كشفت مصادر مطلعة في محافظة إب (وسط البلاد) أن حياة شاب عشريني مختطف في سجون ميليشيا الحوثي منذُ سنوات معرضة للخطر، وذلك بعد أكثر من 800 يوم من الإخفاء القسري والتعذيب الوحشي. واختطفت ميليشيا الحوثي الإعلامي "محمد عبدالله العهامي - 29 عاما" والذي يسكن في حي مسبح بمدينة تعز، من مدينة القاعدة، جنوبي محافظة إب، لدى خروجه اليها قبل ثلاث سنوات ونصف لبيع قطعة أرض تمتلكها أسرته. ووفق الرواية التي نقلها رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات، عرفات حمران، فإن الحوثيين أخذوا المختطف إلى سجن الأمن السياسي في إب، ووضعوه في الزنزانة رقم 3 انفرادي، ثم بعدها بأيام أنزل إلى "البدروم" ليمكث فيه ما يقارب 3 سنوات ونصف. "(البدروم) هو عبارة عن خزان تركي قديم عمقه 12 مترًا تحت الأرض به 11 زنزانة و17 إلى 25 مختطفًا، كما أن الزنازين على شكل حدوة الفرس يتوسطهن ونش تعذيب.. يتم إدخال القيد إلى الونش ويتم الرفع ولك أن تتخيل مقدار الألم والعذاب؛ يفصل الجسم نصفين فلا تشعر بنصفك الأخر فيخرج منك البول لا إرادياً" هكذا يقول مصدر عرف المكان. وأشار حمران الى أن القائم على تعذيب "العهامي" قيادي حوثي يدعى "أبو هاشم"، وكانت تهمته أنه ألف كتابا ضد الحوثيين. يقول حمران أن "العهامي" منذ اختطف "تم إخفاؤه قسريًا ولم يسمح له باتصال ولم يعلم أحد مكانه حتى ظن أهله انه قد مات، فصلّوا عليه صلاة الغائب وتبرعوا بسقاية ماء صدقة على روحه ليقينهم بانه قد رحل عن الحياة"، وبعد عامين ونصف من السجن، أضرب عن الطعام شهراً كاملاً حتى كاد أن يموت. "مصادر من المعتقل تحدثت عن أنهم شاهدوه وكأنه قد تقدم في العمر ستين سنة، خشي الجلادون الحوثيون أن تتسرب حالته للإعلام والمنظمات الإنسانية فاضطرت للسماح له باتصال لأهله" لتكتشف أسرته أنه على قد الحياة. يتحدث رئيس منظمة رصد للحقوق والحريات عرفات حمران أن المختطف "محمد العهامي تعرض لانتهاكات في سجون الحوثيين بلغت حدًا يندى له جبين الإنسانية"، وقال إن منظمته تلقت معلومات من مصادر موثقة تفيد بأن "ما يتعرض له العهامي من تعذيب نفسي وجسدي أفقده قدرته على الوقوف والمشي". وأشار حمران إلى أن "السجون الحوثية عبارة عن مشرحة آدمية متنقلة يخرج منها المختطفون إما موتى أو في طريقهم إلى الموت أو يحملون أمراضًا وعاهات مستديمة". وطالب حمران المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي والمبعوث الأممي بإنقاذ المختطف محمد العهامي كأولوية قصوى من منطلق إنساني بحت. وقال إن "محمد الآن مضرب عن الطعام، في السجن الانفرادي بسبب أن المختطفين أضربوا معه مطالبين بالنظر في قضيته وإخراجه"، وفي اتصاله بأهله مؤخرًا "طالبهم بعكازات لتساعده على حمل نفسه بعد فقدانه القدرة على الوقوف والمشي نظرًا لتدهور حالته الصحية جراء الأهوال والتعذيب الوحشي الذي تعرض له" وفق حمران.