هذا يعني أنها لم تعد تعني العالم، لأنها لم تعد هما يمنيا، فالساسة اليمنيون في عالم آخر لا علاقة له باليمن وقد أصبحوا عاجزين عن استيعاب ما يجري من انهيارات من حولهم ومن تحت أقدامهم. ظهور الحاكم العسكري الإيراني من داخل جامع الصالح وليس من السفارة الإيرانية محتفيا بالذكرى الأولى لمقتل الإرهابي قاسم سليماني وليس مصليا، يبعث رسالة مفادها ها نحن نحتفي بالإرهاب تحت مرأى ومسمع من الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تقود تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، وتحت مرأى ومسمع من الشرعية اليمنية والتحالف الداعم لها ويقول لها إذا أخذت إيران منكم صنعاء فلن تستطيعوا إرجاعها ضعف الحامي والمحمي . لو لم يكن ما يقوم به الحاكم الإيراني في صنعاء خارج المتفق عليه لتحركت الأساطيل الأمريكية يسبقها طيران السعودية والإمارات لقصف المحتفيين بالإرهاب ولسبقتهم الأممالمتحدة إلى فتح تحقيق شامل حول كيفية دخول إيرلو إلى اليمن ، لكن مادام الجميع يعملون في خدمة إسرائيل ويسهلون لها إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط فليحتفي المحتفون بالقتلة طالما وهم يوجهون سلاحهم إلى الصدور العربية . أراد إيرلوا أن يؤكد أن صنعاء أصبحت مجرد ساحة إيرانية ليخرس ألسنة قيادات المؤتمر في صنعاء التي كانت تدعي أنها تصطف مع عصابة الحوثي الإمامية للدفاع عن السيادة الوطنية . الكل مجمع على تكريس الفراغ من قادات أحزاب وبرلمان، الجميع حرف مسار المعركة من معركة مع الحوثي إلى معركة مع الشرعية والتسابق على جعل الشرعية غطاء ليمارس الأخطاء الفادحة التي دمرت كل شيء في اليمن وعملت على تقوية إيران حتى أضحى حاكمها العسكري في صنعاء. كم هو مخزي أن تصبح صنعاء تحت قبضة إيران تحت مرأى ومسمع من الشرعية التي اكتفى إعلامها بالقول تصدت قوات الشرعية لهجوم مليشيا الحوثي ولم يعد الهجوم ضمن أهدافها، والأكثر خزيا أن نجد حراس الجمهورية يحرسون المخا وأضاعوا الطريق إلى صنعاء فيما تركت صنعاء لصانعي الإرهاب ومهندسيه . وبالرغم من ذلك، وأمام كل ذلك، فإن اليمنيين لن يتركوا بلدهم مرتعا للإرهابيين ولن يعتمدوا إلا على أنفسهم وسيكونون جبهة واحدة في مشروع وطني واحد يمنحون حياتهم لينقذون اليمن ، مدركين أن إرادة الشعوب من إرادة الله .