نص الحوار ❊ تمرد وأعمال شغب وحرائق ومواجهات بين السجناء وقوات الأمن ما الذي يحدث في السجون؟ ❊ ما يحدث هو نتيجة لكثير من الأسباب التي يجب أن نواجه بها أنفسنا بصراحة؟ فوق الطاقة ❊ وما هي هذه الأسباب؟ - أخطرها الازدحام الشديد في السجون فكل سجن فيه تقريبا ضعف طاقته الاستيعابية ثلاث مرات ومثل هذه المشكلة تقود أيضا إلى مشاكل أخرى مثل عدم القدرة على تصنيف السجناء جرميا، وبالتالي أي سجين حديث العهد على السجن يدخل ويلتقي أخطر السجناء في السرقة، في جرائم القتل، في الاغتصاب وفي الانحراف الإجرامي بشكل عام.. الأمر الثاني المباني متهالكة في جميع السجون والأخطر أن المجاري تفوح إلى نزلاء السجون.. وأقولها صراحة هناك وضع غير إنساني داخل السجون وهناك معاملة سيئة يعاني منها السجناء، لدينا موظفون سيئون لهم مدة طائلة وربما بعضهم من طول المدة تعلم الإجرام وهناك أناس محترمون وجيدون طبعا، والمؤسف انه حتى الإداريين والفنيين لم نستطع تصنيفهم على أساس من يصلح لهذا العمل.. الأمر الآخر العامل الصحي لا يوجد.. ووزارة الصحة لم تستجب لنا.. طلبنا منها أدوية، طلبنا نزول لجان للكشف على المرضى فهناك مصابون بالجرب بالمئات، والسجناء يطالبون بالرعاية الصحية طالما وحريتهم محجوزة يطالبون بكرامتهم التي ضمنها لهم القانون لكننا للأسف الشديد لا نستطيع. ❊ لماذا؟ - لعدم وجود الإمكانيات والمواد التشغيلية، بشكل عام تفتقر السجون إلى أبسط المقومات لكي تنجز عملها. عشرة آلاف ❊ وما الذي فعلتموه لحل مشكلة الإمكانيات؟ - وعدنا وزير المالية ولكن للأسف الشديد لم تتضمن الموازنة إلا الشيء البسيط جدا في المجال الغذائي أما المجالات الأخرى فلا يوجد شيء.. اعتمدوا عشرة آلاف لكل سجن للعلاجات وأنت تعرف أن أقل سجن يوجد به ثلاثمائة فرد.. ماذا تعمل العشرة آلاف، قد نشتري (برمول) أو مهدئاً فقط أما أي شيئ آخر صعب.. يثور معظم السجناء أحيانا عندما يرون نزيلاً لديهم يحتضر أو يواجه الموت ونحن لا نستطيع أن نعمل له شيئاً.. بل انه إذا أسعفنا واحداً إلى المستشفى لا يوافقون على استقباله. ❊ مستشفى حكومي؟ - نعم المستشفيات الحكومية تعيده بحجة أن الأمر لا يقع ضمن مسئوليتهم وهذه مشكلة نواجهها وطلبنا كثيراً معالي وزير الصحة للمقابلة لوضع الحلول ولكن للأسف الشديد إلى الآن لم نتمكن. مناشدة ❊ وهل وضعتم خطة لتجاوز هذا الوضع؟ - نعم ونناشد عبركم فخامة رئيس الجمهورية أن يعطينا من وقته عشر دقائق ربع ساعة نطرح أمامه كل شيء بوضوح ما يوجد في السجون من مساوئ، سينفجر الوضع، السجون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت والآن موجود انفجار في ذمار ،انفجار في حجة وفي عدن وستحدث الكثير من المشاكل إذا لم تسرع الدولة في معالجة أوضاع السجون بشكل عام وتحسم هذا الموضوع ابتداء من وزير الداخلية ومرورا بوزير الصحة ووزير العدل والنائب العام. صوت السجناء ❊ هل تدخل ضمن هذه المشاكل أولئك الموقوفين بلا محاكمة؟ - بل ربما أن المشاكل معظمها من المحاكم والنيابات، لدينا سجناء يتكدسون الآن في عدن، لحج، أبين، والمحاكم واقفة أو مضربون ما يسبب لنا إشكالية، السجناء يصرخون «أخرجونا.. حاكمونا.. اعدمونا.. طبقوا أحكام الشرع علينا».. هذا الصوت لا يجد من يجيب عليه، الآن في حجة ما زالوا في انفجار والسبب أن هناك لجنة نزلت فقابلت 120 وأخرجت 22 سجينا والبقية لم تقابلهم الآن 700 سجين يثورون داخل السجن بعضهم قضوا مدة الحكم وبعضهم قضاياهم بسيطة لا يجب أن يكونوا في السجن وبعضهم لم يحاكموا وهم في السجن من سنة أو سنتين وبعضهم خمس سنوات وست سنوات.. وكذا الأمر تجده في المحكمة الابتدائية وفي الاستئناف.. وهناك قضايا كثيرة محكومة بالإعدام انتهى وقع عليه الرئيس ولكن لم يطبق السبب تقول النيابة انه لا بد من حضور ولي الدم.. وإذا لم يحضر ولي الدم ماذا نفعل نحن من يتحمل المشكلة؟ الآن موجود أكثر من 200 شخص نتيجة هذا الأمر ويسببون لنا مشاكل ويثورون في كل السجون. ❊ ماذا عمن لا يحاكمون.. لماذا؟ - أحيانا القضاة في إجازة، أحيانا في إضراب وهكذا وأنا اطلب مقابلة وزير العدل بل أناشد كل المسئولين يقابلونا يا أخي المسئولون الذين نطلب مقابلتهم لا نتمكن من ذلك. ❊ المنظمات ألا تقدم دعماً؟ - كذب لدرجة فظيعة أقولها صراحة ليس معنا إلا المنظمة الجنائية الدولية أما البقية يهبرون فقط. المنظمات بعيدة ❊ ممكن توضح أكثر؟ - المنظمات المدنية.. أتحدى أي منظمة مدنية من الجمهورية اليمنية قد عملت شيئاً في السجون.. أين هم!! لا كلام غير أنهم يعملون ندوات ويعملون ورشات، يستقبلون التعاطف الدولي يأخذون مبالغ ولا يقدمون شيئا للسجن.. صراحة لا توجد منظمة قد استفدنا منها.. لا نريد استفادة شخصية نريد للسجناء الذين يحصلون باسمهم على المنظمات الدولية.. أناشد المنظمات الدولية ألا تعمل مع أي منظمة مدنية في اليمن لأنهم لم يقدموا أي خدمة للمجتمع اليمني.. وسبق أن ناشدنا هذه المنظمات ولكن في القناة الفضائية اليمنية كل ما قلنا كلاماً يقطعون النص، قناة اليمن اليوم ربما تكلمت معانا بشكل موسع، والسعيدة بشكل بسيط.. وإذا لم تقم الدولة بما عليها فنحن لا نتحمل المسئولية وسوف أنشر كل ما لديّ من أقوال ومن وثائق لتعرية جميع المسئولين. ❊ ما الذي تحويه؟ - كل ما هو موجود من مساوئ في السجون ليست وثائق شخصية لأنها تحملهم المسئولية منهم وزير الصحة ووزير العدل ووزير التعليم الفني، تصور رحنا وزارة الصحة نطلب منهم علاجات قالوا ليس لدينا اعتمادات للسجون.. هل يعقل هذا.. نطرح بأن لدينا نشاطاً تدريبياً فيقولون في المالية عليكم وعلى وزارة الداخلية، قلنا نريد أدوية قالوا عليكم وعلى وزارة الصحة قلنا نريد عاملين ومدربين قالوا عليكم وعلى وزارة التدريب المهني يعني أينما ذهبنا قالوا هذا على وزارة كذا. 14 ألفاً ❊ بالعودة إلى مسألة ثورة السجون هل ترى بأن حل هذه الإشكاليات سينهي مثل هذا الوضع؟ - أكيد إذا اهتممنا بالسجون وبالسجناء كبني آدم صحيا وغذائيا وسكنا ودربنا وأهلنا على شيء يفيده ولأسرته.. تصور مثلا أنا عندي 14 ألفا وشوية في سجون الجمهورية معظمهم ونصفهم هم أصحاب أسر ولديهم أطفال من خمسة من ثلاثة وأربعة ماذا يعمل هؤلاء الأطفال! أكيد يضيعون، تجد الابن مثلا يبحث كيف يجلب الغذاء لأبيه داخل السجن.. الدولة مش قادرة، ويبحث له عن دواء فماذا يعمل! قد يضطر لأن ينحرف حتى يوفر ذلك لقريبه الذي في السجن، الآن نحن يوميا نفتح السجون للزيارة لماذا؟ ليس لسواد عيون السجين وإنما لكي يعطوه ما يأكل طالما ووضعنا سيئ هكذا بصراحة إذا لم توفر الدولة الإمكانات فسأقول لهم مع السلامة. ❊ ستستقيل؟ - سأستقيل بعد أن أفضح الكل. كل شيء موجود ❊ في الأحداث التي تشهدها السجون نسمع عن حرائق وتقطيع بآلات حادة أليس ممنوعا دخول مثل هذه الأشياء؟ - يا عزيزي كل ما تريده اليوم ستجده في السجن.. كل شيء يخطر في بالك ستجده. ❊ كيف؟ - أولا بسبب المشاكل عام 2011م، وبسبب عدم وجود الكادر الأمني المؤهل. 100٪ ❊ ويمكن يكون هناك تواطؤ؟ 100٪، بل انه في مسألة هروب بعض السجناء اقول أن هناك تهريباً وليس هروباً، لماذا؟ لأن القوة التي لدى الإدارة من أكثر من جهة أمنية وكل واحد له رأي كل واحد يتعامل برأيه كل واحد المسئول هذا يهرب مخدرات وهذا يهرب سلاحاً وكل واحد يتهم الآخر الآن المشكلة أن كل شيء موجود داخل السجن. ❊ إضافة؟ - أناشد فخامة رئيس الجمهورية ربع ساعة من وقته لمقابلته نطرح من ذمتنا إلى ذمة المسئول الأول في الدولة لأنه طلبنا من كل الوزراء لم يجبنا أحد منهم. نقلا عن صحيفة الثورة