لاتزال المعلومات تراوح مكانها حول قدرة مجلس النواب اليمني على عقد أول جلسة قانونية مكتملة النصاب بعد توافد عدد غير معروف من الأعضاء إلى العاصمة السعودية الرياض عدداً منهم قدموا من عدة محافظات يمنية فيما وفد آخرون من دول يقيمون فيها. في تشرين الثاني من العام 2014 في العاصمة صنعاء صوت أعضاء المجلس على حكومة رئيس الوزراء اليمني السابق خالد بحاح وكانت هذه آخر جلسة قانونية للبرلمان اليمني وحتى اللحظة لم يستطع المجلس عقد أي جلسة قانونية وممارسة أعماله كسلطة تشريعية إضافة إلى مراقبة سير العملية التنفيذية للحكومة اليمنية. يجيب سعادة السفير مصطفى النعمان* في هذه المقابلة الصحافية عن أبرز الأسئلة المتعلقة حول البرلمان اليمني حاوره: صفوان يحيى المشهد اليمني : أكثر من 4 سنوات مرت على آخر جلسة للبرلمان اليمني .. هل زاد هذا من تعميق الأزمة اليمنية؟ السفير مصطفى النعمان: يجب العودة قليلا الى السنوات الماضية وما هو الدور التشريعي والرقابي الذي قام به المجلس.. المتابعون شاهدوا مجلسا يعمل كخاتم في يد الحاكم.. لم يحاسب وزيرا.. لم يقترح قانونا.. اخر انتخابات تمت قبل اكثر من 10 سنوات.. عدد كبير توفاهم الله. ولذلك مجلس النواب لم يكن ولن يكون له دور إيجابي لانه يعمل بإرادة رئيس الدولة وحسب مشيئته... المشهد اليمني: من المستفيد الأكبر من تعطيل جلسات البرلمان اليمني ..محليا وخارجيا؟ السفير مصطفى النعمان: المجلس معطل دستوريا منذ 2012 بحكم المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية يعمل بالتوافق بين كتله البرلمانية.. ولهذا تعطل دوره تلقائيا. المشهد اليمني: هل تعتبر غياب أعضاء البرلمان وتوزعهم على عدد من الدول تشرذما كاملا للمجلس؟ السفير مصطفى النعمان: غيابهم في بدايات الحرب كان مفهوما لكن بعد استعادة 80٪ من الارض كان من الواجب الأخلاقي عودة من نزحوا وبقاء من كانوا موجودين.. لا يجوز ان يبقى الناخبون بدون قيادات انتخبوها لرعاية مصالحهم. المشهد اليمني: كيف تعلق على جلسات البرلمان التي تعقد في صنعاء؟ السفير مصطفى النعمان: هو عمل عبثي لا قيمة دستورية له لانه يجري برقابة قوة الامر الواقع التي احتجزت عندما قدم الرئيس هادي استقالته بعد وضعه تحت الاقامة الجبرية.. انا تابعت ما يدور فيه وليس اكثر من منتدى لمن تبقى في الداخل ليحصلوا على مكافأتهم الشهرية. -المشهد اليمني: لماذا لا نتفائل بعودة مجلس النواب لعقد جلساته القانونية؟ السفير مصطفى النعمان: انا اسأل الذين يدعون لانعقاده ان يشرحوا لناخبيهم ومواطنيهم لماذا يريدون انعقاده، وما الجدوى من ذلك.. حينها اكون قادرا على تقدير الموقف. لكن في ظل هذا الغموض والعمل السري فلا يمكن تحديد رأي في الامر. - المشهد اليمني: هل المجلس فعليا بحاجة إلى إعادة هيكلة ؟ السفير مصطفى النعمان: من الطبيعي ان اي مؤسسة تحتاج الى اعادة ضبط محركها، لكن قبل هذا من المهم معرفة الغرض.. ليس الامر مجرد تغيير أشخاص دون ادراك لأهداف الجدد وبرنامجهم. - المشهد اليمني: تولي عدد من أعضاء البرلمان مناصب عسكرية ودبلوماسية هل سيؤثر هذا قانونيا على نتائج أي جلسات قادمة؟ السفير مصطفى النعمان: دستوريا لم يعودوا اعضاء في المجلس اذ بمجرد توليهم منصبا عسكريا او دبلوماسيا او محافظة، فإن عضويتهم في المجلس تسقط فورا وان أرادوا العودة فيجب اجراء انتخابات في دوائرهم و انتخاب بدلاء.. هذا لم يحدث! وهو ما حذرت منه لانه يعني الإصرار على اجراء تعديل غير دستوري ومشكوك في أهدافه. - المشهد اليمني: ما جدوى أي جلسة قانونية قادمة للبرلمان اليمني؟ السفير مصطفى النعمان: مرة اخرى لا اعلم وأتمنى على الذين يريدون انعقاده التصريح عن اهدافهم فهذا امر واجب اخلاقيا ووطنيا. ولكي يسكتوا المشككين في اهدافهم التي مازالت غامضة. * نبذة مختصرة من السيرة الذاتية للسفير مصطفى نعمان: - مصطفى أحمد محمد النعمان. - وكيل وزارة الخارجية اليمنية. - سفير سابق لليمن في البحرين، كندا، الهند وإسبانيا. -ترك العمل الحكومي في أكتوبر /2014م. - يقيم حاليا في دولة البحرين.
