جاء في الحديث الشريف (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ولكن ما حدث يوم الاحد الموافق 9 أبريل الجاري من تفجير كنيسة مار جرجس في طنطا وبعدها تفجير في كنيسة بالاسكندرية حيث كان متواجدا بها البابا تواضروس الثاني وهو رأس الكنيسة القبطية يرسم الكثير من علامات الاستفهام حول كفاءة الأمن المصري وقدرته على حماية الأماكن المقدسة سواء للمسلمين أو المسيحيين فقد كثرت في الآونة الأخيرة الاعتداءات والتفجيرات الإرهابية في الكنائس. يوم الاحد كان يصادف اخد الشعانين المعروف الاحد الشعب وهو بداية اسبوع الالام الذي يحييه الأقباط في مصر وينتهي في الاحد القادم الذي يطلق عليه يوم القيامة أو عيد الفصح واحد السعف هو يوم دخول السيد المسيح الى مدينة القدس وتزدحم فيه الكنائس حيث يوجد في مصر تقريبا 400 كنيسة وكان المفروض ان يكون هناك استنفار أمني ولكن كان هناك تراخي وقد روى احد الشهود الذي كان حاضرا تفجير كنيسة طنطا أنه دخل مع زوجته بدون ان يتم تفتيشه ولذلك صدر قرار من وزير الداخلية بإقالة مدير أمن الغربية وهو اعتراف من الوزارة بأن كان هناك تقصير وتراخي أمني. ان مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وثورة 30 يونيو 2013 التي أطاحت بالرئيس المخلوع محمد مرسي دخلت في حرب ضارية مع الإرهاب وخاصة تنظيم كلاب النار داعش الذي تمت مبايعته من قبل التنظيمات الإرهابية مثل بيت المقدس وداعش سيناء وكلها مرتبطة بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين . تنظيم كلاب النار داعش أعلن مسؤوليته عن تفجير كنيسة مار جرجس في طنطا الذي راح ضحيته 25 قتيل و50 جريح وتفجير مار مرقس في الاسكندرية والذي كان خارج الكنيسة وراح ضحيته 13 قتيل وعشرات الجرحى فقد كان يوما داميا استثنائيا في تاريخ مصر فلم يحدث ان تم تفجير اكثر من كنيسة في يوم واحد وطبعا الهدف معروف وهو إثارة فتنة وإشعال حرب مسيحية إسلامية وهو ما يرفضه الشعب المصري فهو على قلب رجل واحد في الشدائد والمحن. لاشك أن تنظيم داعش سيناء قد تلقى ضربات موجعة في الآونة الأخيرة خاصة بعد سقوط جبل الحلال والسيطرة عليه ويستهدف هذا التنظيم الأقباط المصريين فقد اعدم 15 مصريا قبطيا في ليبيا في سنة 2015 وهو مستمر في نفس المخطط الذي كما قلنا يهدف إلى إثارة الفتنة بين المسيحيين والمسلمين وسوف يستمر هذا المخطط ولكن على القيادة المصرية أن تعيد النظر في المنظومة الأمنية التي ثبت انها مخترقة وعاجزة عن حماية الكنائس ودور العبادة للمصريين وهو ما يستدعي غربلة الجهاز الأمني وتطهير وزارة الداخلية. أيضا سياسة مصر الخارجية يشوبها التردد والتخاذل في محاربة الإرهاب وعليها أن تعيد النظر في هذه السياسة الضبابية وتكشر عن انيابها وتحارب الإرهاب في عقر داره في سوريا والعراق وتشارك في التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية في القضاء على الإرهاب في الرقة والموصل ونعتقد أن الرئيس المصري قد تناول هذه القضية في زيارته الأخيرة الى واشنطن مع الرئيس الأمريكي ترامب. أيضا على القيادة المصرية أن لا تقف موقف المتفرج مما يحدث في سوريا فهي لازالت ترفض إدانة ما يقوم به الجزار بشار من حرب إبادة للشعب السوري وايضا ترفض إدانة ما تقوم به روسيا من حماية للنظام السوري الدموي والوقوف في المنطقة الرمادية في قضايا واضحة سوف تكون له نتائج وخيمة على أمن مصر. هناك حقيقة ينبغي الاعتراف بها وهي أن تنظيم داعش الذي يعيث فسادا في مصر ويرتكب ابشع الجرائم واخرها ما حدث يوم الاحد لا يمكن القضاء عليه بدون القضاء على من يوفر له البيئة الحاضنة وهو نظام الجزار بشار وكذلك من يدعمه ويموله وهو الراعي الرسمي الإرهاب الدولي النظام الإيراني الدموي وطبعا من ورائهم النظام الروسي الذي يقود محور الشر الذي يرعي التنظيمات الإرهابية وايضا الأنظمة الإرهابية. ان الإدارة الأمريكية أعلنت بوضوح موقفها الرسمي مما يحدث في منطقة الشرق الأوسط فقد وضعت على رأس أولوياتها القضاء على تنظيم كلاب النار داعش وايضا الإطاحة بنظام الجزار بشار الذي يتخذ من داعش ذريعة بإبادة الشعب السوري وآخر أوليات الإدارة الأمريكية هي وقف التمدد الإيراني وطرد التنظيمات والمليشيات الشيعية التي يرعاها النظام الإيراني من سوريا والعراق وايضا لبنان واليمن. نعتقد أنه قد أن الأوان أن تتخذ القيادة المصرية موقفا مشابها للادارة الأمريكية وتكون لها نفس الأولويات التي هي متطابقة مع أولويات دول مجلس التعاون الذي رحب بالضربة الأمريكية للمطار السوري ويطالب الإدارة الأمريكية بالمزيد من الضربات وموقف اكثر حزما مع محور الشر الذي يرغب ويدعم التنظيمات الإرهابية ولعل كما يقول المثل ( رب ضارة نافعة ) وتشارك مصر الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول مجلس التعاون بفاعلية الحرب على الإرهاب ومن يقف وراءه من دول محور الشر.