهم والعناية بها وعلاج الجرحى وتعويضهم والإفراج عن ماتبقى من المعتقلين.
الإدانة الكاملة لحرب صيف 1994م على الجنوب وإلغاء الفتوى والأحكام السياسية الصادرة والاعتذار العلني للجنوبيين عن حرب 94م وعن ما تلاها من انتهاكات وضم ذلك ضمن قانون المصالحةالوطنية بشكل واضح و إيجاد ضمانات لعدم تكرار تلك الانتهاكات.
إعادة جميع المسرحين المدنيين إلى وظائفهم وتعويضهم.
معالجة كافة قضايا الخروقات الاقتصادية والماليةالعامة، من نهب وسطوا واستيلاء بالقوة أو بعظاء السلطة التي تمت فى مجالات : المؤسسات الاقتصادية والتجارية والمصانع، المبانى العامة والأراضي العمرانية ، المزارع العامة والأراضي الزراعية، والأسماك، وحقول النفط والغاز والمعادن وغيرها.
2- رؤية حزب الحق حول جذور قضية صعدة المقدمة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل 2013م.
مقدمة:
تعتبر قضية صعده أكبر وأخطر الجروح دموية وأثاراً لأنها هددت وتهدد النسيج الاجتماعي اليمني الذي لم يعرف في تاريخه الدامي حروباً مذهبية ذات صبغة عرقية كما حاول ولا يزال بعضهم تحويل قضية صعده إليها، يؤكد هذا أي استعراض للخطاب الاعلامي الذي رافق الحروب الست التي قتلت الآلاف من ابناء اليمن مواطنين كانوا أو جنود ورملت ويتمت الالاف ودمرت البيوت والمزارع والمساجد وهجرت عشرات الالاف من أبناء المحافظات الشمالية.
فمنذ ثورة 26 سبتمبر 1962، وقيام النظام الجمهوري برزت لغة عنصرية تستهدف الهاشميين كسلالة و الزيدية كفكر ومذهب رغم أن70% من ضباط ثورة 26 سبتمبر هاشميون زيديون ومع هذا تعرضوا للإقصاء وتم استبعادهم من الوظائف والمناصب في المؤسسات المدنية والعسكرية على حد سواء واعتبرت صعدة -لعوامل مختلفة أهمها الجغرافيا- جيبا ملكيا ومازالت بعض القوى السياسية تعتبرها كذلك بعد 51 عاما من قيام الثورة إلاأنها زادت حدة منذ العام 2004م لتطال حتى اقرب المقربين لرأس النظام الحاكم.
وقد مثل الوجود الزيدي في المحافظات الشمالية عائقاً أمام استمرار التوسع السعودي في الحدود اليمنية ما دفع السعودية لتأليب حلفائها بشن الحروب الفكرية أولا ثم الحرب العسكرية التي اعتمدت على التمويل السعودي كشاهد على أن المطامع السعودية في التوسع هي المحرك للقوى المذهبية والسياسية التي أعلنت الحرب على الزيدية منذ وجودها.
 الأسباب المباشرة للحرب
تجنب الحرب مع القاعدة في المركز (تجنب الضغط الدولي بمحاربة الارهاب بفتح حرب مع غير القاعدة ليعتذر عن عجزه فتح جبهتين).
فتح ساحة للمعركة مع الشركاء بعيداً عن العاصمة .
استجابة للضغط السعودي وحلفائها في السلطة.
 بداية الحرب
بعد عودة الرئيس السابق علي صالح من قمة الثمان المنعقدة في الفترة من ال8 وحتى ال10 من يونيو2004م والتزامه بمحاربة القاعدة تهرب من هذا الالتزام القريب من المركز- أو جُر- إلى فتح جبهة حرب في صعدة بعد أسبوع من عودته أي في ال 18-6-2004م هروباً من الضغط الدولي واستجابة للضغط السعودي المدعوم من شركاء السلطة كانت هي الحرب الأولى ضد ما أسمي بالتمرد الذي لم تعلنه الدولة إلا وفرق الجيش في محافظة صعدة تضرب المواطنين في عنف منقطع النظير، لينتقل الصراع بين أجنحة السلطة إلى صعدة خصوصاَ وهي بعيدة عن المركز واستفادت قوى في السلطة لمنع استقواء مراكز القوى الأخرى في الحكم بالإضافة إلى مارا فق ذلك من صراع حول التوريث وقد جاء في برقية نشرها موقع ويكيليكس أن الحرب على القاعدة تأثرت عندما حولت الحكومة اليمنية موارد خاصة بمكافحة الإرهاب مولتها ودربتها الولايات المتحدة وبريطانيا إلى حربها ضد الحوثيين وقالت البرقية (تواصل الحكومة التي يزداد يأسها من هزيمة الحوثيين الإصرار على أن قتال الحوثيين عنصر مشروع من عمليات (مكافحة الإرهاب) وبالتالي تبرر استخدام قوات وحدة مكافحة الإرهاب في صعدة) وأضافت البرقية ( وتكبدت وحدة مكافحة الإرهاب المنهكة التي لم تتدرب على مثل هذا النوع من الصراعات خسائر كبيرة وفوتت فرصا تدريبية (للقوات اليمنية) وأبعدت عن مهمتها الأساسية لقتال القاعدة في جزيرة العرب).
