خرجت الفرق العربية من كأس العالم فى روسيا دون أن تحقق انتصارا يؤهلها للبقاء والمنافسة مع الفرق الأخرى. وللإنصاف فإن مستويات الأداء وصلت إلى درجة من الإعجاز فى المنافسة والنتائج وخروج الفرق الكبرى وهذا يؤكد أننا أمام أساليب حديثة جدا فى اللعب..ورغم اننى لا افهم فى كرة القدم فقد شاهدت بعض المباريات خاصة الفرق الكبرى وهذا الثلاثى الخطير الذى تزعم كرة القدم سنوات طويلة ألمانياوالبرازيلوالأرجنتين وبالطبع معهم ايطاليا التى خرجت فى التصفيات ولم تشارك فى كأس العالم..إن خروج هذه الدول من المنافسة وظهور فرق أخرى مثل كرواتيا وبلجيكا يؤكد أن العالم يتغير ليس فى كرة القدم فقط ولكن فى كل شىء..هناك دول صغيرة قفزت إلى المقدمة وبدأت تزاحم الكبار واكبر دليل على ذلك ما حدث لدول صغيرة فى شرق آسيا مثل ماليزيا وسنغافورة وهى دول حققت انجازات رهيبة فى التنمية والتقدم حتى أن صادراتها وصلت إلى أرقام مذهلة..إن كرة القدم وما حدث فى مونديال روسيا كشف عن حقائق كثيرة وأهمها أن العرب تخلفوا فى كل شىء حتى كرة القدم. والدليل هذا الخروج المهين..إن هناك كرة قدم جديدة تماما تختلف عن كل الأساليب القديمة فى اللعب..إن هناك دولا صغيرة وصلت إلى مقدمة الصفوف وتجاوزت الكبار فى كل شىء لقد خرجت ألمانيا صاحبة اللقب وخرجت الأرجنتين بكل تاريخها وخرجت البرازيل الشعب الذى أدمن كرة القدم وأصبحت من أهم ضرورات حياته..ثم بقيت ايطاليا فى ملاعبها لا حول لها ولا قوة..إن هذا يؤكد أن النجاح ليس أمرا مستحيلا مقصورًا على الكبار وأن الدول الصغيرة يمكن أن تنافس الكبار وتبعدهم عن المشهد تماما وما حدث فى الرياضة حدث فى السياسة هناك دول عربية خرجت من التاريخ ولم تخرج فقط من المشهد السياسى وقد خرجت هذه الدول وشعوبها تدور الآن فى بلاد الدنيا تبحث عن وطن. وما بين شعوب غرقت فى رحلات الهروب من الموت بقيت شعوب أخرى تعيش لحظات النهاية..ما حدث فى ملاعب كرة القدم حدث فى حاضر الدول ومستقبلها هناك من تجاوز الكبار وهناك من يعيش لحظة النهاية..