افتتحت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة برنامجها السنوي لعام 2013م بعد الإعلان رسميا عن تعز عاصمة ثقافية للجمهورية اليمنية بمحاضرة بعنوان " ذاكرة المعافر " للمؤرخ عبد الله محمد حزام المقر مي. قال فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة في كلمة له أن مؤسسة السعيد تعد أول مؤسسة ثقافية يمنية تحتفي بإعلان تعز عاصمة للثقافة اليمنية تأكيدا منها أن الثقافة سمة من سمات تعز ومرتبطة بها منذ ميلادها الأول في العهد الأيوبي الذي بني فيها أول مدرسة نظامية في اليمن وأضاف أن تعز لا تزعم تاريخياً هذه السمة بل تؤكد على سمة من سمات الملمح اليمني البارز ارتبط بها وهي تمتلك الصفات لكنها تحتاج إلى أن نقيمها من عثراتها. بعد ذلك استعرض المؤرخ عبد الله محمد حزام المقرمي في سياق محاضرته تعدد لهجات (المَعَافِر) وعدها امتداداً للهجات حِميَر , فسكّان بلاد المعافر من بطون حمير (من وَلَد المَعَافر بن يَعْفر) وهو: ( ابن السَّكْسَك بن وَائِل بن حِمْيَر) ,كما يروي نسَّاب حمير" وعرف المعافر في اليمن بأنها : البلاد العريضة الطويلة التي عرفت تاريخياً بهذا الاسم . كما عُرفت ب (مخلاف المعافر ) ,الكيان السياسي والاقتصادي المشهور ,الذي تبوّأ مكانةً تاريخيةً عالية(2) , بل كان أفخم المخاليف اليمنية وأشهرها,وحدد عملة الدينار المعافري ( قِنَة المعافر ) في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -,هو الدينار الأكمل والأصح والأعلى قيمة , وقد اتُخذ حينئذٍ معياراً. وقال ان رقعة المعافر الجغرافية تمتد من (الصبيحة) جنوباً إلى (بني مجيد) بلاد (المخا )غرباً , وحتى (خدير ) و(الجند) شرقاً , وشمالاً حتى بلاد (شرعب)(4) . ورد ذكره في الآداب اليونانية , والمساند الحميرية , ولَعِبَ رجال من أهل المعافر أدواراً مجيدة في بناء الحضارة اليمنية أيام ازدهارها, وبلغوا إفريقية الشرقية , حتى ساحل الذهب , كما جاء ذكره في أخبار الوفود والأحاديث النبوية الشريفة.