وقد أشارالتقرير السري الذي أعده السفير الأمريكي السابق في صنعاء "سيش" في تاريخ 9-11-2009 حول التدخل السعودي في الحرب السادسة بين الحوثيين والحكومة اليمنية إلى استخدام العنصر المالي والارتزاق من قبل النظام السابق من وراء هذه الحرب وربط بين التدخل السعودي والبهجة اليمنية حيث جاء ( تؤكد مصادر محلية أن المملكة العربية السعودية استأنفت شن غاراتها الجوية ضد المتمردين الحوثيين في منطقة جبل الدخان على الحدود السعودية اليمنية على الرغم من تصريحات للحكومة اليمنية تقول بعكس ذلك . وفي تحول غير مسبوق فالحوثيون الآن يعتبرون أنفسهم مدافعين عن سيادة اليمن ضد هجوم سعودي غير مبرر , فيما هناك إشارات عامة حول الرئيس صالح تشير إلى ابتهاجه بضلوع المملكة العربية السعودية في حربه ضد الحوثيين( وجاء في مكان آخر يتوقع السيد( س) بأن الحكومة اليمنية فاتحت المملكة العربية السعودية وطلبت منها الدعم لأنها تعاني من خسائر فادحة في صعدة. وبحسب ما صرحت به مصادر عسكرية فإن الحكومة اليمنية فقدت عدداً كبيراً من المواقع العسكرية في محافظة صعدةوقال بأن ذلك إخفاق تام. لهذا فإن الرئيس صالح يريد من المملكة العربية السعودية أن تشترك. وقد لاحظ السيد( س) بأن الرئيس صالح يفقد ثقته بقواته العسكرية الخاصة بشكل متزايد وهذا يعد سبباً آخر لحاجته للمساعدة السعودية.) وجاء (في الوقت الذي قد تنجح فيه الهجمات الجوية السعودية في دحر الحوثيين من معاقلهم على الحدود معها فليس من المؤكد أن يكون لمثل هذه الهجمات تأثير كبير على حرب صعدة ما لم يصاحبها غزو بري)!!! .
فجأة اشتعلت الحرب العبثية الأولى في1862004مرغم أن الشهيد حسين بدر الدين الحوثي لم تنسب له حتى مخالفة للقانون (ولو خرق قانون المرور) ولم يرفض طلب الرئيس بالوصول الى صنعاء وهو الطلب الوحيد الذي تعلل به الرئيس السابق كشرط لمنع الحرب كما جاء فيرسالةالشهيد العلامة حسين بدر الدين الحوثي في 28-4- 2004م لرئيس الجمهورية السابق علي صالح والتي تنفي كل تهم ادعاء الإمامة أو رفض الجمهورية أو حتى رفض مقابلة رئيس الجمهورية السابق نوردها بلا تعليق:
" بسم الله :صاحب الفخامة رئيس الجمهورية الأخ المشير علي عبد الله صالح ..... حياكم الله بعد التحية والاحترام وصل إلينا الوالد غالب المؤيد، والأخ يحيى بدر الدين الحوثي، والأخ الشيخ صالح علي الوجمان وتم التحدث معهم في أمور كثيرة ومنها ما ظهر منكم من انزعاج منا وقد أثار هذا استغرابنا لأنني متأكد أنه لم يحصل من جانبي ما يثير لديكم هذا الشعور، فنحن لا نعمل ضدكم، ونقدركم تقديراً كبيراً، وما أعمله إنما هو انطلاق من الواجب الديني والوطني ضد أعداء الدين والأمة أمريكا وإسرائيل، فلا تصغوا لتهويل المغرضين والمنافقين واطمئنوا من جانبنا فنحن لا نكيد لكم ولا نتآمر عليكم،وماضينا وحاضرنا يشهد بهذا ويفضح المغرضين، وثقوا أننا أنصح لكم وأقرب إليكم وأصدق معكم.وعند لقائنا بكم إن شاء الله سيتم التحدث معكم في الأمور التي تهمكم وتهم الجميع والإخوان سوف يوضحون لكم تفاصيل حديثنا معهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أخوكم/ حسين بدر الدين الحوثي 8 ربيع الأول 1425ه ".
