نحتفل بالذكرى الواحدة والثلاثين لاعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة التي تم اعلان قيامها ورفع علمها في مدينة عدن ثغر اليمن الباسم في يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ففي هذا اليوم تم اعادة الروح الى جسد، وتوحد الوطن اليمني، تحت راية واحده وعاصمة واحده هي صنعاء. على الرغم إن توقيت إعلان قيام الوحدة اليمنية جاء في فترة تمزق وتفرق وتشتت الدول العظمى ومنها الاتحاد السوفيتي، ورغم معارضة الكثير من الدول على اعلان الوحدة اليمنية وعلى رأسها السعودية والأمارات التي سعت بشتى الوسائل وكل الطرق والسبل لإفشالها، ولكن مساعيها باءت بالفشل والخيبة بسبب تمسك ابناء اليمن بوحدتهم ،لأنها هي الحقيقة وما غيرها هو الباطل والزيف، فاليمن على مر العصور والأزمان كانت دولة واحده وإن وجدت دويلات انشئت هنا او هناك وحكمت بعضها جزاءاً من الأرض اليمنية ولكن في الأخير تتوحد اليمن تحت دولة واحده، ولم يوجد على الأرض اليمنية دولتين وبينهما حدود سياسية إلاّ مع نهاية الدولة العثمانية التي كانت تحكم الوطن العربي ومنها اليمن فكانت خسارتها وهزيمتها في الحرب العالمية الأولى وتسليمها لدول الوطن العربي للاحتلال البريطاني والايطالي والفرنسي، فاحتلال بريطانيا لجنوب اليمن وايجاد الحدود السياسية المصطنعة مع المملكة المتوكلية التي كانت تحكم شمال اليمن كانت ضمن مخطط اتفاقية سايكس - بيكو التي قسمت ومزقت الوطن العربي إلى دويلات وممالك وجمهوريات صغيرة، وأوجدت الحدود السياسية، فكانت الوحدة اليمنية هي أول تمرد على اتفاقية سايكس بيكو، والتي كسرت الحدود السياسية المصطنعة، ولذلك تآمروا عليها سواء ً اعدائها من الخارج وعملائهم من الداخل، الذين سعوا لتنفيذ مخططات اسيادهم للنيل من الوحدة اليمنية. وما تشهده اليمن من حرب وعدوان وحصار منذ سبع سنوات بقيادة السعودية والامارات واسيادهم امريكا واسرائيل، يعد القضاء على الوحدة اليمنية احد اهداف ومشاريع تحالف العدوان، وهو ما بتنا نسمعه ونشاهده على أرض الواقع من خلال قيام عدة حكومات وعدة جيوش، وعدة عملات على الأرض اليمنية بدعم وتوجيه واشراف من دول تحالف العدوان، فالإمارات تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي الذي ينادي باستعادة دولة الجنوب العربي التي لم تكن موجودة من قبل، والحراك الجنوبي، ومجلس حضرموت الجامع، وحراس الجمهورية في الساحل الغربي ، وحكومة الاصلاح التي تحكم في مأرب، وكلها بدعم وتوجيه واشراف وتمويل من دول تحالف العدوان وغيرها، والهدف هو القضاء على الوحدة اليمنية والعودة إلى ما قبل 22مايو 1990م- وليس هذا فحسب بل والعودة بجنوب اليمن إلى ما قبل عام 1967م- المشيخات والسلطنات. فالوحدة اليمنية بعد واحد وثلاثين عاما ًمن إعادتها لازلنا نسمع من يقول حكم ذاتي، واستعادة دولة الجنوب العربي، وحكم فدرالي من اقليمين، والبعض من ستة اقاليم، وكلها مخططات ومشاريع خارجية تسعى لتمزيق الجسد اليمني الواحد. فما ذنب الوحدة اليمنية؟ ولماذا تحشر الوحدة اليمنية في الخلافات والخصومات السياسية فيما بين الاحزاب والمكونات السياسية والجماعات اليمنية؟ لماذا كل من فقد مصلحته وخسر منصبه يهدد بالانفصال والعودة الى قبل 22مايو؟ ما دخل الوحدة اليمنية اذا كان لك مطالب سياسية او شخصية؟ فلنختلف ولنتخاصم ولكن علينا أن نحل خلافاتنا ومشاكلنا تحت سقف الوحدة اليمنية. لأن قوتنا وعزتنا ومكانتنا واستقلالنا ونيل حريتنا بالوحدة اليمنية، وما دونها سنبقى ضعفاء اقزام لا قيمة ولا مكانة لنا، ولا احترام لنا ولا قوة لنا ولا عزة لنا إلا بالوحدة. فالوحدة اليمنية هي خيار وقدر ومصير شعبنا وهي خط احمر، والوحدة اليمنية هي ملك للشعب اليمني كاملاً من صعده شمالا ً إلى عدن جنوبا ًومن المهرة شرقاً إلى الحديدة غربا ً، وليست ملكاً لحزب او مكوناً سياسياً او جماعة او حركة، والحفاظ عليها واجب على كل يمني حر وشريف.. وعاش اليمن حرا ًابيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.