هناك من يسوق الوهم لزملائنا في قيادة المؤتمر الشعبي العام وناشطيه، بأن المستقبل لهم، وأن العقبة الوحيدة لعودة المؤتمر وعودة الدولة هي الإصلاح والشرعية، والطريق لزوال هذه العقبة هو سقوط مأرب، فإذا ما سقطت مأرب سيخلو الجو عندها لحراس الجمهورية والمؤتمر بالتقاط الشرعية وهزيمة الحوثي وعودتهم إلى صنعاء!!! طبعا هذا التخيل النرجسي أشبه بأسطورة في ساعة سليمانية تبلط البحر، ولكنها تصبح فراغ بعد انتهاء خدارة القات، لأن مثل هذا الكلام تردد سابقا في 2014م قبل دخول الحوثيين صنعاء. ألم تكن حينها الأوهام النرجسية تسوق للناس في كل مكان وفي وسائل الإعلام وعبر سياسيين وناشطين أن الحوثي فقط سوف يقوم بعملية قيسرية لازمة، يسقط الإصلاح والفرقة وعلي محسن والقوى التقليدية، ليتاح المجال لدولة مدنية؟ أنا لا أدافع هنا عن أي حزب إصلاح أو مؤتمر ولا عن أي شخص ولا أسرة، فلا أقدس سوى الوطن وترابه، ولكن مصيرنا وقدرنا كشعب، منذ زمن بيد الأحزاب الكبيرة مؤتمر وإصلاح. ونتجة لبلادة الحزبين استطاع التنظيم السلالي الهاشمي وبمساعدة خارجية أن يسقط بهما الجمهورية، فلولا مؤامرة الحزبين ضد بعضيهما لما أنهارت الدولة بيد ميليشيا الكهوف الحوثية الايرانية. اليوم تبقى لكم جميعا إصلاح ومؤتمر وكل الأحزاب والشرعية والشعب تبقى لكم مأرب تدافع عن الوطن والجمهورية والوحدة الوطنية. ويريد عدوكم وعدو الوطن إيهامكم بأن سقوط مأرب يشكل فرصة لعودة المؤتمر!! وهي والله نهاية المطاف لكم كأحزاب وللجمهورية وللوحدة وللديمقراطية وللوطن وللشعب. فليس بعد سقوط مأرب -ولن تسقط ما لم تنخدعوا وتقعوا في الوهم - ليس بعدها سوى الغرق النهائي، حيث سيبدأ تقسيم اليمن إلى أربع دويلات بحدود سياسية ورعاية دولية، وأسلاك شائكة، مع تأبيد سلطة السلالة الكهنوتية في صنعاء، وطمس الجمهورية وعودة الإمامة شمالا، والسلطنات جنوبا وشرقا وغربا، وستكون كل دويلة تحت الانتداب لدولة إقليمية، وستنزع موانئ اليمن وجزرها من السيادة الوطنية وتوضع تحت تصرف أمريكا واسرائيل وبريطانيا، ويختفي اسم اليمن من الخارطة الدولية لأجيال طويلة. ألا يكيفكم الدروس السابقة يا أحزابنا الخرقاء؟ ألا يكفيكم أنكم جميعا مشردون في الخارج والميليشيا التي خدعتكم واستغلت صراعاتكم تتحكم بالوطن؟