كتبت صحيفة " الخليج " الإماراتية في افتتاحية عددها الصادر اليوم السبت تحت عنوان(خطاب مهزوز لكيان مرتبك) عن خطاب أمير قطر الذي ألقاه مساء أمس الجمعة ووصفته بالمهزوز والهزيل والفج وعلقت عليه في عدة ملاحظات وقالت : "الحالة القطرية الراهنة هي سليلة هذا الخطاب، ولا يمكن إلا أن تنتج خطاباً كهذا، وفيما لم يفاجئ خطاب تميم أحداً من المتابعين والمراقبين، تمخض نظام قطر فولد فأراً، وكأنه يعلن، على رؤوس الأشهاد، عن نهاية قريبة. الخلاصة أن خطاب تميم الذي ألقاه في ساعة متأخرة ليلة أمس مهزوز وهزيل وفج، وينبئ عن مدى الارتباك الذي وصلت إليه قطر مطوقاً بجحافل الحيرة من كل صوب، فبعد طول صمت، تكلم الأمير الصغير، وياليته سكت. ياليته راجع الضمير والمبدأ ولم يعتمد على عزمي بشارة وفريقه الفاشل الساقط، ولا بد من الإشارة هنا، نحو العلمية والموضوعية، من إثبات ملاحظات عدة: أولاً - يحاول خطاب تميم تهيئة الشعب القطري لما هو مقبل، حيث المقاطعة أدت دورها، وحيث هي ماضية في المزيد من التأثير، فالدول الأربع الداعية إلى مواجهة الإرهاب لن تقبل بوجود هذا الكيان الهش المرتبك في المنطقة، وتنتظر خطوات تصعيد جديدة. ثانياً - حرصت دول المقاطعة منذ فجر الأزمة على الفصل الكامل بين النظام القطري والشعب القطري الشقيق، لكن تميم في خطابه لم يراع أي حرص من هذا النوع، وفضح الكلام المعسول الكلام عن دول تعتبر أو تقدر الرأي العام مقابل دول لا تقدر أو تعتبر، وبذلك أهان تميم، وبجرة قلم، شعوباً عربية كريمة وأصيلة. ثالثاً - في السياق نفسه، تحدث الخطاب عما أسماه معاقبة الشعب جماعياً، ومع أن هذا لا ينطبق على وضع الشعب القطري، يجب تذكير الأمير ونظامه، بالتداعيات المدمرة جراء تدخل قطر السافر في الشؤون الداخلية لدول عربية مستقلة من بينها مصر واليمن والبحرين وليبيا والعراق وسوريا. رابعاً - ينادي تميم بتعريف جديد للإرهاب، تعريف تفصّله قطر على قدها وقد حلمها المشوه، وما لم تعترف الدوحة بالتعريف المتداول، فإنها تمضي في التأكيد على انحيازها لوحش الإرهاب والظلام، الأمر الذي يوجب وقفة عالمية موحدة ضد دولة إرهابية أصبحت تمثل تهديداً مباشراً للإنسانية بأكملها، ولقيم العدل والحريّة والتسامح والسلام. خامساً- يدعو تميم إلى الفوضى والانفلات، فيقرر أن كل من يعيش في قطر يتكلم باسمها ويدافع عنها، وهذه دعوة خطرة إلى الحد الأبعد، فتميم بهذا يحاول إضفاء الشرعية على كل فعل إعلامي غير مهني أو أخلاقي، وهو بهذا يحمي، علناً، كل مجرم أفاق. سادساً - يقحم خطاب تميم قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى عرضاً في خطابه، فلا يرتب القضية المركزية الأولى في الأولويات، ويتناسى تضحيات الدول الأربع وغيرها، وهي تضحيات واجبة، من أجل فلسطين، فيما يتذكر الجميع ولا ينسى عمل قطر المشين نحو شق الصف الفلسطيني، عبر الانتصار لانقلاب حماس." واختتمت صحيفة "الخليج " افتتاحيتها بالقول : "الخلاصة من بعد كما من قبل: ليس إلا السقوط المروع لخطاب قطر ونظام قطر، ليس إلا سقوط اللغة والشكل والمضمون لنظام أضر بالأمة ولم يعتق شعبه، فعزل نفسه بعيداً عن الأخلاق، وذهب في الانحدار يزين لنفسه هاوية الانهيار."