امكانية الحل للقضية اليمنية عبر الاممالمتحدة تبقى بعيدة المنال مالم يشهد الميدان تحولا محوريا لمصلحة الشرعية والتحالف , هذا التحول لا يمكن ان يتحقق بدون تغيير طريقة عمل الشرعية والتحالف الداعم لها . التغيير الايجابي المنشود يكمن في حدوث وقفة جادة من قبل قيادة الشرعية ودول التحالف خاصة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة . هناك اختلال واضح للعيان في طبيعة العلاقة بين مكونات الشرعية وقيادتها وبين قيادة الشرعية والتحالف , ملامح هذا الاختلال واثاره تجسدت بطول الحرب وتباطوء تحقق الانتصارات في مختلف الجبهات الحيوية , بما نشهده من مظاهر الانقسام وتعدد الوجهات لمكونات الشرعية والاصطدامات المتكررة بين بعض القوى المنضوية في الشرعية والاشقاء في الامارات والالتباسات القائمة تجاهها وغير ذلك الكثير . ينبغي للجميع في الشرعية اليمنية على مستوى المكونات الوطنية وفي اطار منظومة التحالف الداعم لها ، ان تعي حجم المترتبات الحاصلة بسبب هذا الحال وما قد ينتج عنها من مألات كارثية على حساب اليمن والسعودية والامارات بشكل اساسي . يكفي من ذلك انعدام امكانية عودة قيادة الشرعية ومؤسساتها لاداء مهامها , ومساعي بعض الجهات الدولية لاستهداف السعودية والامارات ، بجعل الحرب في اليمن مجال لاستنزافهما واغراقهما بتبعات الحرب وادانتهما وفقا للقوانين الدولية والانسانية ، بتحميلها المسؤلية للتبعات المأساوية على المستوى الانساني لما يعانيه الشعب اليمني . ويكفي لادراك ذلك ما تضمنه التقرير المعلن عنه من المفوضية السامية لحقوق الانسان المعد عبر فريق الخبراء المكلف بالتدقيق بانتهاكات حقوق الانسان في اليمن . الجزء الاعم منه خُصص لسرد الكثير من الانتهاكات محملا المسؤولية فيها للتحالف بقيادة السعودية والامارات وقيادة الشرعية كل على حدة واعتداد تلك الانتهاكات في مصاف جرائم ضد الانسانية . اذا ما تبعنا ذلك باخر التحركات للمبعوث الدولي الى اليمن والتصريحات الصادرة عنه ' فسيتبين اكثر طبيعة التوجه الدولي المتأثر بالانشطة والتدخلات الضاغطة عليه والذي يخرج علينا بالكثيرمن المواقف التي نجد فيها دعما غير مباشرا للحوثيين وحلفائهم في الانقلاب من اليمن والنظام الايراني ' وتناغمها مع جهود بعض الجهات الدولية الرامية لاستهداف السعودية والامارات . لم يعد بالامر المبالغ ان نقول انه لم يعد امام قيادة الشرعية والتحالف من الوقت لتجاهل حقيقة ما يجري ، ولا مجال امام أي منها للالتفاف او اللعب سعيا لتحقيق بعض المكاسب الخاصة . فالخطر محدق بالجميع ولا يمكن تفاديه الا بضبط استراتيجية جامعة ، ضامنة لمصالح الجميع وشراكتهم على مستوى اليمن والخليج ، واحكام توجهات الجميع وادارتها وفقا لذلك . على المكونات اليمنية الداعمة للشرعية خاصة الاحزاب ومكونات الحراك الجنوبي ان تعي ذلك ، لتتحمل مسؤوليتها الوطنية فتتحدث وتتحرك ، اليوم قبل غدا امام قيادة الشرعية ومع قيادة التحالف . فلا مستقبل لها ولا ضمان لوجودها واستقرار اليمن وما جاورها من بلدان الخليج طالما قبلت او سلّمت بما هو قائم .