بعد 12 سنة زواج، احتجت لمكان (رومانسي) على حافة نهر كما في الصورة للاعتراف بذنب كبير أمام زوجتي.. ذنب كان ولازال يؤرق خاطري طوال سنوات زواجنا الماضية.. كان بالإمكان أن اكتم السر في داخلي.. لكن الصراع بين الحب والضمير من جهة، والأنانية المفرطة من جهة أخرى انتهى بانتصار الأول ..ولذا قررت الاعتراف.. في صائفة العام الماضي، اخترت هذا الكوخ الواقع على وجه التحديد في حديقة إحدى القصور الملكية التابعة لوالي مدينة (قدح الماليزية) .. لاحقا آلت ملكية القصر للصديق العزيز جاسني شفيع .. استضافني هناك لأسبوع رفقة الصديق العزيز وليد جحزر.. بعد صعودنا الى الأعلى قلت لها اسمعي يا حجة .. بداخلي سر اشتي اعترف لك .. وحق كل كتابات الحب بيننا .. والعشرة والمودة تسامحينا مهما كان هول الصدمة.. او شوفي ذا الحبل .. اسحبه وارمي نفسي للنهر مباشرة!! ردت وقالت: حبيب قلبي .. والله اني سامحتك مقدما.. وما بحسي .. وانتبه تمسك الحبل.. انت لنا .. ونحن لك.. واي كلام بتقوله خلاص قد احنا بذا المكان الرومانسي .. وبين الخيول والنهر ومزرعة الاسماك.. مساااااااامح! طيب .. خلونا احكي لكم الموقف اللي صار لي بلسان المستمع.. ثالث يوم عرسي .. دقت الباب واحدة.. كانت صديقة قديمة.. قبل زواجي قلت لها بتزوج .. واعقل .. ما اشتي علاقة بالستات ولا بالسبعات.. انا احب زوجتي.. قالت الله يسعدك يا قلبي! اتفقنا على كذا.. وافترقنا عن طيب خاطر.. لثالث ايام العرس تتصل انزل من البيت.. رفضت بشدة.. الرسائل والاتصالات للتلفون ما وقفين.. وانا اقول للحجة (هذولا عموم المهنيين من الشعب).. تفاجأت بطرق الباب .. الحجة تقول لي افتح.. كانه صوت بنت.. وانا اقول لها مش معقول!! اكيد يتهيأ لك.. أو ممكن تكون شحاتة او حاجة!! الحجة تقول لي افتح اسمعها تقول (اخرج يا بشير) وانا قدمت لعند الباب واصيح من؟؟ من؟؟ ها شفتي ما فيش احد!! الا والصوت ملان العمارة (اني اللي قلت شتتزووووووجني .. اخرته تقول شحاااااااااته.. والله لا اوريك النجوم بعز الظهرررررر!! اخرررررج اخررررررج اخرررررج! انا دوخت.. سومت .. تلونت مثل القرافة.. مش الا احراج من القدسية وعادنا ثالث يوم عريس.. لا .. لا يا ليت كذا وبس!! صاحب البيت (الحاج حميد كحلا) مطوع اول لحيته بجولة كنتاكي واخرها عند جامعة صنعاء!! بالمناسبة، ما كان بيني وبين البنت .. صداقة عابرة لم تصل لأي مرحلة من التصريحات اللي تبلت بها عليا بدرج العمارة!! اتصلت بصديقي محمد البحري .. عند الله وعندك تعال شل (فلانه) بَرَّقت بي .. البحري معه قلب يشبه عين سمكة (يكتفي بالضحك ولا بحسه شي) حتى صديقي عماد الأسمر ذلنا!! انا بيوم الحشر وهو يفاوضنا على تخزينة عشان يمشيها!! العم حميد كحلا يشوف لي من فوق.. الصلوات حقي انا وهو بنفس الصف بالجامع طارت بين يوم وليلة.. كل ما شاف لي وانا اصنج له آية او حديث عن سوء الظن .. وقصف المحصنين