معركة بيحان .. سر الإستماتة : عبدالوهاب بحيبح معارك دامية لا تهدأ، إشتباكات وقصف مدفعي لا يتوقف !! هذا هو حال جبهة "بيحان" منذ بداية العام الى اليوم، تكبدت خلالها المليشيا خسائر كبيرة جدا في الأنفس والعتاد. في الأيام الماضي فقط تكبدت المليشيا عدد كبير من القتلى حسب معلومات موثوقة تجاوز عددهم 74 قتيل منهم قيادات كبيرة وبرتب متفاوتة، "الملاحظ" إن اغلب الجثث الهالكة ترتدي بزة الحرس الجمهوري ..! في الأسابيع الأخيرة حصلت تطورات متسارعة، حيث اصبحت هذه الجبهة من اكثر الجبهات شراسة ودموية، ظهرت فيها المليشيا وكأنها في حالة جنون، تهاجم وتهاجم فتخسر ثم تخسر !! كلما هلكت مجموعة إلا وعززوا بأخرى ! كما ان نوعية السلاح المستخدم حديثة جدا، منها صواريخ حرارية وموجهة، وقذائف مدفعية وهاوون لم يمض على صنعها سوى ثمانية أشهر ..! هذا الإنتحار الملفت للنظر يجابه بصرامة وقوة بأس شديدة من قبل أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، شراسة المعارك جعلت الجيش الوطني والمقاومة اكثر خبرة ومهارة للتعامل مع هذا الجنون، وتتابع بشكل دقيق من قبل طيران التحالف، حيث تركزت الضربات على ضرب طرق التعزيزات وتدمير المعدات ومخازن السلاح والصواريخ. لازالت المليشيا تستميت وتضحي باتباعها اكثر واكثر،غير آبهة بكل هذه الخسائر في الأرواح والعتاد !! كل يوم تسقط عشرات الجثث، وبنفس المكان يتركونها، اصبحت طعام مجاني للثعالب والغربان. هذه الإستماتة تدل على اهمية الجبهة بالنسبة للمليشيا وبالذات للمخلوع صالح الذي يزج بقوات الحرس. "بيحان" بالنسبة لصالح والحوثي هي احد الطرق المهمة للتهريب القادم من الساحل، سبب هذه الإستماته يكمن في إزدياد عمليات التهريب القادمة من إيران عبر السواحل اليمنية بما فيها الساحل الجنوبي الذي يصعب حمايته بسبب مساحته المترامية الأطراف. "إيران" تستخدم كل الطرق التي تضمن وصول الدعم الى عملاءها، لن تجد طريق افضل من الساحل الجنوبي، خاصة بعد إن فقدت ميناء "المخا"، هدف هذا الإزدياد في التهريب هو مد المليشيا بالسلاح اللازم والنوعي والصواريخ الأكثر تطورا وغيرها، كل ذلك بهدف مواجهة التحركات الجادة من قبل التحالف العربي التي تهدف الى إطلاق عملية عسكرية لإستعادة ميناء "الحديدة" الإستراتيجي ومدينتها الخاضعة لسلطة المليشيا. هذا الميناء يعتبر المتنفس الوحيد الذي يمد مليشيا الإنقلاب العملية بالمال والغذاء والسلاح المهرب وغيرها. كما إن "بيحان" تطل على ثروات الشعب اليمني التي طالما نهبها وتحكم فيها المخلوع ويعتبرها جزء من املاكه، هذه الجبهة قريبة جدا من حقول النفط والغاز بصافر وحقول النفط بجنة وعلى مقربة من خطوط نقل الغاز المسال. كل هذه العوامل جعلت من جبهة بيحان مسرح عسكري إستراتيجي بحت، وما زاد من اهميتها هي التطورات الأخيرة في المخا وما تلاها حيث جعلت المليشيا تركز بشكل اكبر على اهمية هذه الجبهة. وجب التركيز على هذه الجبهة، ووجب دعم الجيش الوطني فيها بكل الإمكانات اللازمة، هم بأمس الحاجة الى المعدات اللازمة لنزع حقول الألغام المزروعة بشكل كثيف جدا وبأنواع مختلفة، منها عبوات ناسفة حديثة ومحرمة دوليا، الجيش الوطني صامد ويلقن المليشيا دروس قاسية، يحمي ثروات الشعب ومدينة مأرب مركز الشرعية. لا بد من الإلتفات أكثر والتركيز بشكل اكبر على اهمية هذه الجبهة، من الخطأ ان تترك جبهة إستنزاف فالسيطرة على "بيحان" و "الحديدة" و "المخا" جديرة بإسقاط الإنقلاب وبهذا تبتر يد إيران فعليا عن "اليمن".