توصل فريق من الباحثين من وزارة الصحة متمثلة في مختبرات الصحة العامة المركزية ومن جامعة السلطان قابوس إلى نتائج أولية لتحليل تسلسل الجينوم الكامل لفيروس مرض كورونا (كوفيد-19) ، وتم إدراجه ضمن البيانات العالمية لتجميع سلالات الفيروس من كل دولة في العالم، وذلك من أجل فهم كيفية انتشار الفيروس واختلاف طفراته. حيث تم تحليل 49 سلالة فيروسية من الحالات الأولى المكتشفة في السلطنة، ويعد تحليل هذا التسلسل الجينومي الكلي مهما لدراسة الوضع الوبائي ، ودراسة كيفية انتشار المرض بالسلطنة مما يتيح للقائمين على قطاع الصحة العامة معرفة التدخلات المطلوبة للسيطرة على الوباء، والحدّ من انتشاره، ويساعد على تحديد الطفرات الجينية التي قد تزيد من حدة المرض وخطورته، ويعمل أيضا كأداة تساعد في معرفة دقة الفحوصات الجينية بحسب السلالات، وقد يسهم بشكل فعال في الكشف على العلاجات واللقاحات الممكنة من خلال إجراء مزيد من الأبحاث العملية والدراسات المعمقة. حيث لاحظ الباحثون في هذه الدراسة وجود تنوع جيني في السلالات المنتشرة بالسلطنة، ويعد هذا متوقعا بسبب تعدد مصادر الفيروس، حيث ثبت دخوله إلى السلطنة من أكثر من دولة، إذ تبين لهم أن الأنواع الجينية التي اكتشفت خلال الأشهر الأولى كانت متعددة السلالات و منبثقة من السلالة الرئيسية B وتنتمي الى الفئات الفرعية O,V,L,S,G,RG, H G ، ومع انتشار المرض محليا لوحظ سيادة لبعض السلالات وهي G,GH وبالأخص GR المسؤولة عن النقل المحلي. علما أن الفريق البحثي يضم كل من الدكتورة سميرة بنت حمد المحروقية – إخصائية مختبرات طبية بمختبرات الصحة العامة المركزية بوزارة الصحة والدكتور فهد بن محمود الزدجالي من مساعد عميد البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس كباحثيين رئيسيين للمشروع المسؤول عن تحليل التسلسل الجينومي الكامل للفيروس، وكذلك نخبة من التقنيين والأطباء العمانيين في مجال علم الميكروبات والأمراض المعدية من كل من وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس. ويعد تحليل النتائج الأولية المرحلة الأولى من عدة مراحل لهذا المشروع البحثي، إذ سيتبعه سللة من الأبحاث الدقيقة التي سيتم الإعلان عن نتائجها تباعا، وستتضمن الدراسة مقارنة السلالات الجينية مع الحالة الإكلينيكة والسريرية للمرض، ومدى ارتباطه بالسفر والوفاة. ويشار إلى أن مركز البحوث الطبية بالجامعة ومجلس البحث العلمي هما جهتا التمويل لهذا البحث المشترك، والجدير بالذكر أن مختبرات الصحة العامة بوزارة الصحة تعد مركزًا وطنيًا مرجعيًا لتشخيص حالات فيروس كورونا، و تم اعتمادها مؤخرا من قبل منظمة الصحة العالمية كمختبر مرجعي لدول إقليم الشرق المتوسط لفحوصات فيروس كورونا (كوفيد 19). وتتوفر لدى مختبرات جامعة السلطان قابوس والمستشفى الجامعي أحدث التقنيات التشخيصية والمتقدمة في مجال الفحص المخبري و التسلسل الجيني، مدعمة بكفاءات عمانية مؤهلة في هذا المجال.