ورغم أن جنود الأمن بمختلف مسمياتهم كانوا يلقون القبض على الشباب الذين يرددون الشعار في الجامع الكبير بصنعاء عام 2003م و2004م لم تصدر عن الشباب (المكبرين) أي مقاومة، فقد كانت أعمالهم كلها سلمية، ورغم ذلك ووجهوابالاعتقال والمطاردة التي لا تتوافق مع أبسط حقوقهم والإنسانية بل كانوا يلاقون أشد صور الامتهان عندما كان الجنود وبعض المخبرين والناس العاديون يقومون بضربهم وصفعهم على وجوههم بالأيدي وبعض الأحيان وبالأحذية ورغم ذلك لم يكونوا يبدون أي مقاومة حتى اتهمهم البعض بالجبن والخوف رغم ثبوت العكس فيما بعد.
لقد هدف بعض رموز الحرب لإخلاء الساحة من أي مقاومة فكرية لانتشارهم، وشاركوا في إدارة العمليات العسكرية، وسعوا بكل ما أوتوا من قوة إلى عزل الهاشميين والزيدية عن محيطهم وواقعهم الاجتماعي وجر بعض القبائل و بعض حلفائهممنالسياسيين في المشتركإلىتبني نفس مواقفهم – رغم الموقف المتوازن عموما للمشترك الرافض ( فقط) للحرب منذ بدايتها عبر بيانه الصادر في 28-6-2004م -هذا التوجه مثل جذرا مهما لتوسع دائرة الحرب واستمرارها.
وقد أظهر فيها السيد حسين وأنصارهمقاومة شرسة لمعركة ظالمة مفروضة استمرت80 يوماً بلياليها- وصاحبتها حملة إعلامية مهولة صورتها وكأنها حرب وجوديه للنظام الجمهوري وللسنة وللزيدية وللسلم الدولي ولاستقلال اليمن وللمقدسات الدينية الإسلامية الزيدية والسنية، لأن حسين الحوثي أتهم بكل التهم التي وجهت للخوارج على النظم الإسلامية المختلفة ( كمدعي للنبوة والمهدية والإمامة وأنه شيعي إمامي رفع أعلام حزب الله في مران بدلا عن أعلام اليمن ويمثل خطرا على أمن اليمن والمملكة، وهو بترديد أتباعه الشعار يفرض على الولايات المتحدة احتلال اليمن إن لم يخرس، وهو يريدعودة بيت حميد الدين...) أحصاها أحد المهتمين حينهاب25تهمة متناقضة غالباً فيما بينها. كشفت الحملة الإعلامية عما هو ابعد من مجرد استهداف حسين بدر الدين الحوثي لأنه ابتدع ترديد الشعار،فقد ذهب البعض إلى استثمار الحدث ليستهدف الوجود الزيدي فحول الحرب ضد الزيدية والهاشميين على كل المستويات حتى ضد أقرب المقربين للسلطة وخدامها وأدواتها وفق فرز سلالي وعرقي بغيض.
كما تزامنت الحروب باستمرار التمدد السعودي المتواصل من حينه والمرتبط بالتمدد السياسي والجغرافي مستخدما البعد المذهبي ومستغلا هشاشة الدولة اليمنية وتبعيتها. وكانت الحروب الست في شمال الشمال التي قتلت الآف المواطنين وأبناء القوات المسلحة ودمرت الجيش وأرهقت الاقتصاد وأضعفت السيادة الوطنية لنجد أنفسنا أمام حالة غريبة لا نعتقد أن دولة في العالم عرفتها عبر تاريخيها وهي إعلان دولة جارة الحرب على جماعة وطنية ومشاركة الجيش الوطني في الحرب على مواطنيه خدمة للدولة الجارة وبدافع الحماية لها من عدو لا وجود له وتحويل المؤسسة الوطنية القوات المسلحة إلى متعهد لقتل أبناء الشعب لمن يدفع!!!!.
