قالت جريدة ناشيونال إنترست الأمريكية إن إيران ليس لها أية مصلحة في توصل الأطراف اليمنية إلى تسوية سياسية للصراع الدائر في البلاد منذ خمسة أعوام. وقال كبير الباحثين بمؤسسة هيريتيج، بيتر بروكس، في مقال نشرته الإنترست إن عمليات الاعتراض الناجحة التي قامت بها البحرية الأمريكية لعدد من شحنات الأسلحة الإيرانية المهربة لجماعة الحوثيين في اليمن، تكشف مدى تورط النظام الإيراني في الحرب وضلوعه في زعزعة استقرار المنطقة. وأكد أن إيران تقوم تستغل اليمن كساحة لتجريب أسلحتها، وتتحصل نتيجة ذلك على معرفة هامة بنقاط القوة والضعف في تلك الأسلحة، لتقوم بتطوريها لاحقاً. نص التقرير: من الواضح أن إيران ليس لديها مصلحة في إنهاء الحرب الأهلية في اليمن والتي دامت حوالي 5 سنوات ، أو وقف الصراع بالوكالة مع التحالف الذي تقوده السعودية - أو تحجيم قائمتها الطويلة من الانتهاكات والسلوكيات الخبيثة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وقد كشفت التقارير الصادرة مؤخراً حجم تهريب الأسلحة الإيرانية إلى اليمن حيث أعلنت القيادة المركزية الأمريكية للقوات البحرية وحرس السواحل الأمريكي أنها اعترضت بنجاح شحنات الأسلحة الإيرانية في بحر العرب أثناء توجهها إلى اليمن. لقد أعلنت السلطات الأمريكية أنها اعترضت شحنتي أسلحة مهربة منذ نوفمبر الماضي ، كان آخرها اعتراض بحرية نورماندي الأمريكية لمركب صغير لا يحمل علم أي دولة ، محمل بحمولة من الأسلحة الإيرانية . بالإضافة إلى ثلاثة صواريخ أرض جو ، وكذا 150 صاروخًا مضادًا للدبابات من طراز "دهلافيا" ، ومنظومات أسلحة تصوير حراري إيرانية ، وقطع إليكترونية إيرانية مخصصة للطائرات بدون طيار وقوارب صغيرة آلية القيادة ، فضلاً عن ذخائر أخرى وأجزاء متطورة لأسلحة. كما استولت المدمرة البحرية ، يو إس إس فورست شيرمان ، على شحنة مماثلة في نوفمبر ، والتي شملت مكونات لصاروخ "351" ، مرجح أنها مخصصة لصاروخ كروز (قدس 1 ) ، ربما يشبه الصاروخ المستخدم في الخريف الماضي في الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية. كما استولت فورست شيرمان على مكونات لصاروخ نور الإيراني المضاد للسفن ، وفقًا لمتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية. ويبلغ مدى الصاروخ نور –المستنسخ من الصاروخ الصيني C-802 نحو 120 كيلومترًا ويمكن أن يكون مستندًا على السفينة أو على الأرض. وإلى جانب إطالة أمد الصراع الدامي في اليمن ، فإن الإمداد المباشر أو غير المباشر بالأسلحة أو بيعها أو نقلها إلى الحوثيين يعد انتهاكًا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 الصادر عن الأممالمتحدة عام 2015. وعلى الرغم من أنه لم يتم ضبط سوى جزء صغير من الأسلحة في هذه الاعتراضات في عرض البحر ، إلا أن اعتراض البحرية لما مجموعه ثمانية صواريخ أرض جو إيرانية جديدة ، تُعرف باسم صواريخ "358" ، يُحتمل أن يشكل نقطة فارقة. وعلى الرغم من أن القيادة المركزية الأمريكية قامت بتفصيل القدرات التشغيلية للصاروخ 358 في مؤتمر صحفي ، فإن هذه الأسلحة يمكن أن تصطاد ثم تقتل أهدافًا محمولة جواً مثل المروحيات. وعلى عكس الأسلحة الأخرى التي نسخها الإيرانيون ، مثل صاروخ كروز C-802 الصيني المضاد للسفن أو صاروخ كورنيت الروسي المضاد للدبابات ، وصف مركز القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الصاروخ 358 بأنه "صاروخ مصمم إيرانياً". يمثل هذا الصاروخ الجديد تطورا مقلقا في ترسانة إيران العسكرية. في الواقع ، في مرحلة ما يمكن للصاروخ 358 أن يوسع من قدراته لتشمل أهداف برية وبحرية أخرى. على سبيل المثال ، إذا تم تكييفه مع مهمة الهجوم البحري ، فإن هذا السلاح الجديد يمكن أن يزيد من تهديد إيران الحالي للشحن البحري التجاري حول اليمن ، بما في ذلك البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن وخليج العرب. علاوة على ذلك ، فإن تهريب ذخيرة متطورة أخرى إلى فصيل مليشياوي كالحوثيين أمر مقلق للغاية. لقد رأينا بالفعل صواريخ وطائرات حوثية مهربة من إيران استخدمت ضد أهداف يمنية وأمريكية وسعودية وإماراتية. بالإضافة إلى ذلك ، فإن استخدام السلاح الإيراني الجديد في العمليات القتالية في المسرح اليمني سوف يوفر حلقة تغذية عكسية مهمة لطهران لتطوير هذه الصواريخ ، والتي يعتقد أن بعضها قد استخدم ضد طائرات أمريكية بدون طيار. يمكن أن تصبح هذه الأسلحة الجديدة في حوزة حلفاء ووكلاء إيران الآخرين مثل حزب الله. إن تطوير هذه الأسلحة المتقدمة الجديدة ونشرها وتوزيعها - في حين يفترض أن إيران تخضع لقرار حظر الأسلحة الذي تفرضه الأممالمتحدة - لن يؤدي إلا إلى زيادة التهديد الذي تشكله إيران وحلفاؤها وعملائها على السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.