إسماعيل عبدالرزاق في الغربة شاءات الاقدار أن يقضيها المغترب الباحث عن لقمة العيش .. والساعي للعيش بحياة كريمة .. والهارب من الحرب التي انهكت حال وطنه .. والملاحق من عصابات المليشيا القاتلة في زمن الوجع.. ابتسامة مرتسمة ومصطنعة في وجه صديقي الذي يقضي عيده الثالث بعيداً عن أهله في اليمن وشظايا دمعة تلمع في عيناه .. يتذكر حاله قبل الهروب من الوطن قبل النجاة من الموت المحقق في غياهب سجون اذا دخلتها رأيت العذاب الأول والأخر.. كان هناك في بيته الصغير مع عائلته ينتظر فرحة العيد ليقبل اقدام تحتها الجنة ويسارع في رسم البسمة في وجه طفلته الصغيرة ذات الشعر الأشقر والعيون الخضراء الساحرة وينتظر قبلة لذيذة من ابنته ذات الأربعة الأعوام. ويستعد لصلاة يسجد فيها براحة قلب وسعادة ينتهي منها ويضاعفها بصلة رحمه فيبدأ بأخته الوحيدة ويعود الى عماته بعسب بسيط فيه قيمة معنوية تجعله يعود محملاً بدعوات أهله له بالحب والسلام.. وينتظر حتى يعايد أصدقائه ويبادلهم تحية العيد وابتسامته النابعة من وجدان الفرحة الربانية.. اليوم... صديقي ميت .. لكنه بصحة جيدة . يستيقظ ويبدأ عيده بقبلة من سيجارته البيضاء بدلاً عن قبلة ابنته الشقراء. يفكر هل سيعود العيد بهذا الحال ؟ يتذكر لحظات شاهد فيها موت محقق وهو يهرب من قبضة ميليشا الموت الانقلابية ويتذكر حال زملائه اللذي اخطتفتهم المليشيا معه ولم يستطيعوا الافلات من قبضتها كما استطاع . في زمن البردقان هرب .. قبل أن يجربه.. وهو الان في بلد الغربة كنازحٍ في أرضٍ بلا هواء .. وكلاجئ في أرض بلا لجوء .. وهذا حال الأغلب هنا في ماليزيا.. عيد بلا وطن .. عيد بلا اقدام تحتها الجنة بلا عيون خضراء .. وقبلة طفلة. عيد بلا دعوات الأهل .. وبسمات الأصدقاء.. عيد سعيد بلا سعادة..