في الأثناء ساهم إصرار قوى السلطة السياسية رغم تناقضاتها على المتاجرة بالقضية والتقرب للسعودية بتقديم المبرر للسعودية باتهام تبعية حركة أنصار الله لإيران وحزب الله مع أن لا خلافات تذكر بين الأحزاب اليمنية وإيران أو حزب الله الا ان هذا الاتهام والترويج له أدى للتعاطف مع أنصار الله و مظلوميتهم الأمر الذي حقق عكس ما أرادته القوى السياسية أنفة الذكر وجر القوى الإقليمية للساحة، هذه الأسباب ومعرفتها يكشف أحد أهم الجذور الأساسية للقضية.
نجح الجناح الذي سعى للحرب في الوقيعة بين الزيدية عموما والرئيس السابق، وأقام حاجزاَ من الفولاذ معمداَ بالدم والمعتقلات والمحاكمات والملاحقاتوتم الاستيلاء على المساجد ومصادرة الكتب وإغلاق المكتباتحتى شاع أو نقل عن الرئيس السابق علي صالح قوله أنه سيحول الهاشميين إلى أخدام، وأنه سيفركهم كالحصى وانه سيعيد تهجيرهم إلى قريش بل أن الماكينة الإعلامية لشركائه أشاعت أن السلطة فكرت في تصفية الهاشميين من الوجودلولا أن بعض المقربين عدهم وأنسابهم ب8 مليون يمني!. تمثل هذه المواقف المسبقة لدى قوى السلطة وفي مقدمتها الرجل الأول جذرا حقيقيا وجوهريا لما وصلت إليه الأوضاع في صعدة؟.
ومما يؤسف له أن قادة وعلماء وسياسيون محسوبون على الزيدية استجابوا بصورة أوأخرى لدعوات حصر المعركة في مران و السيد حسين وكان من أهم ما صدر عنهم البيان الذي يستنكر الفكر الذي يدعو إليه الشهيد مقابل وعد كاذب من السلطة بإيقاف أي توجه للحرب حقنا للدماء ومنعا للدمار، وروج لضرورة التضحية به وبمن معه في مران وتركه لمصيره، كي لا تتضررعلاقتهم(بما يمثلونه) بشخص الرئيس السابق وحتى لا يخسروا مواقعهم ويحتلها آخرون، وكي لا يتيحوا للجناح الآخر في السلطة الفرصة ليحقق كل أهدافه من عزل الرئيس السابق عن حلفائه أوالتأثيرفي لعبة التوازن التي اعتمد عليها الرئيس السابق في استمراره كحاكم فرد مطلق يلجأ الكل إليه ويدافعون عنه خوفاً من طغيان جناح التوازن الآخر، وهو ما يمكن اعتباره جذرا ثانويا حيث ظنت السلطة أن بمقدورها حسم المعركة وتوجيه رسالة لكل الأطراف مفادها بأنها لا زالت تمتلك القوة والحسم.!!
ورغم الموقف المهادن من قبل بعض رموز الزيدية للسلطة في حروبها على صعده إلا ان الحرب لم تقتصر على(المقاتلين من أتباع السيد حسين الحوثي، ثم أخيه عبدالملك بل امتدت إلى كل ماهو زيدي وهاشمي إلا قله فقد كان الجميع عرضة للاعتقال والصرف من العمل، وتمت السيطرة على المساجد وفرضت السلطة تغيير هيئة الصلاة، والغي الأذان بحيا على خير العمل من التلفزيون الرسمي ومورس الضغط على اصحاب المحلات لتغيير الأسماء ذات الدلالة الفكرية(كالغدير) بما ذلك أسماء صوالين الحلاقة والمطاعم، وأعلن رئيس هيئة التفتيش القضائي الذي عين في الحركة القضائية عام 2005م أن هدف الحركة القضائية سياسي، وهذا ماتم ليس في القضاء فحسب بل والأكثر الدفاع والأمن.
