تحتفل الأسرة الصنعانية بمجئى أي مولود جديد بمجموعة من العادات القديمة و الجديدة ويستمر هذا الاحتفال ما يقارب الأربعين يوما و على مرحلتين وبالذات من جانب النساء. المرحلة الأولى وتبدأ من أول يوم تضع فيه المرأة مولودها إذا يفتح منزلها لاستقبال الزائرات اللاتي باتين لتهنئة و المباركة والاطمئنان على صحة الأم وهن ملزمات أدبيا باعطها ما يعرف بفرحة الوالدة والتي قد تكون نقود أو ملابس لطفل ويقتصر الحضور في هذه المرحلة و التي تستمر 15يوما على المقربات وتقضي التقاليد على أن تكون نصف تكاليف الولادة على أهل المرأة الوالدة والنصف الأخر على زوجها المولود له الطفل وتخلو هذه المرحلة من مظاهر البهرجة لان الأم ماتزال مريضة و مجهدة وخوفا على الأم من العين و الحسد ويكون استقبال الزائرات في غرفة بسيطة تكون هي راقدة فيها ويجب أن يقدم لهن قهوة قشر البن اليمني. المرحلة الثانية و تبدأ من دخول الوالدة إلى مكان الولادة في زفة دينية تحييها احد المنشدات ويجب أن تكون الوالدة مرتدية لزي تقليدي يسمى عصبة توضع على رأسها و يجب أن تجلس في مكان مرتفع قليلا عن بقية النساء في مرتبة الوالدة وكأنها ملكة متوجة وان تعلق خلفها على الجدار سجاجيد وآيات قرآنية لحفظها وتحمل في يدها مسبحة لتذكر الله لأنها لا تشارك في الحديث الذي يدور بين النساء الحاضرات ويعتبر انتقال الوالدة ودخولها مكان الولادة بمثابة إعلان رسمي عن الولادة ودعوة عامة لنساء و تقوم الأخوات و الخالات والعمات بأظهر الفخر والاعتزاز بابنتهم وذلك بالاحتفال بها و دعوة من يعرفن من النساء على هذه المناسبة على أن يحضرن ما يلزم من قهوة وكعك وعصائر وغيره وتعرف هذه المرحلة بتفرطة النساء اللاتي يستمررن بزيارتهن المتكررة عصر كل يوم إلى أن يتم إعلان الوفاء و الانتهاء الرسمي من الولادة وفي خروج مهيب للوالدة و ذلك بزفها مثل العروس و نتيجة لان هذه المناسبة تتكلف وقت طويل و أعباء مالية أضافية لذا فليس من المستغرب أن نسمع البعض يردد المثل القائل ثلاث زواجات ولا ولادة .