* الرئيسية * مقالات السبت 11 يناير 2025 11:14 ص 11 رجب 1446 ه يتأمل خامنئي في تجاعيد يديه وقسوة العمر في فرض شروطه ووهنه، ثم ينظر إلى شاهد قبر سليماني ورئيسي وعبداللهيان وكذلك نصر الله، فلا يجد في من تبقى من رموز منظومته العجوز من يحظى بجاذبية وقدرة على تجديد مشروع "الثورة" التي تعيش شيخوخة مبكرة في منتصف العمر وتفقد سحريتها لدى جيل الشباب بعد نحو 45 عاما من دفع البلد بوقود الشعارات والأحلام التوسعية. حاليا، وفي لحظة مفصيلة، ترى إيران في الحوثي وصعوده وجموحه قصة شبابها، يُذاكر عبدالملك الحوثي جيداً في دفاتر الثورة الاسلامية القديمة ويقتفي خطاها ويتقمص دوراً مزدوجاً للخميني والخامنئي في الثورية والتنظيم والتنظير لمواجهة "الاستكبار" مأخوذاً بالتحشيد والنّسق الشاب المتعصب من القيادات الميدانية، والجغرافيا والقدرات النوعية التي وفرها الحرس الثوري في وقت قصير. في 2019، وبعد تقييم السنوات الأربع للحرب في اليمن، قرر سليماني نقل مستوى الثقة بالحوثي الى مستوى أعلى بعدما تأكد له توفّر الأرضية المناسبة، سرعة التعلّم وحدة القيادة وتسلسل التنظيم واستيعاب تناسق الأدوار التي اختبر الحوثيون فيها جيداً هو ونصر الله، وتسليم الحوثي بالمرجعية والقرار الاستراتيجي لهما، والتقاطهم السريع للفكرة الأهم "مواجهة الاستكبار العالمي وأدواته في المنطقة"، واستعدادهم لأي دور بأي مستوى ضد دول المنطقة وهو ما تم بعدها بأشهر بالهجوم على "ارامكو" من العراق والإعلان من الحوثيين!. في الأساس كانت نشأة الحوثي مرتبطة بالمحور، وبعكس ما يصل اليه بعض "الباحثين الكسالى" أو الصحافيين الأجانب، بأن الحوثيين مستقلّون عن طهران، فإن ارتباط الحوثي بإيران وحزب الله والمحور هو أعمق مما يتصورونه، إذ أن الحوثي نشأ أساسا بمساعدة المحور وعلى أيادٍ مشتركة تمثل كامل الأذرع الإيرانية حتى ذلك الحين ما بعد 2006، اشترك إيرانيونولبنانيون وعراقيون في تدريب الحوثيين وبناء ورش التصنيع منذ ما قبل 2010، وبعدها تدريب الحوثيين في ضواحي طهران ومشهد وقم وأصفهان والضاحية الجنوبية وسوريا وبغداد وجرف الصخر بالعراق، وبعد 2015 بنى المحور بإشراف سليماني قدرات الجماعة الاستراتيجية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والدفاعات الجوية ونقل نسخة من معظم ما يمتلكه الحرس الثوري من أسلحة وتكنولوجيا متقدمة إلى الحوثيين ومنعهم في لحظات معينة من استكمال التفاوض مع الحكومة الشرعية والتحالف في اللحظات الأخيرة مقابل رفع مستوى الدعم ليتحولوا إلى "عمق" للمشروع الايراني في المنطقة وذراعاً طويلة وغير مكلفة. بالإضافة إلى أن الظروف التي رافقت هذه التدخلات الإيرانية لتطوير بنى وهياكل الحوثيين بمراحلها المختلفة وحساسيتها وكلفتها اللاحقة المتوقعة قد دفعت طهران الى إخفاء علاقتها المباشرة وتحرص ولا زالت على الإنكار؛ مدفوعة بتجرد تمليه العقيدة أولا، والثمن، وكذلك الخيارات التي يوفرها بقاء الحوثي على مسافة معينة، وفي المقابل فإن هذه المسافة وفرت للحوثي عنصر مزايدة وإرباك أمام خصومه المحليين، وفي نفس الوقت أمام بعض المتابعين بكسل وسطحية، لكن تظل الحقيقة أن علاقة طهران بالحوثي عمليا توازي