شدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على ضرورة الوقف الفوري لتلاعب مليشيا الحوثي بمساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن، بعد الكشف عن أدلة تثبت قيامهم بذلك في مناطق سيطرتهم. وأجرى البرنامج -حسب بيان له- دراسة استقصائية على مستفيدين مسجلين، كشفت أن "العديد من سكان صنعاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية، وفي مناطق أخرى حُرم الجَوعى من حصصهم بالكامل". وبعث ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي رسالة إلى زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي أكد فيها أن مسحًا أجرته الوكالة الأممية أظهر أن المساعدات تصل إلى 40% فقط من المستفيدين المستحقين في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين، وأن الثلث فقط يتلقون مساعدات في معقل المليشيا بمحافظة صعدة. وجاء في الرسالة بلهجة شديدة: "إذا لم تتصرفوا في غضون 10 أيام، فلن يكون أمام برنامج الأغذية العالمي خيار سوى تعليق المساعدات التي يستفيد منها أكثر من 3 ملايين يمني"، وأوضح بيزلي أن هذه الممارسات هي بمثابة "سرقة الغذاء من أفواه الجوعى". وأضاف: "يحدث هذا في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن؛ لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ، يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي. وطالب بيزلي ب"اتخاذ إجراء فوري للتصدي للتلاعب بالمساعدات الغذائية، والتأكد من أنها تصل إلى من يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة". من جهته جدد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية دعوته الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية للوقوف بكل حزم أمام هذه التجاوزات والجرائم المتكررة في حق الشعب اليمني، ولم تكن هذه المرة هي الأولى التي تقوم بها هذه المليشيا في نهب المساعدات، فقد سبق وأن أكد مركز الملك سلمان مرارًا في بيانات سابقة تلاعب مليشيا الحوثي بالمساعدات وسرقتها. وأشار المركز إلى الانتهاكات السافرة التي ترتكبها المليشيات الحوثية، وخرقها جميع القوانين والأعراف الدولية باستيلائها على المساعدات المخصصة للشعب اليمني. يذكر أن مركز الملك سلمان يتصدر قائمة المنظمات الدولية التي تُقدِّم المساعدات الإنسانية في اليمن، ويقدم مساعداته في مناطق سيطرة المليشيات عبر المنظمات الأممية، وقد تجاوزت المساعدات الإغاثية المقدمة لليمن خلال العام 2018 من جميع المنظمات 4 مليار دولار.