لم تراجع السلطة موقفها بل دفعها غرور امتلاك القوة إلى توسيع دائرة الخصوم بعد هذه الحرب والحروب الخمس التي تلتها فاتجهت إلى تسعير الطائفية و العنصرية بحق الزيدية و الهاشمية، و اتهم على نحو صريححزب الحق بالضلوع في "التمرد" بل اعتبر الحوثيين جناحه العسكري المسلح، وعمم أكثر باعتبارها الجناح العسكري للزيدية السياسية في صنعاء، وذهب فيما بعد لإعلان حل الحزب وإصابة العمل السياسي في مقتل، وطال إرهاب النظام الأقلام الحرة ووسائل الإعلام المختلفة التي تناولت حرب صعدة بنوع من النقد و الكشف عن المعلومات الميدانية الحقيقيةكاشفة لزيف التضليل و التعبئة غير المسئولة ، وكمم الأفواه وهدد كثيرين في أنفسهم وأعراضهم وأموالهم وأولادهم بهدف طمس الحقائق، هذا هو الجذر المتعلق بالأسباب التي دفعت أنصار الله للدفاع عن النفس والعرض والمعتقد.
وهكذا استمر الحال في بقية الجولات، فالجولة الثانية لهذه الحرب العبثية كانت في مارس من العام 2005م، واستمرت شهرين واستأنفتها السلطة في جولتها الثالثة في أواخر العام 2005محتى بداية العام 2006م، لتأتي بعد ذلك الجولة الرابعة والتي كانت أطول من سابقاتها، حيث انطلقت في فبراير من العام 2007م، واستمرت لنحو خمسة أشهر وعلى الرغم من إعلان وقفها في يوليو من العام نفسه إلا أن المواجهات غير المعلنة استمرت بشكل متقطع حتى بدأت مجدداً في جولتها الخامسة في مارس العام 2008م، لتتواصل حتى يوليو في نفس السنة ثم الجولة السادسة والأخيرة من هذه الحرب في أغسطس من العام 2009م والتي شاركت فيها القوات السعودية ومنيت بخسائر معيبة من جهة ومن جهة أخرى كشفت البعد الإقليمي لهذه الحروب، في المقابل كان أنصار الله يؤكدون عدم رغبتهم خوض أي منها ويجنحون للسلم كلما دعت له السلطة نتيجة الهزائم التي تتكبدها قوات النظام التي زجت في حروب بلا أهداف لكنها كانت في إطار معركة كسر العظم التي مارستها قوى السلطة ضد بعضها وصدرتها إلى صعدة وشكلت جذرا حقيقيا متغيراته المختلفة أو معظمها كانت خارج النطاق الجغرافي للحرب.
 العمق التاريخي:
التخوف السعودي بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران مما سمي بتصدير الثورة الاسلامية في إيران الذي لاتزال بعض القوى السياسية ترددهبهدف دفع السعودية إلى مضاعفة الجهدلفرض الفكر الوهابي وتأسيس ودعم المعاهد العلمية التي تبنت المذهب الحنبلي والعقيدة السلفية برؤية محمد عبدالوهاب ودعم المراكز والمنابر الحاضنة له مقابل إلغاء الزيدية ومحاربتها بشتى الوسائل في اليمن عموما وفي صعدة على وجه الخصوص.
استخدمانبهار بعض الشباب الحركي في صعدة - ككل اليمنيين الأسوياء- بالثورة الإسلامية العظيمة في إيران، وبشخصية الإمام الراحل السيد الخميني(رحمه الله ) وحزب اللهكمبررللسعودية في ضغطها على السلطة إعلان الحرب على شباب صعدة، ثم مشاركتها الفعلية في الحرب.
ضاعفت السعودية من دعمهاللحركة السلفية والإخوان رداً على الموقف المؤيد والداعم للوحدة اليمنية عام 1990م من قبل علماء المذاهب الإسلامية الزيدية والشافعية و الأحناف في مواجهة الحملة السعووهابية على الوحدة تحت مبرر مزعوم وهو كفر الدستور الذي قامت عليه الوحدة.
