من يوميات مدينة تحت الحصار 121 هل رأيتم الشوارع وهي تمتليء بالمبتهجين؟ هل سمعتم صوت الشعب وهو يهتف لليمن الواحد: بالروح بالدم نفديك يا يمن؟ كان الوقت ليلا حين خرجت جماهير الشعب في صنعاء وعدن وتعز وإب والحديدة ولحج وغيرها من المدن. خرجت الحشود رغم الحرب والحصار والغلاء خرجوا في لحظة فرح غامر، نسي الناس معاناتهم وطافوا الشوارع معبرين عن فرحتهم بالفوز. لحظات من الفرح كانت كفيلة بتوحيد القلوب والشعار والهتاف لقد كان يوما وحدويا بامتياز. لحظات كافية لتعلن للعالم أن الشعب اليمني متعطش للفرح، متلهف لأي مكسب وطني يعيد لهم الأمل. فمتى سيدرك مشعلو الحروب أنهم جَنوا كثيرا على هذا الشعب الصابر؟ متى سيدركون أنهم جنوا على شعبنا جناية كبرى؟ متى سيدركون أن هذه الحرب لن ينتصر فيها طرف على آخر لأنها حرب أهلية، ولم يكتب لحرب أهلية أن تنطفيء إلا بوجود عقلاء في هرم السلطة. صدقوني هذه الحرب لن تصل إلى التصفيات. لا الشرعية ستنهي الحوثي ولا الحوثي سينهي الشرعية، ستظل الحرب تستنزف قوى الشعب، و الشعب وحده الخاسر الوحيد، و في خاتمة المطاف وبعد زمن طويل سيصل الساسة إلى مخرج سياسي، سيتوافقون على وضع ما... حينها ستكون الحرب قد جرفت الكثير في طريقها، سيكون الخرق قد اتسع على الرقع، لكنهم سيتوافقون. لا يمكن لحرب أن تستمر إلى يوم القيامة توقفوا قليلا توقفوا وانظروا فرحة الشعب... انظروا إلى فرحة الشعب بفوز منتخبه انظروا لفرحة بسيطة كيف وحدتهم. ماذا لو توقفت الحرب؟ ماذا لو تم الوصول إلى مخرج سياسي هل فكرتم في الشعب ومعاناته؟ هل فكرتم في التهدئة قليلا ليلتقط الناس أنفاسهم ثم ماذا لو أن الحشود في صنعاء خرجت تطالب بإيقاف الحرب، ماذا لو خرجت ذات الحشود في تعز وعدن والحديدة وإب وصعدة ومأرب وحضرموت وأبين وشبوة والجوف وحجة والبيضاء والمهرة ولحج والضالع! هل سيستجيب الحوثيون وهل ستعود الدولة؟ ماذا لو هدأت الحرب واحتكم اليمنيون لصناديق الاقتراع؟ ماذا لو أصبحنا على بيان عسكري يعلن توقف الحرب؟ لكم أن تتخيلوا فرحة الشعب، لكم أن تتخيلوا حجم الأمنية لكل مواطن! يحتاج الشعب قليلا من الرحمة يحتاج بعض الفرح يحتاج بعض المنجزات ليرقع واقعه المؤلم، ويستطيع مواصلة درب الصبر مبارك لمنتخب الناشئين مبارك للمنتخب منجزه الجميل هنيئا لهم الفرحة وهنيئا للشعب الوحدة سعاد الحدابي 14/12/2021
