*حافظ مطير علينا ان نتعض من الماضي وإن نحافظ على لحمة الصف والإصطفاف صفاً واحد لمواجهة الإنقلاب وإن كان هناك أخطاء يجب معالجتها ولا ندعها تمر. لكن يجب أن لا نغفل إن هناك من يسعى لتفتيت صف الشرعية والإستفراد بكل طرف على حده إن لم تكن مساعيهم لضرب قوى الشرعية ببعضها تارة بتشييع شعارات المناطقية في اوساطها وتارة بتشييع الشعارات الحزبية وترك كل طرف يعادي الأخر في حين المصير واحد وإذا تقاعس أي طرف عن دوره فستكون نهايته أشبه بنهاية رفيقه في القضية والنضال والصف الذي تفرج عليه حتى قضي عليه وإن كان اختلاف في التوقيت فهو في تاخر الزمن وتاريخ إستهدافه. يجب ان نتعض من الأخطاء السابقة التي أستهدفت بها الجمهورية حتى اسقطت وان لا نقع في نفس المصيدة وننجر خلف شعارات الإستفراد التي تروجها مليشيات الحوثي لتفكيكنا وتجيشنا ضد بعض. فكافي لمن انطلت عليه كذبة إن الحوثي لن يريد الا الإصلاح او حميد القشيبي أو علي محسن حتى أصبح كل اليمنيين مشردين مطاردين تقتلهم مليشيات الحوثي الإرهابية بتهمة الدعوشة حتى وإن كانوا لا يؤمنوا بالأديان إطلاقاً وانما لأنهم متحررون. فمن يستهدف الإصلاح اليوم لإضعافة وإجباره على التراجع عن ما يجب القيام به بإعتباره الكيان الأكبر في اليمن سيستهدف الكيانات الصغيرة بسهولة ويسر. إننا اليوم في مرحلة فارقة ومفصلية في التاريخ اليمني والذي يتحتم على اليمنيين الإلتحام في معركتهم المصيرية وتجاوز إنتمائتهم الضيقة والإنطواء تحت لافتة الجمهورية وإستعادة الدولة بعيداً عن التمايزات والإنتمائات. صحيح إن هناك اخطاء ويجب أن تصحح كما يجب أن نتجاوز عن ما يجب تجاوزه لأن تشتيت الصف الجمهوري لا يخدم القضية. بل يمنح الإمامة فرصة أكبر للتموضع وإعادة ترتيب صفوفها. إن الإنطواء على الذات والتقوقع في الزوايا الضيقة دون النظر بأفق اوسع يجعل الجميع ضحايا لأنانيتهم والذي لا بد من إنفتاح البعض على البعض حتى لا يعود اليمنيين إلى ما قبل سبتمبر 1962م كون العودة تعد خيانة منا لثوار سبتمبر واهداف الثورة المجيدة. إن القضية مصيرية وانتصارها يعني إنتصار اليمن وما الشرعية الا لافتة ينطوي تحتها اليمن كل اليمن المتمثل في إرادته الشعبية. إنهاء الإنقلاب إعلان النهاية لحقبة من الإستبداد والكهنوت والخرافة والعنصرية التي فرضتها السلالة الهاشمية وموروثها الإمامي لقرون من الزمن دمرت خلالها الإنسان اليمني وتاريخه وحضارته.