والمحصنات!! انتهى المشهد سريعا بمغادرة البنت.. بحاول اختصر بعض التفاصيل .. عشان لا تتوهو! طبعا القدسية صمدت معي ووقفت وقوف الجبال الشامخة الى بعد مغادرة البنت .. وهدوء العاصفة بدأت عاصفة أخرى! بكاء وبكاء وبكاء، وفاين يلحق فاين .. أنت خاين.. انت كذاب.. اني انصدمت فيك.. روحني بيتنا.. ليتني مت قبل ما اعرفك!! وكل ما تتخيلوه من مفردات ومعلقات الخيانة! حاولت معها .. اشرح وجهة نظري.. قلت لها يا بنت الناس .. انا اخترتك ورفضت النزول معها.. وهي طلعت لهذا السبب.. الا .. صدقينا.. لا تأخذي عني نظرة مش كويس!! وهي تقول ( ليتني صدقت كلام البنات عنك في الجامعة) روحني بيتنا!! ايش من بيتنا ..وايش من طلي .. ثالث يوم الدخلة.. والجو روقان.. والعود بان .. واستبان .. وعلاقية ارحبي تطلع براسك شيطان.. وعروسة دفعت شقاء عمرك عشانه.. وقالت روحني بيتنا!! قلت بدعمم وخليها تبكي .. وشتعقل.. انتظرت تقريبا ثلاث ساعات .. ولا حس!! مخزن لوحدي سع العضاريط وانا عريس.. وانت يا بشبوش ايش تعمل ؟؟ ما فيش غير تعمل فلم!! جت لي فكرة .. نفذتها على طول .. معي قارورة (بترول) .. بعدت القات سريع.. ودخلت اخذت القارورة جمبها .. وللحمام .. سكبت البترول سريع .. وعبيت القارورة ماء .. وفتحت الباب .. وشربت قدامها الماء كله على اساس بترول!! البنت طننت.. قامت بسرعة تمسك القارورة.. وشم الحمام كله بترول .. ولقفي شمه بترول (طبعا الأثر) والقارورة شمها.. وقلت لها آخر جملة بالحياة ( خلاص انا خاين ارتاحي مني شاموت.. عشان تصدقي اني ما اخترتك الا انتي)!! وبحركة بطيئة ..زحفت من باب الحمام .. وعملت نفسي مدوخ.. واقلب عيوني .. وانسدحت على الجدار.. منتظر تجي تراضينا.. وتعدي ليلة الجن على خير!! انتظرت وانتظرت.. ولا حس!! قمت ازحف على طريقة (شفتيني وانا ميت) وكانت الصاعقة اللي ما انساها حتى ساعة كتابة هذا البوست!! البنت شربت اربعة شريط (بروفين) وقالت يا نعيش سوى .. يا نموت سوى .. وانا شربت ماء .. على اساس بترول.. اقسم بالله كل ما في الكون تغير!! كانت لحظة فارقة شعرت اني احقر انسان خلقه الله!! بنت في عمر الزهور تموت بسببي.. بكيت وحاولت اسعفها .. وصار اللي صار ليلتها ربي الوحيد العالم كثر الندم اللي في داخلي.. والأكثر ندم انها اول ما فاقت سألت عني.. وانا مخزن باللجعين! دارت الأيام .. وتسامحنا.. وصارت بخير .. وكان هذا السر باقي بقلبي.. اشتي اقول لها الحقيقة.. وبعد 12 سنة زواج.. اعترفت لها مثل ما قلت لكم بداية.. وعلى حافة النهر .. ان الدبة ما كان فيها بترول ولا شي.. كانت مصدومة.. لكن صراحتي معها والمكان والظروف خلاها تسامح.. وقالت لي هيا انتبه للحبل الله يحفظك يا عمري .. ما معي بعد الله الا أنت!! مسكينة ..مش عارف اني كنت ماسك بحبل ماله اي علاقة بالكوخ اللي فوق الشجرة!! اذا رجعنا نفس المكان بعد فترة .. باعترف لها عن قصة الحبل والكوخ!!
