حذّر التحالف العربي بقيادة السعودية، يوم الأربعاء، من احتمال انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة غربي اليمن. ونقلت وكالة (فرانس برس) عن مصدر مسؤول في التحالف قوله "الاتفاق قد يفشل بسبب خروقات الحوثيين وفي حال تأخرت بعثة الأممالمتحدة في بدء عملها على الأرض". وأضاف "الحوثيون خرقوا الاتفاق في 21 مناسبة منذ بدء سريانه منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، معتبراً أن "هناك مؤشرات على الأرض بأنهم اختاروا أن يتجاهلوا الاتفاق". وأوضح "في حال استلزم الأممالمتحدة وقتا طويلا للدخول إلى مسرح (العمليات) فإنها ستفقد هذه الفرصة وسيفشل الاتفاق"، داعيا إياها "لمواصلة الحوار والضغط على قادة المليشيا خلال هذه المرحلة". ومضى بالقول: "سنواصل ضبط النفس في هذه المرحلة لكن المؤشرات الأولية غير مطمئنة". وتبادلت الأطراف اليمنية اليوم، الاتهامات بشأن خرق اتفاق الهدنة في الحديدة، في يومها الثاني. وينص اتفاق الحديدة على إنشاء لجنة مشتركة، برئاسة الأممالمتحدة، لمراقبة وقف إطلاق النار وانسحاب المسلحين من المدينة بحلول هاية يوم 7 كانون الثاني/يناير المقبل، وسينتشر مراقبون دوليون للإشراف على تنفيذ الاتفاق. من جانبه قال وزير الخارجية البريطانية جيريمي هانت يوم الأربعاء، إن وقف إطلاق النار في الحديدة الذي اتفق عليه الطرفان اليمنيان خلال محادثات في السويد الأسبوع الماضي "هش للغاية" ولكنه صامد حتى الآن. وقال في رسالته إلى البرلمان، "بدأ سريان وقف إطلاق النار في ميناء ومدينة الحديدة عند منتصف ليلة أمس وأفاد المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن الهدنة تعمل. إذا استمر وقف إطلاق النار وتمكنت الأممالمتحدة من زيادة حجم حركة المرور عبر الميناء، فإن ذلك سيقلل مستوى المعاناة. لقد حثثت جميع الأطراف على الالتزام بالشروط المتفق عليها الأسبوع الماضي في استوكهولم حتى نتمكن من إيجاد حل سياسي دائم لهذا الصراع المدمر". وأضاف هانت في رسالة للبرلمان أن بلاده ستطرح مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي لحماية الهدنة في اليمن بحيث يتم التصويت عليه في وقت لاحق هذا الأسبوع. وقال "لقد أصدرت تعليمات لبعثتنا في نيويورك باستئناف العمل على مشروع قانون مع الشركاء في مجلس الأمن بهدف تبنيه في وقت لاحق من هذا الأسبوع". وقال "سنطلب من مجلس الأمن التصويت على مشروع القرار خلال الساعات ال48 المقبلة". وسيؤيد مشروع القرار شروط الاتفاق ويمنح الأممالمتحدة صلاحيات "مراقبة تطبقها" ووضع "خطوات عاجلة لتخفيف الأزمة الإنسانية". وأضاف هانت أن الهدف هو إضافة وزن جمعي من الأممالمتحدة وراء التقدم الذي تم إحرازه. وقال هانت إنه يؤكد "جدية غرض وفود الجانبين الذين التقيت بهم في ستوكهولم في الأسبوع الماضي". وأبدى هانت شكره " للدبلوماسيين البريطانيين، في المنطقة وفي وزارة الخارجية في لندن ، الذين عملوا بجهد خلف الكواليس لجمع الأطراف". وقال إنه "وعلى الرغم من أن لدينا بعضًا من الأمور في نهاية النفق، إلا أن اليمن لا يزال في النفق". مؤكداً أنه لن يعطي أملاً كاذباً إذ أن وقف إطلاق النار "هش للغاية" واختتم بيانه بالقول: "طالما دعت الضرورة، سيواصل هذا البلد (بريطانيا) استخدام جميع الأدوات الدبلوماسية والإنسانية التي لدينا في قيادتنا للمساعدة في تسوية هذا الصراع الفظيع. قيمنا لا تقل عن ذلك".
