قالت الحكومة اليمنية اليوم الأربعاء أنها مستعدة لتقديم أي تنازلات من أجل السلام في اليمن . وأكد مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة السفير " خالد اليماني " في كلمة الحكومة اليمنية أمام مجلس الأمن " إن استحقاقات السلام في اليمن والقائمة على المرجعيات الثلاث المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216 أصبحت أكثر الحاحاً من أي وقت مضى. وأشار اليماني في كملة الجمهورية اليمنية التي القاها اليوم أمام مجلس الأمن في جلسة الإحاطة المفتوحةحول الحالة في الشرق الأوسط (اليمن)الى ان تلك المرجعيات كانت وما تزال المحرك الرئيس لجهود الاممالمتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن والمدعومة من الحكومة اليمنية لتحقيق انفراجة من اجل السلام،ومازالت الحكومة اليمنية مستعدة لتقديم كل التنازلات مهما كانت صعوبتها من أجل السلام الذي يستحقه الشعب اليمني الصابر لأننا نؤمن بأن الحرب يصنعها المغامرون الحمقى وأن السلام هو صناعة الشجعان. وقال اليماني"تواجه بلادي اليمن هذه الايام اوضاعا انسانية وصحية غاية في الخطورة والتعقيد بعد مرور قرابة العامين والنصف من الانقلاب الدموي الذي قادته مليشيا الحوثي بالتحالف مع الرئيس السابق وبدعم من ايران الدولة الراعية للارهاب في العالم ،واليوم ايها السادة، صارت اليمن عنوانا رئيسيا للموت والفقر والمرض الذي تسببت فيه هذه المليشيات منذ سبتمبر 2014م". وأضاف "الوضع الانساني والصحي والبيئي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين يزداد تعقيدا مع تفشي وباء الكوليرا الذي بات يحصد أرواح مئات اليمنيين،وعلى الرغم من مناشدات المجتمع الدولي والجهود المكثفة التي تبذلها منظمة الصحة العالمية ومكتب الشؤون الانسانية وبرنامج الغذاء العالمي ومركز الملك سلمان للاغاثة الانسانية الا ان المليشيا ترفض التعاون وتصر على معاقبة شعبنا في ابتزاز خطير فهم يتوهمون بأن تعظيم الكوارث الانسانية والصحية سيدفع المجتمع الدولي الى فرض حل يقدم التنازلات السياسية لهذه المليشيا". ولفت الى ان الحكومة اكدت الحكومة اليمنية في بيانها الصادر في 3 يونيو الماضي استمرار دعمها لجهود المبعوث الخاص للأمين العام السيد اسماعيل ولد شيخ أحمد وأكدت تأييدها للمقترحات والأفكار الأخيرة التي طرحها المبعوث على فخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي خلال لقائه بفخامته في شهر مايو 2017، والمتمثلة بترتيبات انسحاب المليشيا من محافظة الحديدة في ضوء مشاورات السلام في الكويت العام الماضي وكذا تشكيل لجنة فنية من الخبراء الماليين والاقتصاديين لمساعدة الحكومة في إيجاد آلية مناسبة وعاجلة لدفع مرتبات الموظفين في الجهاز الاداري للدولة والتعامل مع الايرادات في مناطق سيطرة الانقلابيين بهدف توفير السيولة اللازمة لتغطية هذه النفقات. واكد مندوب اليمن الدائم لدى الأممالمتحدة على اهمية التعاون القائم حاليا بين الحكومة اليمنية وبين الاممالمتحدة وكافة منظماتها العاملة في اليمن، ونجدها مناسبة للتعبير عن عميق عرفاننا وتقدير شعبنا اليمني لكل العاملين الاممين في اليمن رغم حراجة الظروف التي يؤدون فيها واجبهم الانساني النبيل ولمواجهة تفشي وباء الكوليرا في اليمن..متطلعاً الى الزيارة الهامة المرتقبة لكل من المدير التنفيذي لليونسيف انطوني ليك ، والمدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي الى اليمن خلال الايام القادمة. وقال "كان مجلسكم الموقر في بيانه الرئاسي الصادر في 15 يونيو قد اكد دعمه للمبعوث الدولي ومقترحاته من اجل السلام الا أنه ومع الاسف فان تحالف الحوثي-صالح قابل مقترحات ولد شيخ احمد الاخيرة بالرفض". وأشار الى الاداء المتواضع لمكتب المنسق المقيم والذي طالما تناولته الحكومة اليمنية في مراسلات عديدة الى الامانة العامة واخرها البيان الصادر في 26 يونيو الماضي والذي وصف عمل الممثل المقيم بغير المهني والمتحيز والمسيس والذي يتجاهل الاوضاع المأساوية التي تسببت فيها المليشيا وخاصة في تعز التي ما تزال تعيش تحت الحصار منذ اكثر من عامين وما تسببت به مليشيا الحوثي من قتل وتشريد للابرياء من الاطفال والنساء وكبار السن، وقصف عشوائي للمنشاءات المدنية والخدمية والمستشفيات. ولفت اليماني الى انه وخلال شهر يونيو الماضي وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان وقوع 917 حالة انتهاك من قبل الحوثيين ادت الى مقتل 180 مدنيا واصابة 205 اخرين، وتم اختطاف 236 شخص فيما سجلت 33 حالة اختفاء قسري، وتزايدت اعداد الاطفال اللذين تم jجنيدهم من قبل الحوثيين. وناشد السفير خالد اليماني المجتمع الدولي الى زيادة الاهتمام وتقديم المساعدة..لافتاً الى انه حتى هذه اللحظة لم يتم تمويل سوى33.3 بالمائة فقط من خطة الاستجابة الانسانية للامم المتحدة في اليمن للعام2017 رغم أننا دخلنا في النصف الثاني من العام..مناشداً الضمير الانساني والدول الاعضاء في الاممالمتحدة الى الإسراع في تغطية ماتبقى من احتياجات في خطة الاستجابة للعام الحالي..مهيباً بالدول التي تعهدت في المؤتمر جنيف بالاسراع لسداد التزاماتها للامم المتحدة حتى تتمكن من مواجهة انتشار الكوليرا والمجاعة في اليمن. ودعا السفير اليماني اعضاء مجلس الأمن الى مواصلة جهودهم الموحدة لإنهاء الازمة اليمنية من خلال اتخاذ موقف صارم تجاه الانقلابيين و ممارسة مزيداً من الضغط عليهم للامتثال لقرارات الشرعية الدولية واحترام القانون الدولي الإنساني.