اصدرت هيئة علماء اليمن بيانا جديد بشأن وجوب أخذ التدابير الصحية للوقاية من فيروس كورونا المستجد. وأكدت الهيئة على ضرورة الأخذ على محمل الجد بكافة التدابير اللازمة لمنع انتشار عدوى جائحة فيروس " كورونا "، والالتزام بالتدابير الوقائية المطلوبة، بما في ذلك التزام البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. وانتقدت الهيئة في بيانها، الحكومة الشرعية إزاء التقصير في أداء واجبها في حماية الشعب اليمني من خطر الوباء الذي استنفر كل حكومات العال. وطالبت الحكومة بالأسراع الإسراع في الكشف عن الحالات المصابة وبذل المزيد من الجهد لاحتواء الوباء ومنع انتشاره. نص البيان الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [سورة البقرة:222]، والقائل جل وعلا:}.. وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [سورة الأنبياء:35] ، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم القائل محذراً من أسباب العدوى: «إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها» رواه البخاري ومسلم وبعد: فإن هيئة علماء اليمن إذ تتوجه بخالص الدعاء للمولى عز وجل بأن يرفع عن الشعب اليمني محنة الحرب والفتن ويحميه من البلاء والوباء وسائر المحن، فأننا نؤكد مجددا على جميع أبناء الشعب بضرورة الأخذ على محمل الجد بكافة التدابير اللازمة لمنع انتشار عدوى جائحة فيروس " كورونا "، والالتزام بالتدابير الوقائية المطلوبة، بما في ذلك التزام البيوت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، مع تجنب التجمعات والتشديد في النظافة الشخصية عملاً بأسباب النجاة، وتطبيقاً لأمر الله ومقاصد الشريعة في حماية النفس البشرية. كما نتوجه بالعتب للحكومة اليمنية إزاء التقصير في أداء واجبها في حماية الشعب اليمني من خطر الوباء الذي استنفر كل حكومات العالم، ونحثها على الإسراع في الكشف عن الحالات المصابة وبذل المزيد من الجهد لاحتواء الوباء ومنع انتشاره. ونؤيد ونشكر كل مسؤول قام بواجبه تجاه مجتمعة في هذه الجائحة من خلال مسؤوليته مؤكدين على ضرورة قيام جميع الوزارات ذات الصلة بواجبها وفق تدابير حكومية شاملة ومنها التحذير من جميع التجمعات والمرافق والمؤسسات والأسواق العامة المكتظة والمجالس العامة للحيلولة دون انتشار هذه الكارثة. وإذا تقرر أن أحكام الشريعة الاسلامية قد جعلت من مقاصدها العامة حفظ النفوس بما في ذلك تفويت الجمعة والجماعات وأداء الصلاة في البيوت درءا للمفاسد التي تنجم من اختلاط الناس، فإن غيرها من التجمعات من باب أولى بالحظر. وتعبر هيئة علماء اليمن عن بالغ قلقها إزاء أوضاع المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، في ظل الأنباء التي تتحدث عن مخاطر محدقة بحياة الآلاف المختطفين ظلما وعدوانا داخل سجونها التي تفتقد لأدنى مقومات الحياة والرعاية الصحية، ونناشد كل من لديه ضمير إنساني في العالم بالضغط على هذه المليشيا لوضع حد لمعاناة هؤلاء المعتقلين ظلما وعدوانا وإنقاذ حياتهم وإخلاء سبيلهم فوراً. كما تعبر الهيئة عن قلقها إزاء قيام مليشيا الحوثي بتوقيف المسافرين في الطرقات، بزعم الحجر الصحي، واحتجازهم في العراء أو في أماكن احتجاز لا يتوفر فيها أدنى حد من أساسيات الحياة فضلا عن الرعاية الصحية، لا سيما وأن فيهم المريض وكبير السن والمرأة والطفل، وهو ظلم يضاف إلى سجل ظلم هذه الفئة الباغية بحق الشعب اليمني. ولا ننسى في هذا السياق أن نذكر الجميع بضرورة الالتجاء إلى الله عز وجل بالتوبة والدعاء ورد المظالم، كما تحثّ هيئة علماء اليمن الجميع على إشاعة الطمأنينة والكفّ عن إثارة الهلع والتهويل والإرجاف في أوساط الشعب، وتؤكد على حرمة استغلال مثل هذه المحن للتربح والمغالاة في الأسعار. نسأل الله أن يحمي الجميع من كل مكروه وبلاء وأن يكشف الهمّ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. صادر عن هيئة علماء اليمن بتاريخ 28 رجب 1441ه