بعد الوحدة عام 1990م كان الإعلان عن مولد(حزب الحق) بصيغة جمعت أغلب علماءمختلف المذاهب الإسلامية المتواجدة في اليمن،الذين اجتمعوا على إقرار أهداف حزب الحق، وبعدإعلان الأهداف عقدالحزب مؤتمره التأسيسي في مدينة صعدة بمخيم الفتح عام 1991م بحضورأكثر من خمسة وعشرين ألفاً من أعضاءالحزب واستمرلثلاثة أيام أقرت فيه الأهداف واللائحة التنظيمية وتأكيد انتخاب رئيس الحزب ورئيسا لهيئة العليا ونائبه ومستشارالحزب والأمينالعام والأمينين العامين المساعدين وإقراررؤساء دوائراللجنة التنفيذية،وقدحقق المؤتمر نجاحاً منقطع النظير بالرغم من محاولة السلطة قطع الطريق ووضع الكمائن أمام وصول الكثيرمن قيادات الحزب في صنعاء وغيرها من المحافظات.
ضخامة مخيم الفتح – المؤتمر التأسيسي لحزب الحق عام 1991م- ونجاحه اثار ردود فعل عدوانية تمثل أبرزها في: استهدافقيادات الحزببمحاولةالتصفيةالجسديةوكانأكثرهمعرضةلذلكالعلامةالمجاهدبدر الدينالحوثيحتىوصلتالحربذروتهابقصفغرفتهالخاصةبمنزله في صعدة، وقدتعرضحزب الحق فيصعدةلنفسماتعرضلهالحزب الاشتراكي والجنوبفيحربصيف 1994مفقد شهدتمناطقشافعةوالرزاماتوغيرهامنمناطقتواجدحزب الحقللقصفبمختلفأنواعالأسلحة، هذا التفكيك للأحزاب السياسية وهذه الحروب العبثية جذرت المشكلة وقضت على امال الناس في التغيير من خلال العمل السياسي.
حاول الشهيد العلامة حسين بدر الدين الحوثي ممثل حزب الحق في البرلمان اليمني 1993-1997م تطوير عمل الحزب مؤسسيا والتعبير عن أفكاره وطموحاته في إصلاح الوطن من خلال العمل السياسي المؤسسي إلا أن ذلك باء بالفشل بفعل تهميش السلطة المنتصرة عقب الحرب الأهلية عام 1994م لكل القوى السياسية وزرع الخلافات داخل أحزاب وتفريخ أخرى، فأعلن الشهيد العلامة حسين بدر الدين الحوثي وآخرين معه استقالتهم عن الحزب نهايةعام1996م، وبعد انتهاء فترته في البرلمان 1997م أسقط هو والأستاذ عبدالله عيظة الرزامي في الانتخابات النيابية عام 1997مفسافر للدراسة العليا في جمهورية السودان وحصل على الماجستير وسجل للدكتوراه ولكن منحته قطعت فعاد إلى اليمن وكانت قد ترسخت قناعته بأن السلطة لا تؤمن بالديمقراطية وحرية التعبير من خلال العمل والممارسة السياسية من خلال تجربته هو ورفيق دربه في البرلمان الأستاذ عبدالله عيظه الرزامي.
 الشعار (الصرخة):
تزامنت عودة الشهيد العلامة حسين بدر الدين الحوثي من السودان مع أحداث 11سبتمبرعام2001م ومع غزو أفغانستان ثم العراق فبدأ سلسلة محاضرات جذبتالبعض من منتدىالشباب المؤمنما أدى إلى الانقسام بين متمسك بمنهج المنتدى في التثقيف المعرفي وفق منهج معد سلفاً ومقر من العلامة بدرالدين الحوثي وبين منهج الشهيد العلامة حسين التعبوي الجهادي المستلهم من نصوص القرءان مباشرة وفكر قدماء أئمة أهل البيتالزيدية(كالإمام القاسم بن إبراهيم المعروف بالرسي وحفيده الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم ) ومتأثرا بالنجاح المبهر للثورة الإسلامية في إيران ونموذج حزب الله من ناحية وبحركة الإخوان المسلمين والحركة السلفية كما تجسدت في نموذج التجمع اليمن للإصلاح في اليمن والجبهة القومية الإسلامية في السودان وحركة طالبان في أفغانستان،مستنداً إلى الظروف التي تمثلت في الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق، والقمع الصهيوني المستمر للشعب الفلسطيني والاعتداءات المتكررة على لبنان، وما ترتب على ذلك من حالة الشعور بالحقد والخوف من تكرار ما حدث في العراق باليمن والجزيرة العربية بدعوى محاربة الإرهاب، وكانت دروسه حول عنوان ( الثقافة القرآنية ) تتحدث عن المسؤولية الدينية، إزاء المخاطر المحيطة بالأمة وأكثرها حضورا آنذاك الخطر الأمريكي، وعن ضرورة العمل من أجل الإسلام والتحصين من خطر أمريكا وإسرائيل خصوصا بعد أن تردد أن من أهم أسباب إقدام أمريكا على غزو العراق اعتقاد الإدارة الأمريكية ترحيب الشعب العراقي بالغزو نتيجة للصراعات التي خاضها نظام صدام مع الشيعة في الجنوب والأكراد في الشمال، فأراد الشهيد إيصال رسالة مفادها أن الشعب اليمني يرفض أي غزو أمريكي لليمن.
