ليس هناك أي بلد تاريخه ملفوف بالغموض كاليمن. هذا ما تفسره تلك العلاقة الغامضة التي جمعت بين الإمام يحيى بن حميد الدين ومنظمة الصهيونية العالمية، والتي كشف عن تفاصيلها وثائقي من إنتاج شبكة وتلفزيون يمن شاب يحمل أسم "اليهود والإمام". يقدم الفيلم، على مدى 50 دقيقة، وثائق ومواد حصرية تنشر لأول مرة عن تورط الإمام يحيى في الدفع بعجلة مشروع الاستيطان الصهيوني في فلسطين إلى الأمام. ويبحث الفيلم في تفاصيل تلك القصة، التي ضلت طي الكتمان لنحو قرن من الزمان، والتي قادت النظام الإمامي مبكرا لفتح ابواب اليمن لجواسيس الصهيونية قبل الاعلان عن قيام دولة الكيان الصهيوني بأربعين سنة. ويعيد الفيلم- وهو الاول من نوعه بهذا الخصوص- بناء تلك الاحجية المغيبة، من خلال الاقتراب إلى اقرب نقطة ممكنه في سجلات الارشيف الإسرائيلي والبريطاني والأمريكي، التي احتوت على تفاصيل مثيرة عن تلك المرحلة التي دفعت الإمام يحيى للاستجابة لرغبات جواسيس الصهيونية في دفع يهود اليمن لإحداث تغييرا ديمغرافيا في فلسطين. وقد نجح الفيلم، تقريبا، في تقديم رواية متماسكة، تستند على ما وقع في يد طاقم العمل من وثائق وشهادات تفند ادعاءات الصهيونية العالمية بانها قامت بإنقاذ يهود اليمن من الإبادة الجماعية. ويكشف الفيلم، الذي أعده وأخرجه عمر العمقي، عن سماح الإمام يحيى لليهودي هيرمان بورخارت بالتنقل إلى مختلف انحاء اليمن، بموجب تصريح يحمل خط وتوقيع الإمام. كما يتتبع الفيلم، الذي ستعرضه قناة يمن شباب لمشاهديها الاربعاء القادم في العاشرة وخمس دقائق مساء، حكايات عدد من جواسيس الصهيونية الذين زاروا اليمن خلال النصف الأول من القرن العشرين، ليزيح الستار عن تلك العلاقة الحميمة التي جمعت بين الإمام يحيى وزعماء الطائفة اليهودية طوال فترة حكمه. وفي السياق أيضا، يركز الفيلم على ذلك التعاون والتنسيق الذي جمع بين نظام الإمام يحيى والمستعمر البريطاني في عدن والولايات المتحدةالامريكية، والتي تحولت على إثره عدن إلى محطة لتجميع وتهجير يهود اليمن. ويستعرض الفيلم اجزاء من ارشيف الصحافة الإسرائيلية، من بينها ما كشفته صحيفة هارتس عن صفقة سرية جمعت بين اركان النظام الإمامي والحكومة الأمريكية، التي قدمت بموجبها مليون دولار أمريكي للإمام يحيى بن حميد الدين. ويعيد الفيلم رسم تلك التفاصيل والأحداث والشخصيات، استنادا للوثائق والسجلات والبرقيات والمراسلات التي وقع ضحيتها يهود اليمن خلال تلك الفترة السوداوية من التاريخ.