لا زالت حركة طالبان الأفغانية تتقدم في سيطرتها على الأرض ولا زالت مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية تتهاوى أمام تحركها العسكري. الحراك الطالباني الحاصل وتسهيل مهمة سيطرته على أفغانستان يحظى بدعم من القوى الدولية وخصوصا أمريكا لتوجيه نتائج تموضعها (في السياسة الدولية) ضد الصين وليس ضد إيران. وبطبيعة الحال فإن المكونات والجماعات الهشة تختلف وتتبدل بنيتها وتكوينها بين فترة وأخرى، وقد عملت القوى الدولية طوال الفترة الماضية على طالبان وجرى إعادة إنتاجها -بما تحويه اليوم من مكونات متعددة ومتناقضة- حيث أصبحت اليوم طالبان (السياسية) غير طالبان (المقاومة) بالأمس. اليوم تحمل طالبان مهمة أخرى غير مقاومة الاحتلال الامريكي الذي انسحبت قواته من أفغانستان؛ وهي مهمة مقاومة الحكومة الأفغانية المنتخبة (على علاتها) تمهيدا للقيام بدور في إطار الصراع العالمي المركزي بين امريكاوالصين .. بغض النظر عن العقيدة أو الهوية المفترضة التي تحملها طالبان إلا أن الحدث لا ينفك عن خطورة دعم مليشيا مسلحة ضد الحكومات المنتخبة مهما كان برنامجها السياسي وطنيا أو مرتهنا للخارج.