كانت فكرة الغزو الأمريكي لليمن متوقعة من الكثيرين لنشاط القاعدة فيها ولأنها كانت ممرا ومركزا لتدريب المجاهدين العرب إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، وعامل آخر لم يدركه الكثيرون وهو أن اختلاط المسلمين واليهود اليمنيين في صعدة بالذات كان قويا وكان اليهود يرددون أنهم سيحكمون اليمن بالقوة المسلحة وأن المسيح سيخرج من باب نجران بصعدة، ولم يكن المسلمون يهتمون لمثل هذه النبوات لاستحالتها عقلا، لكن الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان ونشاط السفير الأمريكي الأسبق في صعدة، والذي أشيع أنه يتركز في شراء الأسلحة كخطوة لتجريد أبناء صعدة من السلاح، كل ذلك عزز مخاوف أبناء صعدة من إمكانية حدوث ذلك، ولهذا جاءت فكرة ترديد الشعار (الصرخة) رفضا للوجود الأمريكي المهيمن على القرار السياسي وانتهاك السيادة اليمنية عسكريا وتعبئة للمجتمع ضده.
وبهذا الصدد فإن حزب الحق يرى أن الشعار جاء في لحظته التاريخية رفضا لاحتلال أفغانستان والعراق والتوجه لغزو اليمن واحتلاله.
بدأ الشباب في ترديد الشعار أوائل 2002م لكن صلاة الجمعة في جامع الإمام الهاديبمدينة صعده في العشر الأوائل من ذي الحجة 1422هجريه مطلع فبراير 2002م كانت على موعد مع ترديد الشعار بحضور الرئيس السابق والزنداني ومن يرافقهماوهما في طريقهما للحج كما قيل، ولم تمر سوى أيام بعد ذلك حتى شنت السلطة حملةاعتقالات همجية في أوساط مرددي الشعار رغم سلميتهم، من هنا بدأ جذر جديد للقضية وهو ترديد الشعار.
 العمق السياسي:
إن التفريط في السيادة الوطنية من قبل السلطة والقوى السياسية المؤثرة في المركز التي استمرأت مجاراة السلطة والتغطية على العدوان وعدم الحديث عنه يعبر عن ضعف بنية المركز بدرجة سمحتللقوى الإقليمية والدولية بممارسة الضغط على صانع القرار والدخول في حروب وتنفيذ أجندة خارجية لا مصلحة لليمن فيها وهو مايعد جذرا هاماَ لقضية صعدة .
جذر آخر ذو أهمية هوتوقيف ومنع أنصار الله لصفقات التهريب للأسلحة والممنوعات من الأراضي اليمنية الى الأراضي السعودية والتي كانت تديرها بعض القيادات العسكرية العليا ما ساهم في استمرار المواجهة العسكرية تحت غطاء منع ما أسمي بالتمرد.
غياب مؤسسات الدولة وان وجدت فهي ضعيفة نسرد كأمثلة على ذلك:
دور مجلس النواب ومواقفه المخزية من قرارات الحرب وكذا قراره برفع الحصانة عن يحي الحوثي عضو المجلس.
دور السلطة القضائية التابع لحكم الفرد حيث أسقطت الحصانة عن بعض القضاة وصمتت تجاه اعتقالهم لأسباب سلالية ومذهبية وعرقية ممقوتة.
غياب أي تحقيق واضح ونزيه من قبل السلطات المختصة لغياب المؤسسات.
غياب السلطة المحلية وغياب التنمية و البنى التحتية وحرمان المحافظة من المشاريع الخدمية.
