قال تقرير نشرته هيئة الإذاعة العامة الدولية، إن اليمن يقدم مشهداً بالغ القتامة، حول التعامل مع جائحة كورونا. وقالت الإذاعة الأمريكية إن مؤتمر المانحين الذي عقد الثلاثاء الماضي في الرياض فشل في جمع أكثر من نصف الهدف الذي كانت تحتاجه اليمن (2.4) مليار دولار، الأمر الذي يؤكد أن الملف اليمني بدأ يخفت اهتمامه في المجتمع الدولي. وأشارت إلى أن انشغال دول العالم بوباء كورونا قد يكون له دور في عدم إيلاء ملف اليمن الاهتمام الكافي. نص الترجمة: جمع مؤتمر مانحين عقد الثلاثاء الماضي ، وشاركت في استضافته الأممالمتحدة والمملكة العربية السعودية ، ما يزيد قليلاً عن نصف هدفه البالغ 2.4 مليار دولار - ونصف المبلغ الذي تم التعهد به في مؤتمر العام الماضي. ووصفت منظمة "أنقاذ الطفولة" الخيرية المبلغ الذي تم التحصل علي من المؤتمر بأنه "كارثي". وتدعم التعهدات السنوية البرامج التي تجلب الغذاء والمياه النظيفة والمساعدة الطبية إلى اليمن. وقال مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية: "ينتشر فيروس كورونا في جميع أنحاء اليمن ، وهناك القليل من الدلائل على أن السلطات المحلية يمكنها التعامل مع العدد المتزايد من الإصابات". وأَضاف: "تقوم المرافق الصحية بإبعاد الناس لأنها ممتلئة بالفعل أو ليس لديها ما تحتاج إليه لعلاج الأشخاص المصابين بالفيروس. " ويقول باحثون وناشطون يمنيون إن النقص في جمع التبرعات يؤكد أن الملف اليمني سقط من دائرة الاهتمام الدولي، خاصة في ضوء الوباء. وتقول أفراح ناصر ، باحثة في هيومن رايتس ووتش: "يبدو أن هناك قلة اهتمام بشأن الوضع في اليمن على الصعيد الدولي". وأضافت: "كل حكومة تتعامل فقط مع وضعها الإنساني الداخلي في ضوء أزمة كورونا. لذا فإن أزمة اليمن في طريقها لتصبح منسية من جديد ". وقد شاهدت ناصر ، وهي يمنية تعمل في المنفى ، بلادها تتفكك منذ انتشار القتال في جميع أنحاء البلاد في عام 2015. وقالت: "خلال الحرب ، شهدنا استهدافًا منهجيًا للمرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد. لقد تم استهداف المستشفيات والعيادات من قبل الأطراف المتحاربة المختلفة. والأسوأ من ذلك ، أن العاملين الصحيين تم استهدافهم أو فروا من البلاد. لقد انهار نظام الرعاية الصحية اليوم بشكل رئيسي. لذا يواجه الناس اليوم كورونا بدون نظام رعاية صحية على الإطلاق. " وأبلغ اليمن عن أول حالة إصابة بكورونا في شهر أبريل. حتى 4 يونيو ، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 423 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا ، مع 96 حالة وفاة. كما أن منشورات الفيسبوك التي تشاهدها ناصر لناس من داخل اليمن تقدم صورة أكثر إثارة للقلق. تقول ناصر إنها تشتبه في أن عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب الفيروس يفوق العدد الذي تظهره الأرقام الرسمية. وأضافت "لا أحب المبالغة، لكنني أرى أن هناك حوالي 10 أو 20 شخصًا يموتون يوميًا. الناس يعبرون عن الألم واليأس من خلال منشورات وسائل التواصل الاجتماعي ... هناك جنازات تحدث على أساس يومي. هناك مقبرة في صنعاء أغلقت أبوابها قائلة بملصق كبير على بابها أن المقبرة ممتلئة بالكامل ". في عدن ، المدينة الساحلية الجنوبية في اليمن ، لا يستطيع حفارو القبور مواكبة الطلب على المدافن. كما أشارت فاطمة صالح ، وهي ناشطة في المجتمع المدني تعيش في صنعاء ، إلى ارتفاع إعلانات الوفاة على فيسبوك. وقالت "أرى التعازي لأصدقائنا ، ومعارفنا بشكل يومي.. هذا جنون. أعني ، لقد كنا في حرب لمدة ست سنوات ، لكننا لم نر شيئًا كهذا من قبل. " التدابير الوقائية التي لوحظت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم المتقدم لم يتم اعتمادها بعد في الحي الذي تقطن فيه فاطمة في العاصمة اليمنية. وتقول: "أمس ، قمت بجولة.. كنت في المتجر ولم يكن الكثير من الناس ملتزمون بالتباعد الاجتماعي ... وأيضًا ، الكثير من الناس لا يرتدون كمامات أو أي نوع من الحماية." ويقول هشام العميسي ، محلل سياسي يمني يعيش في القاهرة وله علاقات وثيقة بالأصدقاء والعائلة في اليمن ، إن الدولة لا تفعل ما يكفي لحماية شعبها من الفيروس. ويضيف: "جميع المتاجر مفتوحة. جميع الطرق مفتوحة. حتى المناطق التي يتجمع فيها الكثير من الناس مفتوحة". وقالت فاطمة: "أشعر بالخوف عندما أذهب للخارج لأنني أعلم أن الناس لا يتوخون الحيطة والحذر فيما يتعلق بكورونا، وبعض الناس يتعاملون معها على أنها مجرد إنفلونزا". قال العميسي: "الوضع في الوطن جهنم.. البشر يتساقطون حرفيا كالذباب." يقول العميسي إن المسؤولين اليمنيين يبدون غامضين عمدا بشأن انتشار الفيروس: "من ناحية ، يخبرون الأممالمتحدة والهيئات الأخرى أنه خطير ، ومن ناحية أخرى ، يقللون من أهمية ذلك محليا".
