رحل أبو الأيتام في اليمن... هكذا يقول أحد المعزين برحيل الشيخ " محمد المؤيد " الذي وافته المنية اليوم السبت في إحدى مستشفيات مكةالمكرمة بعد مرض عضال ألم به . لاتكاد تجد أحداً من اليمنيين لايعرف مناقب الشيخ المؤيد الذي اشتهر خلال بقائه في مسجد ومركز الشوكاني لكفالة الأيتام في منطقة الأصبحي بالعاصمة صنعاء . كان الشيخ " المؤيد " يكفل قرابة 3000ألاف أسرة فقيرة إضافة إلى قرابة 5ألاف يتيم عبر التبرعات من رجال الخير والأعمال من مختلف مناطق اليمن. فتح الشيخ المؤيد طيلة بقائه في صنعاء مخبزاً خيرياً بجوار المسجد لاتزال الأسر الفقيرة تعتمد عليه حتى اليوم . شيع اليمنيون في السعودية قبل قليل جثمان الشيخ " المؤيد " إلى مثواه الأخير في مقبرة العوالي بمكة بعد الصلاة عليه في المسجد الحرام . وبعث رئيس الجمهورية مساء اليوم تعزية إلى أسرة الشيخ المؤيد مشيراً الى مناقب الفقيد التي جسدها خلال مشوار حياته الحافلة بالعطاء واسهاماته الفاعلة ..مشيداً بمواقفه الوطنية المدافعة عن الوطن وامنه واستقراره..مؤكداً ان خسارته في مثل هذه المرحلة الراهنة تعتبر خسارة كبيرة على الوطن الذي كان في آمس الحاجة له. كما أشاد نائب رئيس الجمهورية الفريق " علي محسن الأحمر بمناقب الفقيد باعتباره أحد رواد العمل الخيري والاجتماعي، علاوة على أدواره السياسية وجهوده في تربية جيل متعلم ومتسلح بسلاح الإيمان وحب الوطن. من جانبه قال الشيخ القبلي البارز " صادق الأحمر " في برقية عزاءه إلى أسرة الشيخ " المؤيد " لقد فقد الوطن برحيله عالما ربانيا ورجل من رجالات البر والاحسان ورائدا من رواد العمل الخيري الذين اسهموا في خدمة المساكين ورعاية احتياجات الفقراء وتأمين معيشتهم. وأشار الشيخ صادق إلى أن حياة الفقيد كانت حافلة بالعطاء والعمل الخيري والإنساني. وذلك حسب ما ذكره موقع "الأحمر نت" التابع للشيخ الأحمر. وتذكر الشيخ " محمد عيضة شبيبة " وهو وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد مناقب الشيخ " المؤيد " أنه على إثر خلاف سياسي في نهاية الستينات من القرن الماضي خرج الشيخ محمد بن علي المؤيد من صنعاء إلى وادي آل أبو جبارة في بلاد وائلة محافظة صعدة وهناك في قرية العليين حط رحاله وأستقر به المقام وبأسلوب جذاب وبصيرة نافذة ودعوة حكيمة أستطاع المؤيد مع جمع من أقرانه إقناع القبيلة بالإقبال على التعلم والدفع بأبنائهم نحو التعليم فكان له مع أقرانه قصب السبق في إحياء العلم ونشر السنة. وأضاف "كان الشيخ ممن شارك في وضع اللبنات الأولى للمعهد العلمي بمنطقة بنْجَران وحمل على كتفه الأحجار واللبن حتى تم البناء وأُفْتُتح المعهد كأول معهد في الجمهورية مع معهد الأهنوم من محافظة عمران. وأشار " إلى أن المعهد درس فيه الفطاحلة من خيرة المدرسين من جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان الشعبية ومعهم كوكبة من كبار وأقدم دعاة اليمن . كما وفد إلى المعهد طلاب كثر من العمالسة والعقيق ووطن المقاش وكتاف وعلو الوادي وأسفله ولبعد هذه المناطق عن المعهد أُفتُتح فيه قسم داخلي ليتمكن الطلاب من المواظبة والمداومة على الدروس لم يكتف الشيخ المؤيد بالتدريس في المعهد بل كان ينتقل في كل الوادي حتى أنه كان يزور البدو إلى خيامهم ويحرص مع زملائه على تعليمهم . وأكد " شبيبة " أن للشيخ المؤيد صولات علمية وجلسات حوارية ومناقشات مُعلنة ومناظرات مشهودة مع المخالفين له من يهود الوادي وهواشمه ولقوة منطقة ووضوح حجته كان رجال وائله يتأثرون بطرحه وينقادون لحجته وتداول الناشطون على مواقع التواصل مساء اليوم العديد من الصور للأعمال الخيرية التي كان يشرف عليها الشيخ المؤيد قبل أن يغادر اليمن بسبب الحرب القائمة إلى المملكة العربية السعودية . يشار إلى أن الشيخ المؤيد تم سجنه في الولاياتالمتحدةالأمريكية من العام 2003 إلى العام 2009 بعد أن ألقت عليه قوات أمريكية القبض في ألمانيا بتهمة جمعه تبرعات لحركة حماس حينذاك.