ترفض مليشيات الحوثي السلالية السماح بانتاج أي عمل اعلامي يتم بثه في قنوات (العطوان) مهما كان بعيدا عن السياسة مثل الفن وغيره، ويلزمون أي شركة انتاج أو جهة باستخراج ترخيص مقابل رسوم تدفع لمليشياتها التي تدير الاعلام في مناطق سيطرتها، مشترطين عدم بث هذا العمل في القنوات التابعة للشرعية أو وتلك التي تناهض الانقلاب الحوثي. في حالة واحدة يسمح بالنشر وهو أن تكون على علاقة وطيدة مع (الشامي) وزير المليشيا الذي يدير جهازهم الاعلامي وتدفع له بسخاء مقابل التغاضي عن البث. اكثر من مرة رفضت المليشيات السماح لإحدى القنوات التي انتهجت الحياد من بداية الانقلاب المشئوم بالانتاج في مناطق سيطرتها بحجة أنها عدو غير واضح، إذ يعتبر الحوثي كل محايد عدو مستتر. تتعامل المليشيات مع كل شي بتوجس وسوء نية، وتحاول امتلاك كل شيء تحت يديها وأي خروج على النص تعتبره تمرد يحق لها سحقه والقضاء عليه، وفي الاونة الاخيرة تعرض عدد من الفنانين للمضايقة والاعتقال على رأسهم الفنان فواد الكبسي والفنان شرف القاعدي والفنان اصيل ابوبكر وبالتاكيد لن يكون اخرهم يوسف البدجي. يختلط الفساد بالايديولوجيا فينتج مسخ مشوه اسمه الحوثي الذي يرتكب الجريمة مدعيا الدفاع عن الفضيلة، إنها تخنق المجتمع وتكتم أنفاسه حتى لا يقوى على الحركة والتلويح في وجهها أو التعبير عن رفضه لممارساتها. ليس الفن وحده المستهدف فكل شي مستهدف ما لم يصب في خدمة المليشيا او يحقق مصالحها التي تتعارض مع مصالح الشعب، ولذا لن يطول هذا الحال الشاذ ولن يستمر الصمت الى ما لا نهاية.