عندما يرحل دكاترة الجامعات كمداً فهذا يعني أن ظلام الظالمون سيحصد الكثير من الذين لا يسمعون ولا يرون ولا يتكلمون ولا يستنكرون كارثة قطع رواتب دكاترة الجامعات . قبل ثلاث سنوات غادر الدكتور عبدالنور القليصي من منصة المحاضرات بجامعة الحديدة متجهاً إلى مخبازة أحد المطاعم ليعمل فيها طيلة ساعات المساء بما يمكنه من توفير رغيف الخبز له ولأطفاله . ويوم امس كان الدكتور عبدالنور في وسط القاعة يلقي المحاضرة أمام طلابه بجامعة الحديدة وفجئة جائت الفاجعة وسقط عبد النور تحت منايا الموت ومعه سقطت أنوار المعرفة والعلوم والعلماء . سقط عبد النور ميتاً تحت ظلم الساسه وقهر الفقر وصرخات المتصارعون . مات عبد النور ومعه ماتت قلوب الناس الغير مستنكرة لجريمة قطع رواتب أنوار العلم ومنابر المعلمين . مات عبد النور ومعه مات مداد القلم ، وامتدت أنهار الدموع ، وانهالت دعوات المظلومين ، وقد تنتفض فيضانات الغضب ، وقد تشتعل ثورات شعبية لا يُظلم بعدها أحد .