أثار إجراء اتخذته إثيوبيا، بشأن سد النهضة، غضب واسع لدى الحكومة المصرية. وأعلن وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبد العاطي، اليوم الإثنين، اعتراض مصر على الإجراء الأحادي لملء سد النهضة دون التشاور والتنسيق مع دول المصب. وأوضح خلال اجتماع عقد اليوم حول التفاوض بين الدول الثلاث أن هذا الإجراء له دلالات سلبية توضح عدم رغبة إثيوبيا في التوصل لاتفاق عادل كما أنه إجراء يتعارض مع اتفاق إعلان المبادئ، وأكد على أهمية سرعة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة بحيث يتم التوافق حول كل نقطة من النقاط الخلافية. وأشار إلى اقتراح مصر لآلية العمل خلال الاجتماعات الحالية التي ستستمر لمدة أسبوعين، وأكد أنه بناء على القمة المصغرة فإن التفاوض الحالي سيكون حول ملء وتشغيل سد النهضة فقط وأن التفاوض حول المشروعات المستقبلية سيكون في مرحلة لاحقة بعد التوصل لاتفاق سد النهضة. وفى نهاية جولة اليوم من الاجتماعات، تم الاتفاق على قيام اللجان الفنية والقانونية بمناقشة النقاط الخلافية خلال اليومين القادمين 4، 5 أغسطس في مسارين متوازيين وعرض المخرجات في الاجتماع الوزاري يوم الخميس 6 أغسطس. ياتي ذلك، فيما احتفل الإثيوبيون في العاصمة “أديس أبابا” أمس الأحد، بالتقدم في قضية بناء سد النهضة على نهر النيل، الأمر الذي يثير الجدل إقليمياً مع مصر والسودان حول ملئه. ورفع عشرات الآلاف من الإثيوبيين في شوارع العاصمة “أديس أبابا ” بعد ظهر أمس الأحد علم بلادهم، حاملين ملصقات تمجد الإنجاز الحكومي، ورقص آخرون في الأماكن العامة للاحتفال بالمناسبة، وانطلقت احتفالات مماثلة في مدن أخرى في إثيوبيا. و دعا نائب رئيس الوزراء الإثيوبي “ديميكي ميكونن” الجماهير إلى مساندة قضية السد، ودعم استكمال بنائه. وقال: “اليوم هو موعد نحتفل فيه ببداية الفصل الأخير في بناء سدنا.. نريد استكمال البناء قريباً.. وبدأنا في حل مشاكلنا مرة واحدة وإلى الأبد”. وجاء الاحتفال المسمى “صوت واحد لسدنا”، بعد إعلان مسؤولين حكوميين في ال22 من يوليو الماضي، أن “المرحلة الأولى من ملء خزان سد النهضة الإثيوبي تحققت بسبب الأمطار الغزيرة”. وصرحت إثيوبيا، إن “السد سيوفر الكهرباء لملايين مواطنيها البالغ عددهم حوالي 110 ملايين نسمة، وأنه سيساعدهم على التخلص من الفقر، وسيجعل إثيوبيا مصدراً رئيسياً للطاقة في المنطقة”. موقف مصر والسودان من جهتها، تؤكد مصر التي تعتمد على نهر النيل في الزراعة ومياه الشرب، أن “السد يشكل تهديداً وجوديا” لها. وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أيام، إن بلاده قد دخلت معركة تفاوض طويلة وشاقة بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا علي النيل الأزرق، أحد أهم روافد نهر النيل، وأضاف السيسي أن الخيار العسكري ليس وارداً لحل هذا الخلاف وأنه ليس هناك أي تهديد بعمل عسكري. كما أبدى السودان قلقه على مصدر المياه الأساسي في البلاد، أن يتعرض للخطر. ووصفت الخارجية الإثيوبية، الأسبوع الماضي، بدء عملية ملء سد النهضة ب”نصر دبلوماسي”، بالتزامن مع تصاعد التوتر في مصر والسودان حيال تعثر المفاوضات بشأنه.
