في البداية انا اسف جدا على التأخير في فتح الصورة التي وردتني خلال الأسبوع الماضي .. ومرفق بها يا اخ عبدالله هذه هي صورة السيارة التي ماتت على متنها العروسة . من الصعب جدا أن يتخيل المرء بأن أخته أو بنته ستموت قبل زفافها بيوم هكذا كانت الحادثة الاليمة وذلك عندما قام أحدهم بنقل أخته العروسة من القرية باتجاه المدينة لغرض ترتيب بقية السامان الخاص بالعروسة وتجهيزها للزفاف .. وفي الطريق وبالتحديد من أعالي ضاحات نقيل الخلا بيافع سقطت السيارة وماتت العروسة وماتت امها وعمتها وطفل صغير كان بين احضانهن . ماتت الفرحة ، وتحولت الزغاريد إلى بكاء ، والزفاف إلى عزاء . سقطت السيارة من أعالي جبال يافع بعد أن سقطت اليمن بأكملها الى هواية الحروب ، وجحيم الصراع ، وعذاب الحرمان . سقطت السيارة وماتت العروسة وامها وعمتها وماتت البلاد بأسرها وماتت أبسط الخدمات كالطرقات والمستشفيات . في اليمن نحاول أن نشعل الشمعة ونزف العروسة ونلحن ونحتفل بيوم الاغنية لكن دمار الحروب أحرقت افراحنا ، وتعثر الطرقات حطمت سياراتنا ، وبين شعاب وجبال يافع وجدنا جثة العروسة قد جفت دمائها وتوقفت نبضات قلبها ولم يتبقى غير مسجل السيارة وزفة الوداع خاطرش يا ديمة أمي خاطرك يا بيت ابي .. وفارقت الحياة .