غيرها، وتدار بقنوات ظل وبسلاسة، ولا يشترك فيها حتى أكبر ممثلي الحوثي سياسيا. الآن وبعد ضعف حزب الله والخسارة الأكبر للمحور الإيراني بالمنطقة العربية بمقتل قائده حسن نصر الله، بعد عامين على خسارة سليماني، وبعد خسارة إيران لسوريا، وتصاعد التهديد الذي باتت تواجهه بعد طوفان الأقصى وانكشاف جزء من دعايتها باسم القضية الفسلطينة بترددها واستجابتها المتدنية والشكلية للمقاومة الفلسطينية من باب إسقاط الواجب إزاء ما يحدث بغزة، بعد كل هذا جاء الوقت للاستفادة من الحوثي ك"طلقة أخيرة في بندقية آيات الله" بحسب تعبير السياسي اليمني ياسين سعيد نعمان. منذ سقوط الأسد رفع الحوثي وتيرة عملياته، وتضاعف تأثيرها أيضا، وهو بهذا مدفوع بخوف طهران من أن صمت تروس المحور قد يغري بالانتقال الى قلب المحرك، وضرب مقدراتها وربما يصل الحال الى تهديد النظام، لذلك فهي الآن (طهران) تدفع الحوثي بالاستفادة من نزوع وجموح ذاتي لديه الى أقصى طاقته الفعلية، للتغطية على انسحاب المحور، كما يفعل أي مقاتل عندما يحتاج الى مترس يواصل إطلاق النار ليوفر مساحة لبقية القوة لترتيب انسحابها او استدارتها، وهذا ما يقوم به الحوثي الآن. الآن، وبينما أصبح الحوثي قصة تشغل القوى العالمية وتثير حفيظتها، فإن صانع القرار في طهران وفي غمرة قلقه ومخاوفه على مصير نظام "الولي الفقيه" يستطيع انتزاع لحظة ابتسامة وهو يرى ثمار استثماره الطويل والسخي في صناعة المخالب للحوثي، والتي بدونها كان الحوثي الآن يقاتل في العمشية بحرف سفيان وأطراف صعدة، في أحسن الاحوال. في المراحل المبكرة كان رجلا المحور سليماني ونصر الله يصممان الحوثي ليكون مشكلة للسعودية وفي خاصرتها، مثلما أن حزب الله مشكلة لإسرائيل وفي خاصرتها، لكن المال الذي يوشك أن ينهي رحلة المحور بكله جعل طهران بعقلها التكتيكي الذي يجسده رجال المرحلة الحالية (الحوثي) سلاحا لكل شيء؛ ومن منطلق هذا وقت كل رصاصة في الجعبة، لعل الطلقة الأخيرة من القوة الإضافية تنجح في درء ما يعتقدونه خطراً داهماً وشبه حتمي. 1. 2. 3. 4. 5. * الحوثي * إيران * سليماني * نصرالله * اليمن * لبنان موضوعات متعلقة * الدولار يتجاوز 2100 .. انهيار كارثي للريال اليمني أمام العملات الأجنبية * مقتل وإصابة ثلاثة مواطنين إثر اشتباكات قبلية مسلحة جنوبي اليمن * القبض على متورطين في إطلاق نار في سوق لبيع القات جنوبي اليمن * مليشيا الحوثي تحاول الوصول إلى مواقع عسكرية حساسة جنوبي اليمن * درجات الحرارة المتوقعة في اليمن اليوم السبت 11 يناير 2025 * الحوثيون يقتحمون مسجد في عمران ويعتقلون حفظة القرآن وسط توقعات بتكرار تجربة... * تحذيرات من وساطة قبلية تحاول التمهيد للحوثيين لاجتياح حنكة ال مسعود في... * أجواء مشحونة بالتوتر تسود "قيفة "رداع والقبائل تستعد لصدام مسلح واسع مع... * حملات اعتقالات حوثية "هستيرية " استهدفت حتى عناصر وشخصيات موالية * قائد الحملة العسكرية الحوثية يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته برصاص قبائل قيفه... * باير ليفركوزن يُسقط بوروسيا دورتموند بنتيجة 3-2 * "إنهم يتساقطون كالذباب".. صحيفة اسرائيلة تتحدث عن قصف جوي إسرائيلي أدى الى...