البعض من الناس يرتدون النظارة السوداء وهم مغطون بالتشاؤم من اعلى رؤوسهم حتى اخمص اقدامهم لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ، لكن من فضل الله علينا نحن اليمنيين ان هؤلاء البعض هم القلة وليسوا الغالبية . فما ان اعلنت السفارة اليمنية في الرياض ان السلطات السعودية سمحت للمغتربين اليمنيين بالمغادرة والخروج النهائي مع افراد عائلاتهم واعفائهم من كافة الرسوم والغرامات التي كانت مترتبة على ذلك سابقا ، حتى بدأ المتشائمين واصحاب النظارات السوداء يتباكون ويذرفون دموع التماسيح من هذا القرار ، وهم لا يعلمون الكم الهائل من المغتربين اليمنيين الذين تقدموا بطلباتهم الى السفارة سواء العزاب او اصحاب العائلات يطلبون من السفارة ان تعمل ما بوسعها لترحيلهم مع عائلاتهم دون دفع الرسوم والغرامات السابقة.
ورغم الجهود الحثيثة التي بذلها السفير اليمني في الرياض الدكتور شائع الزنداني لتحقيق هذا الامر الا انه رفض رفضا مطلقا ان ينسب الفضل لنفسه في حصول المغتربين اليمنيين على الاعفاء من الرسوم والغرامات السابقة ، بل وجه الشكر والتقدير للسلطات السعودية واعتبر ذلك لفتة انسانية رائعة ، كون الغالبية من اليمنيين وخاصة اصحاب العائلات يجدون صعوبة بالغة في توفير الحياة الكريمة لهم ولأفراد عائلاتهم ، ومع تقلص فرص العمل فإن العائلات وحتى الافراد يصبح الامر صعبا عليهم لتوفير الحياة الكريمة بالاضافة الى الايجارات والفواتير ، ومن هنا كان هذا العمل والاعفاء عمل انساني استحق عليه الاشقاء في المملكة الشكر والثناء والتقدير. بعض المغتربين وبحسن نية طالب باعفاء اليمنيين من الرسوم دون اعادتهم الى اليمن ، والحقيقة ان اليمنيين انفسهم وبأعداد هائلة هم الذين يطالبون بالعودة الى اليمن ، فالبقاء لحالهم او مع عائلاتهم في المملكة يكلفهم الكثير من المال الذي لا طاقة لهم به ، والكثير منهم يلجأ الى الاقتراض من هذا وذاك لكي يتمكن من تسديد ما عليه من التزامات . واما بالنسبة للتساؤلات الكثيرة التي انهالت من المغتربين عقب نشر بيان السفارة فإنه ليس بإمكان السفارة الاجابة على كل تلك الاسئلة ، وبدلا من التساؤلات والاستفسارات فانه بامكان أي شخص يرغب في الخروج النهائي سواء هو وعائلته ووالديه فما عليه الا ان يقدم كافة اوراقه وعليه انتظار الموافقة من الاشقاء في المملكة وخاصة مكتب وزارة العمل وهو الجهة المخولة بمنح الموافقة او لا ، وليس للسفارة أي حق في التدخل فهذا امر يعني فقط الاشقاء في المملكة وهم من يقررون.