نهج السلطة في إدارة البلد بالأزمات وخلق الصراعات وتواطؤ قوى المركز فمعظم الوساطات - استخدم بعضها للغدر بالسيد حسين بدر الدين الحوثي-التي شاركت فيها قوى سياسية لم تنشر تقاريرها حتى الآن مع أن كثير منهم يدينون تعنت الحكومة لتمسكها بالعمل العسكري ويقولون ذلك في اللقاءات الخاصة بحسب ماجاء في برقية السفارة الأمريكية بتاريخ 12-02-2007 طبقا لويكليكس!!.
 من هم أنصار الله (الحوثيون):
يرى حزب الحق أن الحركة العلمية ثم الجهادية التي بدأها السيد الشهيد العلامة حسين بدر الدين الحوثي وما درج على تسميتها ب (الحوثيين) ثم (أنصار الله) هي حركة وطنية للإحياء الديني اعتبرت القران المصدر لفهم الرسالة الإسلامية وفهم الواقعبالقران متجنبة الخلافات المذهبية فقهيا وتاريخيا مستنيرة بالتراث الجهادي لأئمة آل البيت ورموز الأمة بصورة عامة مركزة على تحرير الأمة من التبعية للصهيونية العالمية الحاكمة للولايات المتحدة الأمريكية والمتحكمة في القرار الدولي وقد جعلت السيادة الوطنية أهم أهدافها واعتبرت أن التفريط فيها هو أس المشاكل التي تعاني منها الأمة.
لهذا كانت الحركة ولا تزال شديدة الحرص على التعاون مع القوى الوطنية بما فيها السلطات التي قتلت شبابها مستجيبة لأي دعوة وطنية للحوار أو للسلام وتجنبت حتى منافسة أو منع الانتخابات الرئاسية والمحلية عام 2006م الأمر الذي أدى إلى إساءة فهم موقفها ففي الوقت الذي كانت فيه أيادي النظام لا تزال ملطخة بدماء شباب الحركة وأسرهم أسهمت الحركة بمجرد وقف الحرب عليها بتوفير الأجواء الآمنة لإجراء الانتخابات التي جددت لرأس النظام آنذاك الذي طالما أعلن العزم على إبادتهم وهكذا كانت مواقفهم منذ أن بدأت الحرب عليهم في مران 18-6-2004م وحتى قيام الثورة الشبابية الشعبيةالسلمية2011م.
لقد كانت قضية صعدة كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى قيام الثورة الشعبية الشبابية السلمية 2011م وساهمت فيما بعد في إسقاط النظام السابق وتحديدا أهم رموزه وهو الرئيس السابق علي صالح الذي حلم بتحويل اليمن إلى سلطنة أو مملكة وراثية وتعامل مع اليمن الشعب والمقدرات وكأنها ملكية خاصة به وبأقاربه وعصبته.
 النتائج الكارثية للحروب
إن الأضرار الناجمة عن حروب صعدة في جولاتها الست لم تتوقف عند الخسائر البشرية والمادية الكبيرة، بل شملت كافة مرافق الحياة، فدمرت المنازل والأحياء السكنية وخربت المرافق الخدمية العامة وهدمت الجوامع والمدارس وتعرضت الأراضي الزراعية الشاسعة لخراب واسع مخطط أضعف اقتصاد المحافظة والوطن عموماًكان هدفه الأساسي تجويع أبناء المحافظة التي تعتبر بوابة اليمن الشمالية ورمزاً علمياً ودينياً وتراثياً لليمن بأسره،في حين أن الأرقام والإحصائيات الدقيقة عن حجم الخسائر والأضرار المادية التي خلفتها لا تزال غائبة.
أخيرا :يرى حزب الحق أن أنصار الله ومن خلال الحروب الست الظالمة التي شنت عليهم وعلى التيار الذي اعتبرته السلطة امتدادا لهم أصبحوا الممثل الوحيد لقضية صعدة التي لا تنحصر جغرافيا في صعدة بل تمتد إلى كل المحافظات التي يمثل ما عرف بتيار حزب الحق وجودا فيها، وقد تجاوز المحافظات الشمالية والوسطى إلى عمق الجنوبومالم يتم الالتفاتإلى كل تلك الجذور فإنه من الصعب توقع حل القضية من خلال مؤتمر الحوار الوطني أو بمجرد إصدار قرار بحلها أو نص قانوني يعتقد البعض أنه سيغطي جراحا أوسع بكثير من النطاق الجغرافي الذي امتدت فيه الحروب الست الظالمة والعبثية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.