قذائف حوثية عن يميني وشمالي , عربات الحوثيين تحترق أمامي, ينقلون ضحاياهم على مدار الساعة , والمعركة لم تتوقف. في عمق الجبهة في قاع البلق الشرقي باتجاه منطقة ام ريش , معارك هي الأعنف ، هذا الوصف ليس من خيال، كنت هناك , ارصد سير العمليات العسكرية وأشاهد ما يدور لحظة بلحظة . تهتز الأرض من شدة القصف الجوي والمدفعي. قصفٌ مدفعيٌ متبادل , اخترق الحوثيون أحد المواقع ، فتراجع الجيش قليلاً ، وعند الظهيرة احتدت المواجهات بمختلف الأسلحة وضحايا الحوثيين بالمئات , خسارة الجيش والقبائل ايضاً مؤلمة , دماء زكية سكبت لاستعادة ما فُقد. ساعتئذ, تفصلنا مسافة اقل من كيلو متر عن الخط الأمامي للمعركة , عزمنا على الدخول ، صعدت برفقة الزملاء معاذ النجار وأشرف الهاملي و عبدالعالم دحلان الى الطقم ، قذيفة هاون حوثية تحمل الموت بصوت شديد جداً انفجرت بالقررب منا , قدر الله حال بين ما تحمله وبيننا. تهشم الزجاج الأمامي للطقم ، أسرع السائق نحو خط المواجهة الأول ، اوشكنا على الوصول، توقفنا قليلاً، المعركة تفوق الوصف ، والوضع خطر جداً جداً على المستوى الشخصي انا وزملائي ، لا الخطر على وضع الجبهة . فعدنا وبقي الرجال هناك يحرسون انقاب المدينة وكبرياء الجبال . "ذاك الموقع الذي سيطر عليه الحوثيون صباحا, استعاده الجيش, رسالة وصلتني من احد القادة الميدانيين ." أيُِ مجدٍ بعد هذا ي مارب وأيّ عظمة أي بطولةٍ هذه. !