لم تكن آية الاعتصام عند الحكم الإمامي في شمال اليمن مهمة او تتصدر أولويات الأئمة لأنهم كانوا منشغلين باستخدام اساليب القهر والجبروت في جبر الأمة على العبودية لهم والزامهم بالإيمان القهري بحادثة الغدير المفبركة بأحقيتهم في الحكم للمؤهلات المنوية والتناسلية والسلالية لاغير فلذلك لم يكن في أولوياتهم الجهاد ضد المستعمر الغازي والذي اقتطع الجزء الجنوبي واحتله واستعمره بل وضرب بالطائرات المناطق الشمالية دون أن يكون للأئمة دور مشهود ويستحق الذكر لاستعادة الأراضي المستعمرة واعادة التلاحم الجغرافي والتاريخي والانساني وهاهم احفادهم على خطاهم بل لقد زادوا الطين بلة والشرخ اتساعا حين نزلوا إلى عدن ومناطق الجنوب ليقتلوا الوحدة في عمقها بتشويه صورة اخوانهم في المناطق الشمالية على انهم قتله و مفجِرون ومهجِرون يضيفون معاناة إلى معاناة اخواننا في المناطق الجنوبية التي طالتهم من ساسة النظام السابق فاستغل البعض من ابناء المناطق الجنوبية تلك الأخطاء ليرتمي في أحضان العمالة والإرتزاق ويعلن انفصامه عن اليمن كحاضنة أساسية وعن اليمنيين كأخوة متشابكي الجذور وينسب نفسه للمجهول العربي الذي وضعه المستعمر القديم ويغذيه المستعمر الحديث.
منذ عام 1994 والوحدة اليمنية من قبل البعض تجلد وتلعن ويُشهر بها بل لقد أصبحت علامة من علامات النحس وليس هذا فحسب بل أن هذا البعض يصر حتى هذه اللحظة أن الوحدة لم تكن اكثر من شراكة سياسية بين فصيلين او بين زعيمين ولم تكن حدثا تاريخيا بارزا كان لزاما على مسؤولي البلدين في ذلك الوقت وما قبله ومنذ خروج الاستعمار البريطاني أن يعيدوا الأمر إلى ما كان عليه اصلا وهو وحدة التراب اليمني من المهرة الى الحديدة ومن عدن إلى صعدة واعادة لحمة أبنائه وتجذير جميع انواع العلاقات الإنسانية بين أبناء اليمن الواحد.. مازال عبق 22 مايو 1990م عالقا في وجدان كل يمني عاصر وعايش حدث الوحدة ورفع علم الجمهورية اليمنية ومازالت آثار تلك الدموع التي تحدرت من عيون جموع الشعب وحتى كبار الساسة شاهدة على تلك اللحظة التاريخية المشرقة في صفحات الواقع واسفار التاريخ ومازالت تعابير الفرح بيوم الوحدة تسترجعها الملايين وتتذكرها وتحتفظ بها في أفئدتها المنهكة بقبح فعال الساسة وخبث كيدهم ومكرهم السيء. عجز القليل من المصلحين أن يجعلوا من الوحدة اليمنية وحدة مباركة كما هو حال حفنة من المفسدين اليوم والذين يريدون من جعل الإنفصال شيئا مقدسا فجلدوا الوحدة واهملوا عمدا الاسباب التي شوهتها واصروا على الإعراض عن معالجة السبب ذاهبين إلى هدم البيت لاجل اصلاح نافذته المكسورة .. تسعة رهط يفسدون ولا يصلحون مرتهنون لمفسدي الخارج يسعون في مغامرة شق الصف وهدم البيت واغراق السفينة دون اعتبار لروابط الاخوة والتاريخ والجغرافيا والوطنية لايهمهم إلا أن يكونوا رموزا للفرقة والشتات والاحتراب وماهكذا تورد الإبل. ستبقى الوحدة وستزهق اطماع المنفصمين والانتهازيين وستغور أطماعهم وستسمو الوحدة كشجرة طيبة متجذرة اصلها ثابت و فرعها في السماء وسيستظل بفيئها ويأكل من خيرها أبناء اليمن الواحد الموحد اليوم او غدا وستبقى الوحدة اليمنية راسخة في القلوب والجذور والجغرافيا بينما انصار ورفاق الفرقة والشتات والانفصال انما هم في تيه وتخبط وستتلاشى اطماعم وتتآكل أرواحهم وليسوا واطماعهم إلا حدثا عابرا وعرضا من أعراض الزكام ستشفى منه اليمن بإذن الله