رغم أن الحوثي ليس له حاضنة ولا قبول شعبي في مناطق سيطرته إلا أن البعض يتساءل لماذا لا تنتفض هذا المناطق ضد الكهنوت، والإجابة هي أن أكثر المشائخ والوجاهات القبلية يغضون الطرف خوفاً على مصالحهم وأهاليهم وعقاراتهم ورؤوس أموالهم التي تتواجد في العاصمة صنعاء وعواصم المحافظات، والتي تعتبر مصدر دخلهم. معروف أن السلاليين يواجهون الخصم بالسطو على أملاكهم بالمدن ومصادرتها واعتقال أهاليهم وتفجير منازلهم قبل المواجهة عسكرياً لتهديدهم بها علهم يخضعوا مكرهين ولا يقتصرون بهذه الممارسة الماكرة على المشائخ والقيادات بل حتى على المقاومين العاديين إن كان يملكون ما يهددونهم به. ولقد كان الإمام يأخذ أولاد المشائخ والقادات رهائن ليضمن عدم انقلابهم ضده، والآن الحوثي ينتهج نهج الإمام باعتماد الممتلكات والأهالي رهائن ولكن بشكل مغاير إذ أن زمان الإمامة كان الناس لا يجدون ما يمكن أخذه أو المراهنة عليه إلا أبناءهم. وللعلم، فوق ذلك الحوثي يبتز المشائخ والوجاهات بالمجهود الحربي أو رفد الجبهات بالشباب والبعض للأسف منهم يبيع نفسه ويشاركهم عدوانهم على الشعب والبعض الآخر يدفع لهم على ألا يرفدهم بالشباب. وهناك حيلة خطيرة يستخدمها الكهنوت لخداع القبائل التي ترفض القتال معه وهو أن يستقطب أو يخطف بعضاً من أبناء وجهاء وأعيان القبيلة الرافضين القتال معه ثم يقتله الحوثيون أنفسهم هم وبعدها يقيمون أكبر عزاء ويدّعون أن "المرتزقة قتلوه"، ويقولون لهم ثأركم ثأرنا ومن هذا القبيل، مما يؤدي بالقبيلة إلى الدفع برجالها وشبابها للقتال بصف الكهنوت بداعي الانتقام. إن الكهنوت يفرق مليشياته من الزنابيل بالزج بهم في مناطق غير مناطقهم أي أنه مثلا، مقاتلوه من إب يزج بهم صنعاء، تعز، والعكس، مخافة أن ينقلبوا عليه في مناطقهم. وكما هو معروف أن المشائخ والوجاهات القبلية هم المؤثرون وقادة أقوامهم لذا أينما وجهوهم ذهبوا. إن السلالة مرض خبيث جثا على جسد اليمن ولا ينفع معه المسكنات ولا خلاص من هذا المرض إلا باستئصاله. والنصر موعد أمة صرخت: هنا بلادي.