العثمانيون موّلوا سكة القطار التي تصل إلى صنعاء ، وبنوا محطة استقبال القطار في منطقة العُرْضي بصنعاء ، وكانت اليمن سترتبط بأطول سكة قطار في العالم وقتها . لسؤ الحظ ، جاء الإمام يحيى وهو البخيل ، فخشي أن ينفق مالاً لصيانة القطار بعد تشغيله ، وانتهى مشروع القطار في الحُدَيْدة ، حيث وصلت سكة حديدة هناك عند باب الناقة وبداية السلسلة الحبلية ، وتركت عربيات القطار مهملة لتتحول إلى خُردة ، وقيل لليمنيين بعد ذلك أن تضاريس اليمن لاتصلح للقطارات ، وصدّق اليمنيون الكذبة . وجزيرة العرب التي تعوم على بحر من النفط والغاز ، منع الإمام يحيى وابنه ، شركات التنقيب عن مواصلة عملها ، خوفاً على اليمنيين من التأثر بالعالم من حولهم ، ويتركوا القَطْرَنَة التي يتعوذون بها من همزات شياطين الجن والأمريكان ، فبقت اليمن مهتمة بصناعة "البُرْدُقان ، وجوارها يتطاول في البنيان . وقيل بعدها لليمنيين أن أرضهم من ثروات النفط والغاز جدباء ، وأن حوض الجزيرة مال بثروات باطنه نحو الجوار وأن هذا رزق من الرحمن ، فليكتفوا باللمم وماجاد به العَم ، ويتركون الهَمّ والغَم، وصدّق اليمنيون كذبة سماسرة العِفْطان ، وسارقي الكُحْل من عيون العميان . والمشهد الخاتم ، كان بنزول عين الحُسّاد ، على يمن كبير يذكّر بأمجاد ولد قحطان ، يتربع محيطاً كالسوار ببحاره على مواطن أصل العربان ، في جزيرة ولد عدنان وقحطان . فركض جميع العربان النعمة ، وحسدوا أخاهم ، وكيف ماهو إلّا اليماني التعبان والمهاجر بلا عنوان ، فقالوا إن خلف العادة عداوة ، وكان ياما كان ، وتزلزل اليمن من جميع الأركان ، واستلم صعدة وصنعاء وعمران ، من كان في الوديان والجبال هربان ، وتوجه بعدها حتى وصل الحُدَيْدة وعدن وشهد بذلك الشطّان ، البحر والمحيط صنوان . فعندما ظهر بغل ملالي إيران ، أعلن العربان النفير بكلّ قبطان ، لطرد الحوثي الدّعي الجربان ، واستبشر اليماني خيراً بنجدة الأشقاء ، البعيد والقريب سيّان ، وقيل لهم ماهي إلا ساعة ونطرد بغل إيران . ومازال اليماني ، ينتظر ساعة الأشقاء هل هي صناعة سويسرية ، أم من غبار الصحاري والغربان . اللهم ارزق اليمنيين أيدٍ تصنع ساعة الحزم والحسم والإيمان ، وارزقهم بطيبتهم على مدى الأزمان ، فرجاً قريبا لطرد بغالي الملالي وكل مدبر لايؤمن بيوم حساب الديّان ، أو من "شُقاة" عيال موشي ديّان .